18 ديسمبر، 2024 4:52 م

هل اقتربت نهاية الغرب كصورة مخترعة ومخلوقة ومختلفة ومشكلّة للشرق ؟

هل اقتربت نهاية الغرب كصورة مخترعة ومخلوقة ومختلفة ومشكلّة للشرق ؟

على مدى القرون القليلة الماضية، ونشوء المفاهيم من قبل ساسة الدول العالم الحديث  الغربي وظهر الدور اللامع للغرب والانبهار به من النخبة الصاعدة وأصبحت للغرب دور فعال في علمنة المفاهيم الدينية. في بعض النواحي، منها تقسيم العالم إلى الجبهة المظلمة، والجبهة المضيئة، وأنصار الخير والحرب. وهذا استمرار للانقسام اليوناني الروماني القديم بين المواطنين والرومان واليونانيين والبرابرة، والذي استمر في العصور الوسطى واتخذ غطاءً دينيًا، وبعد ظهور الحضارة الغربية الجديدة، طور الخطاب المتمركز حول الغرب هذه الروح. الواقع أدى بالغرب إلى العيش في تناقضات عميقة منذ نشأته، مثل العالم الجديد، الدعوة إلى النسبية ، مع إنتاج العديد من الأيديولوجيات الشمولية والتقسيم المطلق للأقاليم والقوى والأقاليم الثقافية للظلام والنور، والخير والحرب. معتاد على الخير والصلاح المطلق ومعارض للوحوش والظلام والشر المطلق! يفتخر بأنه أعاد اكتشاف الإنسان واخترع خطاب حقوق الإنسان، ولكن عندما يتعلق الأمر بتجربة المعايير النظرية، يتحول الإنسان إلى مواطن، وعندما ينقسم إلى بشر، أي إنسان وحيوان في صورة إنسان، من خلال التزام الصمت حيال ذلك وعند دراسة مفهوم الغرب في القاموس الحديث فإن الغرب هو مفهوم تم اختراعه حديثًا بعد عصر النهضة والتنوير الأوروبيين وجرى عليه التغيير بصورة تسلسلية عبر التاريخ الحديث، وهو يشير إلى الفهم الجديد للغرب لنفسه ولا خارجه. وأصبح للغرب معناها الفيسلوجي وأيضا الدراماتيكي والسحري والسايكولوجي ايضا وبمختلف المعاني والنظرات البراقة وجعل الغرب مركز الكون في العالم الحديث ومن هذه النظرة يصبح الغرب مركز العالم الجديد والعالم واكتشاف الإنسان من جديد، واعتبار هذا الانسان ككائن له حقوق وإرادة وسيادة في الحياة، وحيث بدأت صالون التجميل الغربي احدى الصالونات البراقة في الفترات العقود الماضية من القرن التاسع العشر وبعد التطور الحاصل في الفنون السابعة لللمجد البشرية والحضارات ومنها ظهور الغرب كما نراه حاليا وحيث كان الكتبة من الفن والسينما له دور الأول المتميز في الانبهار بمفهوم الغرب وجعله بعيدا عن الأخطاء الروحية الغربية وجعله كائن معصوم من الخطأ وهو المنقذ على صور عديدة من البهلوانات واخترعت الشخصية البطل (طرزان ) في الروايات الغرب من داخل عمق افريقيا وطرازان لا صلة له باية تراث اوأرث فولكلوري تاريخي بافريقيا واصبح هو الشخص المنقذ للفرد الافريقي وجاء  ( سوبرمان ) الخارق للقوى الطبيعة والمنقذ البشري في سينما الهوليودية كل ما انتج لاجل طمس الشرق بالجهالة وعدم الفهم بالعدالة وجاء في الجهة الاخرة ومايقابله مفهوم المعاكس حسب ما تم الاعداد له الشرق وعلما ان الغرب والشرق ليس سوى اثنان من جهات الأربعة المدركة للتواجد البشر في الكون وتم اعتبارالشرق هو منجم الخرافات والأساطير والروحانيات الغرب الخارجي ، من الممثلين وذوي الحضارة