23 ديسمبر، 2024 8:50 ص

هل احرجكم مؤتمر الجبوري ؟

هل احرجكم مؤتمر الجبوري ؟

اصبحت منذ اليوم متعاطفا مع سليم الجبوري؛ بعد ان كنت انظر اليه على انه لا يستطيع ما في ظل الظروف التي يمر بها العراق وهو على راس مكون مهم من مكونات الشعب العراقي من حيث التاثير الداخلي والاقليمي، ومن حيث تواتر الازمات التي يواجهها هذا المكون والتي تتسم بالتعقيد والخطورة.
ولازلت اذكر الهجمة التي واجهها الجبوري حين ترأس مؤتمر انقرة الذي جمعه بقيادات المكون لمناقشة ماذا يمكن ان يفعلوه في ظل التحديات المذكورة آنفا، حينها قامت الدنيا ولم تقعد واتهم الرجل بكل التهم وتعرض لهجمة اعلامية وفيسبوكية شرسة، ومن بين من اطلقلوا عيارات التهم بغزارة هم بعض اطراف التحالف الشيعي (وبعض السنة) الذين يرون ان بغداد هي الاولى باحتضان اجتماع ابناء البلد، وحينها انتقدنا جميعا سليم الجبوري وبفظاظة على ما فعل، وانكرنا عليه عقد اجتماع كهذا في انقرة وارض الوطن مفتوحة، والحقيقة انني كنت ممن سار في مضمار النقد.
لكن يبدوا ان الرجل يعرف اكثر مما نعرف عن تقلبات السياسية ومواقف بعض الشيعة وبعض السنة، فما ان اعلن الجبوري عقد المؤتمر المقبل على ارض بغداد، وانه سيكون مؤتمرا جامعا واستثنائيا، وفرصة للحوار والتفاهم وتصفية النفوس والنوايا، خلت في اول الامر ان الجميع سيرحبون بالمبادرة وسيشدون على يد رئيس البرلمان على هذا التحول المهم، ولعلي فكرت ان من انتقد مؤتمر انقرة سيكون اول المرحبين بمؤتمر بغداد، لكن ما ان اعلن الرجل عن عقد المؤتمر حتى تفاجأ الجميع من اعلان المواقف الرافضة بعد ان بدل الجميع مواقفه وصار ينعت المؤتمر بنعوت لم ولن تقنعي انا وغيري اذا ما قارناها بمواقفهم حيال مؤتمر انقرة.

ماذا اقول؟ الهذه الدرجة يمكن للانسان ان يكون ازدواجيا على العلن وفي وسائل الاعلام وامام الرأي العام وقبيل الانتخابات؟ وهل يمكن ان يقتنع الشارع العراقي والرأي العام بطرحكم هذا وانتم قبل اقل من شهر ونصف كنتم تلمزون الجبوري بكل تهمة حين اجتمع مع السنة في انقرة؟ ها هو ياتي لبغداد ولازال اللمز والتخوين مستمر..!! فماذا تريدون؟؟
انا اعتقد ان بعض السنة ربما يهاجموا هذا المؤتمر خصوصا وانه يريد انهاء ما يسمى بالمعارضة في الخارج ونقلها الى الداخل لتكون سلمية. لكن ما بال بعض قادة الشيعة يناصرون هذا التوجه وقد افلتوا من ايديهم كل الحجج المقنعة واصبحوا يتخبطون بهذه الطريقة، اليس ما اعلنتموه جميعكم حين صدعتم رؤوسنا على الشاشات وقلتم ان نظام الحكم ديمقراطي والمعارضة السلمية مطلوبة في تقويم عمل الدولة على ان تكون من الداخل؟ لماذا وصل بعضهم الى نفي وجود مبدأ عفا الله عما سلف دون التاكد حتى ممن سيحضر المؤتمر، ولماذا هذا احكم المسبق؟ واذا كان هذا المبدأ غير موجود في قاموس الشيعة او بعض قياداتهم، فلماذا تلومون الرجل حين يعقد الاجتمعات في انقرة وانتم تعلمون ان من بين القادة السنة الحاضرون لا يأمنون على انفسهم حين يدخلون العراق؟ امركم عجيب..!!
انا اليوم بعد هذا التحول وبكل صراحة اصبحت ارى السيد مقتدى الصدر هو الاقرب لي كشيعي او حتى كعراقي لسبب بسيط هو انه يريد بجد لملمة البيت العراقي، وهو ثابت على موقفه لا يغيره من اقصى اليمين الى اقصى الشمال في شهر ونصف فقط.
الحقيقة اني بدأت اشك ان هذا يحدث من قناعة عراقية، واصبحت اكثر جزما ان بعض الاطراف الخارجية هي التي تتحكم ببعض القيادات حسب مصلحتها وليس حسب مصلحة التحالف او الشيعة او مصلحة العراق بالمجمل.