الخالق المختار مجيب للدعوات، لكن بصفاء النيّة وخشوع القلب والجوارح، وإيمان لا يعتريه الشيطان من قريب أو بعيد، فكيف إذا كان الداعي نبي ؟.
إبراهيم نبي من أنبياء رب العزة، وقد جعل في ذريته النبوّة، وسُمِيَ بأبو الأنبياء، وقد ناجى ربه أن يجعل كعبة المسلمين آمنة إضافة الى رزقهم في دعوته، لأنها ستكون مكاناً للحجيج، وقد أُستُجيبَ لدعوتهِ، فقد ظلت سنوات طوال آمنة بفضل دعوة النبي إبراهيم “عليه السلام” .
إنتهاج مملكة آل سعود مسلك بعيد عن وصايا الدين الإسلامي الحنيف، والإلتجاء الى تطبيق دين محمد عبد الوهاب، الذي أسسته الماسونية الصهيونية، بمباركة حاخامات إسرائيل في بداية تولي آل سعود أمر مملكتهم، التي أُسست على السيف والذبح، بمساندة أسيادهم وقد نسوا أنفسهم أن أرض نجد والحجاز، أرض آمنة ومن دخلها فهو آمن، فشرعت الى العلن بعد إنكشاف زيفهم وظهروا على حقيقتهم، بعد أن كانوا في الخفاء! وعجز تنظيم القاعدة الذي تدعمه دعما ماليا وعسكريا وعقائديا وبكل ما تستطيع إرضاءاً لسياسة الهيمنة، التي تتبعها أمريكا وإسرائيل في خراب المنطقة العربية كلها، ولا نريد أن ندخل في كيفية إتمام الصلح بين دهاقنة السياسة والدين معا، في إبراء اليهود من دم السيد المسيح، على أنهم هم من قتل السيد المسيح، حسب روايات الإنجيل! وكان هذا بداية سياسة تخريب وطعن الدين الإسلامي الحنيف، وتفريغه من محتواه لجعله دين قتل وإرهاب، من خلال سلوك شذاذ الآفاق، الذين يقودون تلك الجماعات المسلحة، التي تقتل وتفتك وتفجر بأسم الإسلام وهو منهم براء، فلم تحقق أهداف كاملة كما كان مرسوم لها، بإخضاع الشعوب للهيمنة، فلجأت الى التدخل عسكريا في كل دول المنطقة، لا سيما اليمن الدولة الآمنة وقد وضعت كل ميزانيتها في تلك الحرب الخاسرة .
دعوة النبي ابراهيم “عليه الصلاة السلام” انتهت مهلتها، لأن آل سعود خالفوا تعاليم الإسلامي وبدأوا ينفثون سمومهم في كل شيء يعبر عن المنهج الإسلامي الصحيح، بل ويعملون ضد كل شيء صحيح بكل ما يستطيعون، وهذا ما لا يقبله رب العزة والجلالة، وغرتهم أموال النفط ونسوا بأنهم كانوا يعيشون على الحجيج والمعتمرين، بل كانت دولة السودان الفقيرة تعطف عليهم وتبعث بأموال الزكاة والفطرة لهم، أيام كانوا يعيشون العوز والحرمان، وبالطبع كان ذلك على غرار دعوة إبراهيم ” عليه السلام ” .
هذا العام ليس ككل الأعوام السالفة، فقد شَهِدَ شهر الحج هذا اموراً يجب الوقوف عندها، والحوادث التي حصلت ليس بالصدفة! بل كانت بفعل فاعل، والأخبار التي تم نشرها في الإعلام أخيراً خير دليل! ومنها غلق أحد الطرق المخصصة للحجيج، لسواد عيون أمراء الذل والمهانة، وكأنه الوليد ابن مروان في عهد الامام السجاد “عليه السلام”، عندما تم إفراغ المشعر الحرام لأجله كونه لا يريد التدافع مع الحجاج وها هو ينطبق كلياً عليهم اليوم، لأنهم أحفاد أؤلائك المبغضين للآل محمد “عليهم افضل الصلاة وأتم التسليم” .
فريضة الحج وضعها الخالق على المسلم فريضة، وشرط لباس واحد ليتساوى البشر كلهم، ولا فرق بين ملك وفقير معوز لانهم من نفس الطينة، والنبي إبراهيم عندما دعا ربه بقول “ربي إجعل هذا البلد آمناً وإرزق أهله من الثمرات”، لم يقلها إعتباطاً! لكنهم أبَوّ إلاّ أن يكونوا عبيداً لأسيادهم، الذين سعوا بكل ما يستطيعون من قوة للقضاء على الدين الإسلامي، وتلك الدعوة قد إنتهت صلاحيتها وحل غضب الخالق عليهم، وما النتائج التي حصلت في هذا الموسم وبقية المواسم الفائتة إلا بداية نهاية آل سعود، ومملكتهم التي أُسست على الدم والسيف .