23 ديسمبر، 2024 2:52 م

هل اصبح العراق على كف عفريت ؟

هل اصبح العراق على كف عفريت ؟

هل فتحت الطرق المؤدية لحل الازمة التي عصفت وتعصف بالعراق بعد انطلاق التظاهرات والاعتصامات التي كانت بداياتها من محافظة الانبار  ؟
العراقيون اعتقدوا  بأن تحقيق الأمن والسلام على أرضهم بات وشيكاً ، وان نهاية ألآمهم أصبحت ممكنة بعد طول انتظار وعذاب   0 وبعد بدء الاعتصامات والتظاهرات ،  انتعشت آمال العراقيين واخذ اعتقادهم بانفراج الازمة  والحالة الأمنية ،غير إن تصاعد حرارة الوضع الأمني وفي أوقات متفاوتة كما حدث لمبنى وزارة العدل ظهر يوم الخميس14 آذار 2013 بدد  تلك الآمال.. وطيّر ذلك الاعتقاد ليحل محله القنوط .. 
المأزق العراقي على هذا النحو مأزق مركب ومتنوع.. كل طرف يراهن على الوقت من أجل الاستمرار ليشكل بوصلة إلى النتائج التي يتوخى والتي تسمح له في الأقل ألا يعود إلى الساحة بدون مكاسب وليس هناك حساب للحصة الكبيرة التي هي العراق، فالعراق حسب اعتقادهم موزع على كل جهة لها هدف، وكل طرف له حساباته الخاصة وأوراقه الخاصة وله خط وأسلوب في التنفيذ وبدلاً من أن يكون العراق الوطن غاية أصبح وسيلة لتحقيق غايات لا صلة لها بمصلحة العراق، فالمصير الوطني محفوف بكل ألوان المخاطر.. والعراق  الواحد الموحد بات يهتز في مخيلات المواطنين الذين يسمونهم (الأكثرية الصامتة) أي مثل الجنـة في خيـال المؤمنـين .
ربما جاز أن يطرح سؤال كيف يمكن تطبيق خطة أمنية إذا لم يكن الوضع السياسي آمناً وطريقه سالكة… أو إذا لم يتوفر وفاق وطني..وإذا كان الأمن فعلاً سياسياً والفعل السياسي إرادة… فأن الإرادة هي التي تملك الجواب… فمن يريد العراق يكون معه ومن لا يريد العراق يكون عليه سواء تعلق الأمر بخطة أمنية أم  بخطة سياسية أم بوفاق مهما كانت صيغته.
هناك من يريد أن تستمر الأزمة ، فمن المستفيد ؟
المشكلة كبيرة… والعراق على كف عفريت،… وليست هذه هي  مشكلة العراق… بل أن بعض الإطراف العراقية هي عامل تعقيد. وما لم يكبر العراقيون ويصبحوا بحجم العراق فأن مشكلتهم ستظل اكبر منهم واكبر من العراق ما يجعل التشاؤم سمة الموقف وصفة المرحلة .