18 ديسمبر، 2024 11:51 م

هل اتاك حديث الطف (3)من سينال صك الخلود؟

هل اتاك حديث الطف (3)من سينال صك الخلود؟

نقلت لنا السنن السالفة، كيف يستهدف من يحمل مشروع رسالي لإنقاذ أمة، وتٌسلط عليه أنواع الأساليب التافهة لإسقاط مشروعه، وهذا ما وصل الينا من جوف التاريخ، فالعمل الرسالي ملئ بالأشواك ولا يتحمل عبء المسير به الا قليل من الشخوص، ولكل عمل رسالي ثلاثة فرق: الأولى تؤمن بالمشروع وتعطي ما تملكه في سبيله، فرقة أخرى تؤمن به لكن لا تعطيه أولوية، وثالثة تكرس عملها لمحاربته واجهاضه.
أصحاب الفرقة الثالثة مع الأسف هم الأغلبية، لذلك نرى ان كل المشاريع الرسالية تتحمل كافة أنواع العذاب، ومن ثم رغماً على المعارضين، ترتقي الى اعلى سلم الخلود، فمن رسالات الأنبياء وما تعرضت له من حملات اضطهاد، لكنها خالدة الى الان.
نٌعت رسولنا الاكرم بالساحر والمجنون! ورمي بالحجارة وهو يتجشم عناء الرسالة، دخل حروباً لا يريدها، هذا كله بسبب الفرقة الثالثة، فاعتراضهم يكمن اما لان اهداف هذا المشروع تتعارض مع ما خدعوا الناس به، أو لكي لا يزحزحوا عن مراتبهم الدنيوية التي سرقوا البلاد والعباد من خلالها.
الفرقة الثالثة كانت تجوب الكوفة عام 61هـ، والا كيف يقف من له ذرة انصاف في وجه ابن بنت الرسول! كيف يحاربون هذ المشروع الإلهي الذي حمل اهله وعياله قرباناً لتحريرهم من عبودية الإرهاب الاموي، لكن السذاجة كانت حاضرة وحدث ما حدث واستشهد أبا عبد الله الجسد، فيما بقي المشروع قائماً وسيستمر.
لا زالت الفرقة الثالثة متسيدة المجتمعات الى يومنا، حتى بعد ان حاول الامام الحسين استئصالها بنهضته، لكنها إرادة السماء، اعتقد ان نجاح المشاريع الرسالية يكمن في هؤلاء السذج من القوم وان كانوا اغلبية.
لا ينكر احداً وحتى المعارضين ما قدمه ال الحكيم من تضحيات جسام، ودماء زاكيات سالت في سبيل مشروعهم الذي جاءوا من اجله، وهو حتما امتداد لمشروع الحسين وجده، لكن الفرقة الثالثة تصب عليهم ومشروعهم الشتائم كالمٌزن! وقفوا بقوة امام رسالتهم فكل مبادرة تخرج من بيت الحكيم تٌسقط وان كانت تصب في مصلحة تلك الفرقة! كل قرار يتخذ يجابه بالاستهداف!.
خلاصة القول: انها سنة السابقين، وستتضح معالم النصر قريباً ويبقى فقط الرهان مع الزمن، وتٌبين الخطوط الواضحة وسيعرف من هو في جنبة الوطن ومن هو ضده.
سلام.