9 أبريل، 2024 7:08 ص
Search
Close this search box.

هل استوعب العراقيون الدرس ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

يوماً بعد اخر تتكشف اوراق اللعبة ويتبين مقدار الاحتيال والتلاعب الذي تمارسه احزاب السلطة الحاكمة في العراق ، فمع دخولها العراق بعد اسقاط النظام السابق لم تتوانى تلك الاحزاب بجميع اتجاهاتها على تقديم كل ما هو في مصلحة الحزب والرجل الاوحد للحزب دون مراعاة لاي قيمة وطنية او انسانية لهذا البلد لانهم وببساطة فاقدين لتلك القيم .
فبعد كل تلك التجارب معهم من خلال استقطابهم للناس عبر انتخابات هيئوا لها من خلال التحشيد الطائفي والعرقي بالاضافة الى كم هائل من الوعود الكاذبة بحيث كان يتأمل المواطن العراقي البسيط ان العراق سيصبح جنة الارض بما يمتلكه من موارد وثروات وخيرات قّل وجودها بهذا الكم والنوع في مكان واحد .
الا انه وبعد مرور عشر سنوات من التغيير لم تفي تلك الاحزاب ولا بوعد واحد من وعودها التي قطعوها على انفسهم ، فلا امان ولا استقرار وموت وقتل يومي  ولا فرص عمل للعاطلين ، ولا خدمات تذكر بالاضافة الى نظام صحي فاشل وتراجع واضح في النظام التربوي ، وانهيار شبه كامل في المجال الصناعي والزراعي ، وتفشي الفساد المالي والاداري بشكل لم يسبق له مثيل ومن قبل كبار المسؤلين في السلطة ، وانتشار الفساد الاخلاقي وتفكك البنية الاجتماعية في التركيبة الديموغرافية للبلد ، وغيرها من المشاكل والويلات .
واليوم وبعد كل تلك التجارب المريرة مع هذه الاحزاب يفترض بالشعب العراقي ككل ان يستوعب الدرس ويستفيد من التجربة التي خاضها مع تلك الاحزاب والتيارات الفاسدة المنحرفة وان يضع حدا لكل تلك المظالم التي مرّت عليه فليس من المعقول بعد كل تلك السنين وكل هذا العناء ان يلتزم العراقيون الصمت بدل المطالبة بحقوقهم  والوقوف بوجه الفاسدين وسراق المال العام !
لكن من الواضح ان الشعب العراقي وبالرغم من انه شخّص المشكلة وعرف من هم ظالميه ومن سرقوا قوته وتحايلوا عليه ولكنه الى الان فاقد للارادة بعد ان اربكته عواصف الفتن المفتعلة حتى افقدته بوصلة الاتجاه نحو الصواب ،  وبدلا من البكاء والنواح اليومي من الفقر والعوز والحرمان وباقي المعاناة على الجميع الوقوف بوجه الظلم والفساد ايما كان الشخص الفاسد او الظالم وهنا يأتي دور المثقفين والطبقة الواعية ممن يحملون الغيرة وتعتصر قلوبهم من اجل بلدهم وشعبهم من خلال اخذ دورهم الحقيقي بتوعية الناس واعادة الروح الوطنية لديهم بعد ان فقدوها على يد الخونة والانتهازيين ، حتى يتمكن المواطن من استعادة حقوقه المسلوبة وايقاف الاستنزاف المتواصل لدماء وموارد وخيرات العراق والعراقيين ، ومحاسبة كل مفسد وسارق ومتلاعب بمصير هذا البلد المنكوب .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب