15 أبريل، 2024 12:03 م
Search
Close this search box.

هل اسقطت داعش طائرة ال “ف16 “؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

ان اللغط الذي يثار حول اسقاط داعش للطائرة اف 16 التابعة للقيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية والتي يقودها الملازم اول الطيار معاذ الكساسبة في محيط مدينة الرقة ، شمالي سوريا، لغط يحيط الحادث بكثير من التساؤل ، فقد اعلن البنتاغون في بيان له أن هناك أدلة تشير إلى أن داعش لم تسقط الطائرة كما تدعي والموقف نفسه وقفته قيادة القوات الأردنية ، فالاردنيون والامريكيون قد راوا ان الطائر قد سقطت بسبب عطل ، وليس بصواريخ داعش ، في الوقت الذي اعلن داعش انه استخدم صاروخا حراريا لاسقاطها ، وهذا يشير الى ثلاثة احتمالات ، هي:

الاول ان الطائرة اسقطت من قبل دفاعات داعش الجوية المتطورة ، ما يفرض على التحالف الذي تقوده امريكا البحث عن استراتيجية جديدة ، فقد كان الانطباع السائد لدى الامريكان وحلفائهم بان التعامل مع داعش عبر الجو هو تعامل آمن ، لانه لا يكلف التحالف اية خسائر بالارواح والمعدات تحرج الادارة الامريكية ، المتهمة من قبل قطاعات من المجتمع بزج الامريكيين في حروب كثيرة وقتلهم .

اما الثاني فهو ان طائرة ال ف 16 الامريكية مصممة على ان تتجاوز قدرات الدفاع الجوي العربي ، لانها طائرة استراتيجية للمشروع الصهيونية في الصراع مع العرب وهنا يثار تساؤل : لماذا تكون الطائرة المسقطة عربية وليست امريكية او اوربية ؟ وهذا التساؤل قد يشير الى ان هناك نقصا ما في الطائرات ف 16 ، التي تبيعها امريكا للعرب ، الذين لم يطمن تحالف حكوماتهم مع اسرائيل اللوبي الصهيوني ليسمح للامريكين ببيعهم طائرات المتطورة كالتي تحصل عليها اسرائيل ودول حلف الاطلسي ، ولو افترضنا ان هناك نقصا ما في طائرات اف 16 التي تباع الى العرب ، وهو نقص مترتب على مبدا التفوق الاسرائيلي الذي تدعمه امريكا ، فهذا يعني ان اسرائيل وحدها من يستطيع اسقاط طائرات ال ف 16 المباعة الى الدول العربية ، لانها قد تسلمت شفرة هذه الطائرات من المنشا ، أي امريكا ، ما يعني ان داعش لا يمكن لها اسقاط تلك الطائرة من دون الحصول على تلك الشفرة بالتعامل

المباشر مع اسرائيل ، فهناك كثير من التقارير التي تناولت العلاقة بين داعش واسرائيل ، اللذين يمكن ان يجتمعا تحت شعار عدو عدوي صديقي ، وما يعني ايضا ان اسرائيل قد فعلت هذا ليس بهدف اسقاط الطائرة اف 16 الاردنية ، ولكن بهدف التاكد من ان الامريكان فعلوا ما اراده اللوبي الصهيوني ، أي ان الغارات العربية على داعش قد شكلت حقل تجارب اسرائيلي لاكتشاف صدق النوايا الامريكية مع اسرائيل ، والتاكد من ان طائرات ف 16 المباعة لدول عربية لا تشكل خطرا عليها ، اذ لا يمكن التاكد من ان طائرات ف16 المباعة للسعودية او قطر او الامارات او الاردن لا تشكل خطرا على اسرائيل ، بمهاجمة تلك الطائرات لاهداف اسرائلية ، أي باعلان هذه الدول الحرب على اسرائيل ، فهذا مستحيل .

اما الاحتمال الثالث فهو ان الطيار نفسه هو من اسقط الطائرة وسلم نفسه لداعش من خلال قيادته لها بطرقة سمحت لها بالقفز بالمظلة قبل ان تصاب الطائرة التي وضها الطيار نفسه في مدى المقاومات التي تمتلكها داعش ، وهناك تقارير تحدثت عن ان الطائرة اسقطت بمقاومات بسيطة لا تتعدى حدود الوشكا او مدفع 23 ملم او الرباعية التي تتعامل طائرات مغيرة غير ف 16 ، وان ما يرجح هذا الاحتمال ان والد الطيار اعتبر ابنه ضيفا على اخوان له في دولة شعارها لا الله الا الله محمد رسول الله ، وليس أسيرا مناشدا داعش الرافة بولده اكراما لله ولرسول الله ، واذا ما صح هذا الاحتمال فان داعش قد حققت امرين ، الاول انها حصلت على كنز تستطيع من خلاله اطلاق سراح مناصريها من السجون الاردنية ، وربما السجون العربية والامريكية ، فقد كان هناك اشبه بالتصويت عبر قنوات التواصل الاجتماعي على الاسماء التي يرى انصار داعش مبادلتها بالطيار الاردني ، والثاني انها زرعت بذرة الشك بين الامريكيين وبين حلفائهم العرب ، الامر الذي يفرض على الامريكيين مواجهة داعش جويا لوحدهم مستعينين بحلفائهم الاوربيين ، على ان يتولى العرب امر البر ، فالقرار الامريكي واضح باستبعاد أي قتال بري مباشر بينهم وبين داعش وانما يختصر الدور الامريكي بتقديم المشورة ، وان القتال البري هو ما تريده داعش التي اثبتت الوقائع انها تتبع في حربها القتال الالتحامي الذي يفوت فرصة على الطرف المتفوق جويا ، وهذ امر اظن ان داعش قد عرفته واتبعته في قتالها ، لان

وضع المتقاتلين في خندق واحد لا يسمح بتحديد دقيق للاهداف المعادية التي يجب ان تعالج جويا ، ومن ابرز شواهده ما حدث معركة التحالف الامريكي في حربه الجوية التي دامت شهورا بهدف انقاذ مدينة سورية صغير ، هي مدينة كوباني الكردية ، ولم ينجح التحالف ، على الرغم شراسة المقاتلين الكرد في المعركة البرية ، وهذا الحال مفض الى سؤال ما هو الزمن الذي يتطلبه تحرير مدن بحجم الرقة او دير الزور او الموصل .

الاستنتاج الذي اصل اليه ، وللاسف الشديد ، ان داعش قد وصلت الى مرحلة القوة الواعية التي تفرض شروطها في ساحة القتال ، فهل هذا الوضع هو ما كانت تريده امريكا ، واسرائيل ؟ فداعش الان في مستوى عسكري يفرض على العرب الذين تتوسع داعش في اراضيهم سياسات جديدة يتطلبها المشروع الامريكي الصهيوني تقوم على تنسيق كامل مع اسرائيل يسقط كل مقولات رفض التطبيع .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب