23 ديسمبر، 2024 4:50 ص

بنظرات النفس وعيون العقل ومشاعر الجوارح و ادراك العقل كلها مجتمعة على امر عظيم و إصرار دائم على ان اكون ابنها.
فهل اكون؟ و كيف يجدر بي ان اكون؟
ضبط السلوك الإنساني يحتاج الى مثير خارجي أو يحتاج الى حافز داخلي؛ و ﻻشك ان طريق الرشاد يحتاج الى سلوك انساني إيجابي؛ بل يحتاج الى قمة الرقي بالإنسانية في سلوكياتها؛ واروع ما تسطره ذكريات الزمان هذه الأيام هو سلوك إنساني لامرأة قدمت مالم تقدم عليه سواها؛ اعطت درس للإنسانية جمعاء؛ ليس بفعل مادي أو مشاعر خجوله و حنين شفاف.
اعطت القوة بفيض الحنان؛
اعطت النصر للقائد بعقيدة راسخة؛
أعطت مبادئ ﻻجيال و اجيال؛
اعطت أعظم جواهر كانت هدية لها من اعظم ملوك البشر؛
أعطت ووهبت هدية الإمام علي عليه السلام لها؛
ولم تأبه لهذا الفقد بقدر حزنها الدائم؛
ترى ما سر ذلك الحزن ومن تلك العظيمة؟
حزنها لسيد الشهداء عليه السلام؛
جواهرها الاربعة اوﻻدها العباس وجعفر و عثمان وعبدالله.
انها ام البنين السيدة الطاهرة عليها السﻻم، فهل نتخذها حافز و مؤثر نحو الاستقامة في السلوك وتحسين فن التعامل مع محيطنا.
كما فعلت هي من اجل المبادئ والقيم ولم تدخر ابنا و لم تكتفي بتقديم فلذات كبدها لسيوف المنون وهي تستنهض بهم كل همة و جهد وعزيمة لنصرة الحق والذب عن المبادئ السامية.
حتى أصبحت مثال الام المضحية ونالت شرف الدرجة الرفيعة، واصبح اوﻻدها نبراس الايثار والوفاء لله من خﻻل النصح والاتباع الحق لخليفته على هذه المعمورة ( وسلموا تسليما )، حينما بذلت الابناء وهم كل ما تملك من اجل هدف من اهداف السماء في استمرار المشروع الإلهي.
نحن بامس الحاجة الى اضافة هدف -والعمل الدائم على تحقيقه- الى اهداف حياتنا هدف جديد الا وهو ان اكون ابنا لها ﻻنها ام البنين (المال والبنون زينة الحياة).
من خﻻل تلك السيدة الطاهرة لنرتقي وندخل ضمن دائرة بنيها.
يروى ان رسول الله (ص) انه قال: (انا وانت يا علي ابوا هذه الامة)؛ وﻻنها زوجة الإمام علي عليه السلام فنحن ضمن بنينها.
ولكن كيف نصبح فعﻻ كذلك؟
كيف نصل بمستوى سلوك ابنائها الاخﻻقي والاجتماعي وكل جوانب السلوكيات الاخرى؟
فهل نصبح احد أبنائها؟ ونكون قدوة في زمن اصبح المميز في سلوكه، المغادر لتيارات الانجراف نادر الوجود.