تناقلت وسائل الإعلام المختلفة ، فضلا عن مواقع التواصل الإجتماعي ، تلك الأنباء التي تتحدث عن الحرائق التي إلتهمت الأخضر واليابس وتسببت في خسائر في الأرواح والممتلكات ، ولم تفرّق بين عرق أو دين .. فالعرب هناك والصهاينة هناك أيضا ؛ فراح كل إمرئ يفسر تلك الحرائق على هواه ووفق مايشتهي ففئة تقول أنه عبارة عن إنتقام الجبار جزاء وفاقا عن قيام الصهاينة عن منع آذان المسلمين في تلك الديار ، وفئة تقول أنه عمل إرهابي قام به متطرفون لإذكاء نار الفتنة بين العرب المسلمين من جهة وبين اليهود من جهة أخرى ! .. وبغض النظر عن عن الأسباب الكامنة خلف تلك الحرائق العمياء لابد من المرور على هذا الحدث بعيدا عن التحليلات غير المنطقية وبشكل منطقي يستند على العلم الذي هو أساس كل شئ ، فلو كانت الحرائق جزاء لهم عن منع الآذان – كما أُشيع – فأين هو إنتقام الجبار عن جرائم الصهاينة ضد الفلسطينيين منذ عام 1948 ولحد ساعة كتابة هذه السطور ، وأين هو الجزاء عن بقر بطون الحوامل من النساء ، وأين هو عن جريمة حرق المسجد الأقصى ووو ؟ ماهكذا تؤكل الكتف ايها المحللون الأشاوس فلا تستعجلوا الأحداث وتمنحوا الفرصة الذهبية لبني صهيون كي يؤكدوا للعالم الغربي صحة إدعاءاتهم بصدد ( الإرهاب ) الذي لصقوه بالدين الإسلامي ..
ولا بد من التأكيد على امر مهم للغاية ألا وهو كلمة ( اسرائيل ) والتي يطلقها البعض مع بالغ الأسف على الكيان الصهيوني والتي لاعلاقة لهم بهذا الأسم الطاهر الذي يخص سيدنا يعقوب عليه الصلاة والسلام ، لأن الذي يطلق هذا الاسم على مجموعة من العصابات إنما يضفي ( قداسة ) على هؤلاء اللقطاء الذين جاءوا من كل حدب وصوب الى فلسطين تحت ذريعة ( أرض الميعاد ) التي وهبها الرب لهم دون غيرهم .. لا أريد هنا أن أثبط عزيمة الشباب المتحمس أو أن أحد من تأثرهم بل أرغب أن يدركوا حجم المؤامرة التي يتعرض لها الشعب العربي من المحيط الى الخليج كما أرغب أن يدرك هؤلاء الأخوة أن أغلب الدعم للكيان الصهيوني إنما يأتي من العرب أنفسهم ، لذلك ترى رايتهم القبيحة ترفرف في عمان والقاهرة وقطر واجزاء من العراق تحت مرآى ومسمع الكثيرين من مدعي الثورجية ، وهناك عدد لايستهان به من الأخوة المصريين يعملون كأجراء لدى اليهود بسبب الفقر الذي يعانوه في بلادهم نتيجة السياسة الرعناء التي ينتهجها حكامهم مع الأسف . . ما المطلوب إذن لمعرفة مايجري على الأرض ؟ هل هو ردة فعل نطلقها على صفحات التواصل لغرض الشهرة وكي يقال عنا أننا نحب فلسطين ؟ أين نحن من جرائم الصهاينة المستمرة في سوريا ولبنان ومصر والعراق وجنوب السودان ووو ، إلا ندرك أن الحرائق الأخيرة طالت الفلسطينيين أنفسهم ؟
ختاما أدعوا الأخوة والاخوات الى ضرورة التحلي بضبط النفس وعدم الإنجرار الى افخاخ صقور اليهود من خلال إطلاق المنشورات التي أعدتها الموساد لغرض تأكيد الشكوك اليهودية بحق المسلمين !! بلسان حال يقول للغرب : إنظروا العرب كيف يشمتون بموت الأطفال والنساء والشيوخ ويتمنون زوال دولة ( اسرائيل ) المقدسة ؟ مهلا أخوتي وتعلموا الدرس جيدا ، فاليهود تمسكوا بدينهم المنسوخ واستطاعوا أن يحتلوا العالم إقتصاديا وسياسيا وتمكنوا من الحصول على تأييد العالم أجمع ، في وقت تخلينا عن ديننا الحق وملأناه بالبدع والخرافات فخسرنا الدين والدنيا ..
وأود أن أؤكد للاخوة والأخوات إن الله سبحانه يمهل ولا يهمل وسيقتص من هؤلاء وغيرهم بطريقة لاندركها نحن المنبطحين المستعطفين اللاهثين خلف الشهوات والرغبات ، لايدركها أناس ارسلوا بطلب سيدنا الحسين ولما جاءهم خذلوه وقتلوه بثمن بخس .. لايدركها المعممون في آخر جمعة من جمع رمضان ، لايدركها أصحاب البطانيات والداطلي الذين سلموا العراق وفلسطين الى أشكال قبيحة ثم راحوا يحاربونهم إنتقاما من قتلة الحسين ! .. لا يدركها الناعقون من اللطامة
وضاربي الدفوف والدرباشات والرقص على أنغامها بحجة التصوف والدروشة .. لايدركها السياسيون الحرامية وأصحاب الخواتم ، لايدركها اللاهثون خلف زواج المتعة ومعاقرة الغلمان في دهاليز القصور . لايدركها المراجع الفرس والباكستانيون والهنود والأتراك والأفغان .. فالرب واحد ، والقبلة واحدة ، والنبي عربي ، والقرأن عربي ، ولسان أهل الجنة عربي .. كفوا عن ضجيجكم لابارك الله بكم ..(( ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون )) .. راجعين !