والثقافة والتاريخ، يصبحون المواد الخام للعمل على الغرب، مثل أفكاره وذكائه وشعوبه! ويجب أن يتحرروا من القسوة والتخلف والهمجية وان التخلف سمة أساسية عند دراسة الشرق في وجهة نظر الغرب وانعكس هذا المفهوم وتأثر به أيضا الشرقيين أيضا حيث في محطات عديدة من القرون كان الشرق ينتقد نفسه بناء على النقد الغربي له، السيد او العبد (الغرب والشرق) الملل والإحباط المدركات للشعور تم الاستغناء عنه غربيا وشرقيا عندها بدأت الشعور بالمسؤولية من طرف الغربي والهيمنة عليه الصفة الأساسية وكان ومن واجب الغرب أن يشغل الرفاهية الحضارية للآخرين وأن يعلمهم كيف يعيشون بالخير والأخلاق والمسؤولية تجاه دولهم التي تعرف الآخرين وترعاهم. لأن الخير والحضارة والإنسانية ليس لها معايير موضوعية وتساوى مع ما يصوره الغرب ويبشر به ويفعله! عندما تظهر معايير العالم الجديد للخير والشر تحت ستار القانون الدولي وخطاب حقوق الإنسان وما شابه ذلك، فإن ذلك لا يغير جوهر الأمر. بينما يدعي الغرب عولمة مفاهيمه وقيمه وأنواعه وآليات تقسيم العالم إلى حضارات وأديان ومراكز ثقافية ودول وهوية ذاتية مختلفة على هذا الأساس، فإنه يجعل ادعاءاته، على الأقل في بعض النواحي، لا معنى له. ولذلك فإن مفهوم الإنسان بمعناه الجديد، باعتباره مخلوقاً يحمل خطاب  حقوق الإنسان، لم يتعلمه الغرب نفسه. قيم الديمقراطية واحدة ولا يوجد فرق جوهري، لأن في جوهرها الروح الدافعة للغرب والشرق والدول الأخرى لا تعتبر نفسها جديرة بالديمقراطية وحقوق الإنسان وسيادة القانون وما شابه ذلك لنبدأ العودة بالزمن الى فترات سابقة من انبهار الغربي في منطقة حيث كان هناك محطات من تنفيذ سياسات الغطرسة الاستعمارية منذ بداية الحربين العالميين والاستعمار الدول الغربية دول الشرق وهذا الاستعمار الدليل القاطع بأن الغرب اعتبر نفسه سيدا على الشرق لان الشرقيين لا يعرفون ولا يدركون معنا تسمية السيد إلا من خلال المفاهيم الدينية ناسيا ان الغرب مارس مفهوم السيد عليهم عبيدا . الرعب والحروب والتهجير والاحتلال والابادة الجماعية مفاهيم يمكن فهمها وبسطها بصورة بسيطة جدا وهو أبسط ما يمكن العمل بها من قبل الغرب على الشرق إن خطاب وتنفيذ سياسة الإبادة الجماعية، كما نرى في غزة وقد فعلها الاستعمار الغربي بالفعل ضد شعوب كثيرة في أنحاء كثيرة من العالم، يختار الصمت ولكن عن طريق الدعم السياسي والعسكري لمنتهكي حقوق أن عولمة المفاهيم ومساعدة الغرب لهذا الغرض سيكون لها نتيجتان غير مرغوب فيهما . إنهاء هيمنة الغرب واختلافه الواضح عن سائر الحضارات والأمم والمراكز الثقافية في العالم،.إنهاء الانقسامات التقليدية بين الغرب والشرق وغيرهما من الدخلاء، بينما يريد الغرب إعادة إنتاجها والاستمرار فيها، حفاظاً على هويته التاريخية المحررة والتمتع بمجده وتفوقه وهيمنته. وفي هذا السياق نفهم مشاركة الغرب (إسرائيل) كجزء لا يتجزأ من حضارته في انهيار التجارب الديمقراطية الناجحة حديثا في الشرق الأوسط بعد الربيع العربي ودعم الثورات المضادة والانقلابات العسكرية. دعونا نسأل مفكرينا عن انهيار حضارتهم: هل اقتربت نهاية الغرب كصورة مخترعة ومخلوقة ومختلفة ومشكلّة للشرق وغيره في الخارج؟ فهل لا تزال أحداث العالم تنبئنا بذلك عن الكارثة الإنسانية المأساوية الكبيرة التي حلت بغزة بدعمه شبه المطلق؟ للإجابة على هذا السؤال، يجب ألا نفكر في الانهيار المادي للحاضر، رغم أن بذور الفاشية ومشروع الحرب الأهلية والعالمية لا تزال حية داخل هذا المثقف الكبير نفسه، وقد أعجب به الكثير من الناس في الشرق وفي جميع أنحاء العالم. له لفترة من الوقت وأراد أن ينظر إليه وحتى أن البعض كان يحدق به. ومن هنا فإن الغرب لا يريد الآخرين، في بعض النواحي وهي لا ترى نجاحاً في التحول إلى غربية، ولكنها تريد أن تبقى منطقة تبرر سياساتها واستراتيجياتها كما هي أو كما صنعت، رغم أنها قد تقدم بعض التنازلات مؤقتاً، مثل اليابان وكوريا الجنوبية، في ظل وجود دول أخرى. أثبتت النظريات الخاصة بتكوين الدول والقوى المهيمنة ان كل ما تنشأ قوة معينة فإن نقطة الصفر هو البداية ولكن الرقم الأخير من الحساب سوف تبدا بالانجماد بمجرد الابتعاد عن المفاهيم الأساسية المستندة في تشكيل القوى وهذ النظرة بدأت في الظهور والدراسة من قبل المفكرين للدور الحداثة بأن الغرب في حالة انهيار منذ أن مارست الدور البطولي في منطقة الشرق سلبياتها أثرت على كافة النواحي الإيجابية القوى الكبرى المناهضة للغرب من الواضح أننا لا نريد حل قضية تاريخية معقدة ومتعددة الأبعاد مثل الغرب وغيره، والتي عملت عليها العديد من العقول العظيمة، ولكننا نريد التأكيد على الوعي المبكر لدى البعض.إسرائيل وتجاهلها لجرائم جيشها ضد المدنيين في غزة وحتى الضفة الغربية هي المسؤولة تاريخيا عن المأساة التي حرمت الفلسطينيين من حقهم في تشكيل مؤسساتهم الخاصة منذ الحرب العالمية الثانية. إن ما على المحك في تخفيف هذه الأزمة على الغرب ومنعه من أن يصبح قوة عارية مجردة من الأخلاق والقيم والمعايير التي اتفق عليها المجتمع الإنساني للتعايش هو ديناميكية وحيوية المجتمعات الغربية. ولسوء الحظ، لا بد لي من القول إن ما نشاهده الآن – وهو مجرد حلقة صورة ذاتية من سلسلة سابقة – يشير إلى أن نهاية الغرب قد اقتربت. لأن الغرب في أضعف موقف له من حيث الأخلاق والقيم في مواجهة المنافسين العالميين مثل الصين وروسيا وحلفائهم، والتي مع سجلها السيئ من حيث حقوق الإنسان ورفض العديد من القيم العالمية المهمة يدعو إليها المدنيون وسكان غزة من أجل نظام أكثر عدلا للعالم. قتل نحو 5000 طفل في غزة خلال شهر. ومن هنا يظهر الغرب كقوة عارية ومطلقة وغير أخلاقية، وليس كرمز ثقافة الحقوق والأخلاق والحضارة، وكلما ظهرت حضارة وقوة وإمبراطورية ينال الناس إعجابهم وتسعد قلوبهم سعيد كاني وأمل الغرب يعيش حاليا أزمة أخلاقية وصراع الخطابات والمعايير، والغرب يعيش حاليا أزمة أخلاقية وصراع الخطابات والمعايير، الجحيم الحالي في غزة، حيث أصبحت النساء والأطفال والأشخاص المحرومين ضحية لمصداقية الغرب وصورته السيئة، سوف يشوه انقساماته بينه وبين الآخرين، إن لم يكن بالكامل، لأن الغرب يعاني من فشله الأخلاقي بسبب دعمه المطلق لإسرائيل.