23 ديسمبر، 2024 10:13 ص

في  بداية السبعينات من القرن الماضي سجل اخر انتصار للدول العربية على الدول الغربية حين رفع شعار نفط العرب للعرب , توقف تصدير النفط الى الولايات المتحدة الامريكية ومن يقف معها ضد ارادة العرب التي كانت تطالب بتحرير فلسطين والاراضي المحتلة من سوريا ومصر, في ذلك الزمان كانت القوى اليسارية مؤثرة في الشارع العربي بالاضافة الى وقوف المعسكر الاشتراكي الى جانب الدول العربية .

هذه الخطوة الجبارة جعلت الولايات المتحدة تعيش اسوء ايامها , اذ تم تعطيل كل شيء فيها ؟ من هنا بدأت الحكاية , من هنا كانت اولى خطوات  التفكير في تمزيق وحدة العرب ومن يقف معهم ,  بدأت بمحاربة السوفيات في افغانستان , السوفيت كانوا يساندون الحكومة الفتية في افغانستان , امريكا جندت العرب بحجة تحرير افغانستان من الكفار السوفيات !!!, وجهزتهم بافضل الاسلحة وبعد معارك طويلة تحقق لها  ذلك بفضل المتطرفين الاسلامين العرب , ثم ورطت العراق في حرب مدمرة مع ايران استمرت ثمانية سنوات , بعدها عملت على حل الاتحاد السوفياتي وتفككه وتفكك المعسكر الاشتراكي , وتحقق لها ذلك ,  ان جر العرب لمحاربة السوفيت وايران يراد ابعادهم عن هدفهم الحقيقي الا وهو تحرير الاراضي  العربية المغتصبة , بغياب المعسكر الاشتراكي وبشل قدرات العراق العسكرية واضعافه اقتصاديا  وبتحييد مصر في الصراع العربي الصهيوني وذلك بمعاهدة السلام بينها وبين اسرائيل , تحققت المرحلة الاولى في اضعاف قدرات الشعوب العربية .

بعدها بدأ اقتتال الاخوة بمعارك طاحنة مابين المنظمات الفلسطينية واللبنانية  , العراق والكويت , اليمن الشمالية والجنوبية , صراعات على الحدود المشتركة مابين السعودية واليمن , قطر والبحرين , صراع على السلطة مابين الصومالين , صراع على السلطة في السودان والاضطرابات في سوريا بحربها ضد المتطرفين الاسلامين , كل هذا ادى الى ضياع الصف العربي وتمزيقه حتى اصبحت الجامعة العربية مثل مقهى يجتمع فيها الاخوة الاعداء للنقاش ليس الا .

ثم جاء الربيع العربي , كان ربيعا تونسياً بجدارة , ثم تحول في مصر وليبيا واليمن وسوريا الى خريفاً بفضل المخابرات الامريكية والصهيونية , لانها صادرت ارادة الشعوب العربية , في مصر تم فضحها واسترجاع ثورة الشباب بمساندة السيسي , في سوريا بفضل ( الاجاويد ) الروس والصينين تم وقف الزحف التتري , في اليمن بفضل حنكة حكام الخليج تم ايقاف النزيف , اما في العراق فأن فصله حير علماء الطقس فهم لم يجدوا له مصطلح ينطبق عليه .

            
بحجة القومية العربية التي نادى بها القومين و البعثين تم تدمير البنى التحتية للدول العربية واليوم بحجة الاسلام  يتم قتل الشعوب العربية في ليبيا والعراق وسوريا والصومال واليمن ومصر ,التطرف القومي  والتطرف الاسلامي سلاحين خطرين استعملهما الغرب لقتل العرب وبكل اسف يساعدهما بعض العرب والملسمين غير العرب بعلم او بدون علم .

ان امريكا تبحث عن  العربي الاكثر تطرفاً  ليكون رأس الحربة في قتل العرب , والامثلة كثيرة , اسامة بن لادن , صدام حسين , واليوم داعش وخليفة المسلمين المزعوم , تسانده الى ان يتحقق ماكانت تصبو اليه ومن ثم تقضي عليه بعد ان تجد البديل .

وهنا يجب ان ننبه الى معركة قادمة اكثر شراسة  الا وهي ازدراء العرب لانفسهم , العرب اليوم يكرهون انفسهم من ماوصلوا اليه من دمار , ان الاعلام الغربي وكذلك الاعلام العربي المضلل يصور العربي وكأنه سفاح ومغتصب للنساء ولحقوق الاخرين وبعيد كل البعد عن الانسانية, المعركة القادمة يقودها الاعلام لتدمير ماتبقى من الروح العربية  , علينا ان لاننسى ان هؤلاء القتلة والمغتصبين هم صنيعة المخابرات الامريكية وقد مسختهم تماما وان كانت جنسيتهم عربية . هؤلاء صنيعة التطرف والمغالات في الدين والقومية حتى تحولوا الى وحوش كاسرة .

الان هل اتضحت الصورة لكم ايها العرب.