ذهبت الايام وولت السنين وهي حليفة البؤس والشقاء, تلك الام التي ما تزال تقدم ابنائها بأسراف, قرباناً للسلاطين وكواسر الشعوب, لله درها من ارض احتمت بتأريخها, وتباهت بحضارتها, حتى اصبحت كالناقة التي تحمل الذهب وتأكل السفاف, تحاوشوها من كل حدب وصوب وارتضوا لها ان تكون حلوباً, يرتضعون اثدائها متى ارادوا, اكلوا من خيرها, وبصقوا على شرفها حينما كانوا ثملين, احتفلوا بموت صغيرها,ولبسوا السواد على موت قطة الجارة السوداء. عند كل حقبة يذهب من يريد الذهاب, ويأتي من نريد ان يأتي, حتى وصلنا الى حكاية اليوم, بعد ماكانت الجدة تقص لنا قصة