23 ديسمبر، 2024 1:03 ص

هل البداوة تخلف او اصالة ؟

هل البداوة تخلف او اصالة ؟

ضبابية وتاريخ مزدوج بين الحداثه والاصالة يتحسس يشعر بالنقص ويبحث عن طريق للخروج من صفة بدوي كيف لا و البداوة مكتبة تاريخ متكاملة من الحروب والتشرد والترحال من صحراء الى صحراء والفقر المدقع والبؤوس والحرمان والحروب والصراعات والعيش بلاكرامة

البدوا ناس طيبين لكن مشكلتهم الفوضى خصوصا الشباب وعدم احترام الآخرين سواء في الشوارع أو في الاماكن العامه وفي المدارس ولديهم نزعه للعنف والمشاجرات لأتفه الاسباب وهذا بلا شك من علامات التخلف وعدم التحضر فلو تخلصوا من هذه السلبيات لتحضروا تماما

 

هل تتوقع من البدواة ان تنسى قسوة الماضي اَو ان بلاوي الماضي تطارد البشرية ف تمارس شعور انتقامي مخزن في العقل الباطن في الواقع وتسخر امكانياتها في تطبيق ماضيها التعيس على البشر في الحاضر وتجردهم من كرامتهم كنوع من الانتصار والثأر للذات واشباع وأرضاء النفس بدون مبررقانوني ولا انساني ولا اخلاقي انما نزعة فجة واندفاع للظهور بالقوة والامكانيات المادية التي كانوا يفتقرون اليها

 

لن تنتهي البداوة السلبية التي تعتبر تاريخ قاسي وشعور خشن وقسوة في الدم وعداوة للحيوانات قبل الانسان وتوحش شكلته الطبيعة القاسية وجردت الانسان البدوي من طبيعته وصفاته النبيله وحكمته وعقله وتفكيره هي الصحراء

هل تتوقع ان تصدر لنا موارد بشرية تتمتع بالصحه العقلية والنفسية هذه الصحراء؟ وعلماء وفلاسفه في غضون عقد من الزمن هل تتوقع ان ينتهي الشعور بالنقص ؟ وان ينقرض الجهل والصفات السلبية من انسان بمجرد ان تستدعي مهندس مدني من دولة متقدمة لاعداد مخطط حديث ومسح المكان وبناء فيله راقيه بمليارات الدولارات ليسكن فيها المشرد في الخيمة ؟

 

اذا اردت التحقق في اجراء دراسة اكاديمية مهنية ومنصفة عليك ان تقوم بدراسة ميدانية عليك كمهندس ان تقوم بزيارة بعد سنه للفيله وشاهد كيف اصحبت كيف اصبحت جدرانها وكيف اصبح البلاط والسيراميك وكيف اصبحت دورة المياة والمطبخ واداوات الطبخ وغرف النوم وصالة الاستقبال ما جرى لها من تدمير وما حدث لها من تحطيم ابادة وعبث هو فعلا نتيجة واقعية لطبيعة الشخص ومشاعره وما يجري في عروقه من استنفار وترحال وتشرد وشعور مؤلم بعدم الاستقرار والخوف من المستقبل

 

هذا هو ملخص للبداوة وهذه الاحداث في الجانب المادي تحدث بنفس الطريقة في الجانب العاطفي وعلى مستوى العلاقات الانسانية

هذه الخطو ة هي يداية الصراعات المتجدده بين البداوة و الحضارات كيفية استخدام المواد والاستفادة منها

 

اذا تحولت حياة البدوي من الجوع والفقر الى الثروة والنعمة والخير يبقى في سجن فكري في معاناة نفسيه يشعر بهزيمة ثقافية لفقدانه اشياء كثيرة ومهمه في شخصيته وفي واقعه حياته وصورته في العالم من حوله

بداية من كيفية التعامل مع واقع الرفاهية تنوع الطعام فجاءة توفر الملابس الى الفن و التعليم وجودة التعليم الى الصحه والمهارات في جوانب الحياة حوله تبقى حديثه في محيطه

 

ومن المضحك انه ان تجده في خجل وتنمر واستغراب كيف له اليوم اصبح انسان كيف له الحق في تأسيس مجتمع من الصفر لا يمكن ان يكون الا بما يسمى السرقة الفكرية و الثقافية مجتمع خليط من الثقافات والحضارات العريقة تتعرض للتعديل والتحريف في بيئة البداوة بواسطة القوة الاقتصادية فقط وليس بفضل العقول ولهذا لن تجد الشكر والتقدير لتلك الحضارات بل الاساءة والسخرية والاستهزاء من لهجاتهم وثقافتهم الخاصة وتاريخهم في محاولة للسيطرة على مكانتهم في التاريخ واستبعادهم اقتصاديا وسياسيا والسيطرة عليهم واستعبادهم

