23 ديسمبر، 2024 12:20 ص

هل إن العراق لايعاني من التدخلات الايرانية حقا؟

هل إن العراق لايعاني من التدخلات الايرانية حقا؟

عقدت في الأمم المتحدة على هامش أعمال الدورة الـ 37 لمجلس حقوق الإنسان في جنيف ندوة تناقش التدخلات الخارجية في الصراعات. تناول المشاركون في الندوة المشروع الإيراني في الدول العربية والميليشيات التي جندتها إيران لتحقيق هذا المشروع بالوكالة، مشيرين إلى أن إيران تمول 60 ميليشيا مختلفة لإسقاط الدول العربية وتهديد استقرارها. وتطرقوا إلى ما تقوم به إيران من تدخلات سافرة في مختلف دول العالم ودعمها للإرهاب وسعيها لزعزعة الاستقرار وتمزيق المجتمعات من خلال أذرعها الإرهابية والمتطرفة التي قامت بتأسيسها ورعايتها في عدد من الدول، واصفين ذلك بالخطر الذي يتعين مواجهته، لا سيما أن هذه المنظمات أصبحت تتحدى الحكومات الشرعية وتخطف منها القرار والسيادة وأصبحت تقتل وتشرد وترتكب الجرائم.
في هذه الندوة التي تم خلالها تسليط الاضواء على التدخلات السافرة للنظام الايراني في اليمن حيث أکد المشارکون أن إيران تحاول عبر ميليشيات الحوثي ضرب المجتمع اليمني واستعمال اليمن لتهديد الاستقرار في الدول العربية، مشيرين إلى تقرير فريق الخبراء المعني باليمن الذي أكد ان إيران استعملت ميليشيات الحوثي اليمنية لضرب الدول العربية، وأن المتفجرات والصواريخ التي تستعملها تلك الميليشيا هي إيرانية الصنع ومقدمة من الحرس الثوري الإيراني. کما تم تسليط الاضواء أيضا على التدخلات الايرانية في سوريا عندما شدد المشارکون على إنه شارکت شاركت الميليشيات الطائفية مع قوات الحرس الثوري الإيراني في سوريا بارتكاب أفظع المجازر من عمليات ذبح وقتل وتهجير عرقي بحق أهالي حمص وداريا والزبداني والقصير ومناطق وحلب ومناطق متعددة من الأراضي السورية. الملفت للنظر إن التدخلات الايرانية في العراق و التي تجاوزت کل الحدود لم يرد لها من ذکر، وکأن العراق غير معني بهذه التدخلات في الوقت الذي نعلم فيه جميعا بأن العراق في طليعة البلدان المتضررة من وراء التدخلات الايرانية في شؤونه الداخلية.
التدخلات الايرانية في العراق و التي تمت و تتم تحت إشراف الجنرال قاسم سليماني، قائد قوة القدس الارهابية، شملت الجوانب السياسية و الاقتصادية و الامنية و الاجتماعية على حد سواء، وإن آثار و تداعيات هذه التدخلات السلبية تبرز يوما بعد يوما أکثر فأکثر بحيث أن الاصوات بدأت ترتفع بشأن مخاطر هذه التدخلات و خطورتها و ضرورة الوقوف بوجهها، خصوصا وإن الزيارات المشبوهة لمسؤولين إيرانيين بدأت تزداد للعراق وهي تعمل من أجل تعزيز و ترسيخ هذا النفوذ، ولم يعد سرا القول بأن هذه التدخلات قد غيرت و شوهت کثيرا من معالم المشهد العراقي و ساهمت بزرع کل أنواع الکراهية و البغضاء و الانقسام في الشارع العراقي، ولأن هذه التدخلات تتم اساسا بخلاف مصالح الشعب الايراني وهي تجري لصالح النظام الايراني ولاسيما وإن إنتفاضة الشعب الايراني الاخيرة في 28 کانون الاول الماضي، قد أکدت على رفضها لهذه التدخلات من خلال رفع شعارات خاصة بذلك، ومهما يکن فإن المطلوب وطنيا أن يتم بلورة موقف واضح ضد هذه التدخلات التي جلبت کل أنواع المصائب و البلاء على رأس الشعب العراقي و العمل من أجل إنهائها.