28 ديسمبر، 2024 4:24 ص

هل إن النقد ملاذا لسقوط المواهب؟

هل إن النقد ملاذا لسقوط المواهب؟

هل إن من المعقول ألمخامره أو المجازفة منا إذا اتفقنا وحدود عتبة ألمقوله الثقافية والأدبية السائده والتي تحدد قصدية القول بـ(إن النقاد مجرد أفراد لاذو لكتابة النقد هروبا من فشل مواهبهم الأدبية/ وهم بالنتيجة أناس محملين بكل ضغائن الفشل الشخصي والثقافي) وأنا بدوري هنا سوف أوضح بالدليل والإشارة المعمقة حول أوجه قيام هذه المشكلة، والتي تغري قلمي المتواضع على إقامة تحليلها شكلا وموضوعا. أو لربما بدقة اكبر أيضا سوف أمعن في واحدة من أكثر المظاهر تشويها لمستقبلنا النقدي والأدبي. لقد ظهر في السنوات الاخيره عدد من الادباء والمثقفين ممن يدعي بان وظيفة النقد (ملاذا لسقوط المواهب) غير إن القضية تبدو على عكس ما يعتقده البعض على هذا النحو من الخطورة بمكان، لان واجبات النقد في الواقع ثقيلة ومتعددة، ولاسيما في هذه السنوات التي ازدحمت فيها الساحة الأدبية بالإبداع من كل لون وجنس، ولعل التناقض الحقيقي هنا هو في حالة أدبائنا الذين باتو يزجون مواهبهم الخالصة داخل نشاطات العملية النقدية، حيث غدا النقد مجرد موضه صار يتداولها (كل من هب ودب)، أما التناقض الآخر والاعظم من كل هذا ، هو في مايتعلق بنقادنا أنفسهم، عندما راحو يمارسون كتابة القصيدة أو القصة القصيرة أو حتى الرواية، مما ساعد على تفاقم حالة (اختلاط الأوراق) وضياع قصدية التمايز وتباين مابين قيم ومبادئ الصفات والقدرات هذه خلاصة لظاهرة بان النقد بات (ملاذا لسقوط المواهب) والتي أقام عليها بعض الأدباء أحكامهم المحدودة النظر، متناسين، بان العملية النقدية والأجراء النقدي على النص المقروء، قد يبدو أحيانا وبالنتيجة القرائية التاويلية، اهم واكفئ واجدر ابداعا من النص المقروء نفسه، وغني عن القول مدى اهمية وتعقيد مخيلة وادوات الناقد في مجرى معاينته للنصوص الادبية .وباختصار شديد اقول مجددا بان دور الناقد وصولا الى هيئة العملية النقدية وبكل حذافيرها عمل شاق وليس بالسهل احتماله، حيث ان العملية النقدية بدورها لاتتشكل بجوهرها من ذلك الانحدار المتأزم من عملية (سقوط المواهب) كما اود ان اشير هنا ايضا الى موضوع (ضغائن النقاد!) او ما قد اجاز عليه تعبير البعض بـ(الفشل الشخصي) فانا لااعرف في الواقع ما حقيقة تلك النظره الشبه رجعية الى دور الناقد من النص المفقود؟ وفي الظاهر يعود السبب في كل هذا التحامل هو لدور الكاتب نفسه من نصه الابداعي، كما ان ظاهرة تخلي النص الادبي عن ابداعيته، من شانه ان يخلف داخل كاتبه شعورا ما من عقدة النقص ،وهذا بدوره مايجعل الاديب ناقما على دور ومهام العملية النقدية الجادة والناقد الامين .وقبل ختام مقالنا السريع هذا ،ناتي بتساءل من عندنا نحاول ان نوضح فيه اهمية الناقد الادبي ،وهو ،لماذا يظهر الناقد الادبي –ان لم يكن- حلقة هامة في سلسلة تاريخ الادب الرفيع ،شكلا تقويميا جادا وميزانا عادلا

ومصباحا منيرا لتسليط اضواء التقويم ؟كما و تبقى جميع نظريات الادب اخيرا هي من صنع وانتاج مفاهيم ونظريات ومناهج نقدية التي تهدف الى الشمول في الاطار العام للانتاج الادبي والثقافي .كما وبودي ايضا ان اشير الى مسالة غاية في الاهمية وهي ان العملية النقدية تبقى (انطباع رؤيوي) عصي بادواته ومفاهيمة ومواضعاتة على (الطارئين والدخلاء) وعلى انصاف المثقفين ،كذلك وزيادة على كل هذا، فان هناك الكثير ممن يحملون ثقافة الناقد والنقد ومفردات العالم النقدي ،غير انهم في الواقع ليس بنقاد ،لان من اهم مقومات وشروط النقد الحقيقي ،هو امتلاكه لرؤيا وادوات اجرائية النقد الجاد تطبيقا وتنظيرا ،اما في مايتعلق بما يكتبه الاخرون اليوم من على ثقافيات الصحف ،فما هو الا استعراض سائب ومجاني واخواني لما يكتبه الآخرون من أدب ليس بالرفيع .