وتلاحظ الفارق بين الانسان ومقدراته المالية في مجتمع بدوي يتحرك امامك باتجاه التمدن والاحباط الذي يحيط به ومحاولته الاندماج مع المجتمع المتحضر والمتمدن محاولة الانصهار والتعايش يعاني فيها من الداخل من مشاعر راسخه وافكار وقناعات ثابته في شخصيته تضيق عليه الخناق النفسي وتفرض عليه العزلة النفسية والميول للعزلة والخوف من التواصل

بمرونة وشفافية وايجابية مع المجتمع المتحضر

انه يتمدن في العمران وتبقى اقدام الانسان في عمق الصحراء غائرة وعالقة وتبقى البداوة السلبية في سلوكياته وافعاله واقواله ومشاعره يكره البشر ويعلم انها صفات ذميمة ولكنها تجري في دمه ويعجز عن التخلص منها ويكابر في السير في الطريق الخطأ كونه لا يمكن ان يتحرر من افكار رضعها من امه في صحراء قاحله

 

يبذل كل جهوده في خطف ثقافة الاخرين ويلبسها قميص ابيض لكي ينسب كل شيء الى تاريخيه و ماضيه لاثبات جدارته وما اضافه الى البشرية من انجازات واستحقاقة التاريخي للقيادة والادارة بدلا من الشكر والتقدير والتعاطف والتعاون مع الشعوب الاخرى المتقدمة للنجاح سويا والاستفادة من الطبيعة وخيرات الله مع بعض رغم انه ليس عيبا ولا عارا الفقر والجوع لانه سنه من سنن الله في هذا الكون

والبدو بما انهم يفتخرون بكونهم بدوا خوفا من السقوط في حقيقة كراهيتهم لتلك الصفة التي هزمت سلبياتها وقسوتها ومعاناتها ايجابياتها لكنهم يكرهون البداوة وظروفها الصعبة والقاسية جدا الان ويحاولون التخلص من هذه الصفه في الواقع لانها ملتصقة وعالقة ومتغلغه في نفوسهم في طباعهم في طعامهم في ملابسهم

ويضخون الملياارات للتتغير الثقافي من خلال السياحه والسفريات وتعلم اللغات الاجنبية وتقليد الشعوب الاخرى ثقافيا هذه الاستراتيجية المتبعة بالياتها وطريقة تنفيذها سلبية لانها محاولة خطف الحضارات القديمة الى خيمة مكتظة بالكراهية والغرور الى عقلية راعي الابل والشاة الى دماغ مسجون في ماضي وتاريخ من القسوة والتشرد

وعندما يحدث الخلاف السياسي في وقت من الاوقات مع اي جهه احيانا تكون صفة البداوة تتحمل سبب الأخطاء التي تتعرض لها الامم الاخرى والشعوب المتقدمةوتشاهد في الاعلام تلميحات عن البداوة كعائق مزمن وعدو يربك التواصل والثقة بين الشعوب وتتفاقم الخلافات

 

هذا استفزاز كبير لهم واعادة تحديث مشاعر وذكريات سوداء ومأساوية فلن يقبل مباديء انه انسان مثل البشر وانه مخلوق مثلهم لن يقبل الا ان يجردهم من الشعور بالكرامة والانسانية ويحولهم الى عبيد ويتاجر فيهم بما حصل عليه من اموال طفرة وفجأة منحته نوع من الأمن الغذائي بعد قرون من الزمن من الجوع والخوف من المستقبل

ويخشون من النقد والذم والقدح في وقاحتهم وجهلهم فيخرجون للاعلام وفورا للفخر والشعر والنثر بصفاتهم البدوية وينسبون اليها الكرم والشجاعة

ويمنون على الشعوب بفضلهم وخيرهم وما يقدمونه من مساعادات انسانية وينسون ان المنظمات الدولية من شعوب ليست مسلمة تقدم تريليونات الدولارات ويبحثون عن المحتاجين في العالم لمساعدتهم وتقديم

كافة الخدمات الطبية و التعليمية والغذائية بدون تمنن تلميح او اهانة وتجريح لمشاعرهم

 

لو نقوم بفحص بالاستفادة من االانثربولجيا والعودة لما كتبه بن خلون لوجدنا في الواقع هم يتنصلون منها ويهربون فرادا وجماعات ويحاولون التخلص منها باقتباسات من الحضارات الاخرى ولكن البداوة تحتاج الى زمن طويل لتطويرها وتحسينها وتحديتها ومعالجة افرادها نفسياوتفريغ الشحنات السلبية منها وتلبيسها ثوب المدنية

 

ليس بالشكليات ولكن بالاختلاط بالشعوب المتقدمة والتعلم منهم و اكتساب المهارات وتحويل الخيمة الى مستشفى وشركة و تحويلها الى جامعة واذا اصبح مالك الخيمة هو جراح القلب وهو المدير العام في الشركة وهو خبير استخراج النفط بنفسه وهو من يصنع السيارة وهو من يصنع الطيارة وهو من يقدم للبشرية كل يوم اختراع نستطيع ان نقول انه فعلا مجتمع متحضر وليس عبء على العالم وفي نفس الوقت ينظر الى العالم عبء عليه كونه يملك النفط والطاقة .