9 أبريل، 2024 12:33 م
Search
Close this search box.

هل أوعزت أمريكا لداعش بتفجير مسجد الشيعة في القديح السعودية ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

عندما نقرأ التاريخ الحديث والمعاصر للوطن العربي ، نجد أن أكبر مصيبة للعرب ليس فقط في النكبات والهزائم والخسائر ، التي لحقت بهم، بسبب تفاهة حكامهم أو قصورهم وتقصيرهم ، أو حتى عمالتهم للغرب ، على يد من كان يسمى عند الشعوب العربية ب ( ألاستعمار) سابقا ، والصديق الحميم لهم حاليا . أقول أن مصيبتهم هي في معرفتهم شبه ( اليقينية ) بالاحداث الخطيرة القادمة على بلادهم ودولهم وأمتهم ( العربية ) . من دون أن يقوموا بأي عمل أو خطوة أيجابية ، للدفاع ودرء الخطر المحدق بهم .
بل على العكس كانوا دائما السباقين في فعل ( الشر ) وايقاع الأذىبأخوتهم في الدين والقومية والهوية ، ورأس الحربة في العدوان عليهم ، مادام الايعاز قادم من سادتهم في أمريكا أو الغرب عموما.
ف ” العرب لا يقرأون ،واذا قرأوا لايفهمون ، واذا فهموا لايطبقون ” وهذه المقولة المنسوبة ل وزير الدفاع الصهيوني (موشي ديان) يمكن أن نأخذها كشاهد على ماذكرته سابقا ، وكمدخل للوصول الى حقيقة أو قل أستقراء واستنتاج لما حدث وما سيحدث في المستقبل القريب أو البعيد .
وأجد من المناسب أن أذكر قصة هذه المقولة الشهيرة ، لكي نفهم كيف يفكر عدونا ،وكيف ينظر لنا ك (عرب ) بأستهزاء واضح ، نستحقه حقيقة عن جدارة . ففي الستينيات من القرن الماضي ، زار صحافي هندي شهير اسمه ( كارانجيا ) إسرائيل ، وأجرى حديثا مطولا مع ( موشي دايان ) وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك ، وشرح دايان للصحافي الهندي ، ان إسرائيل ستدمر الطائرات العربية في مرابضها ، بضربة سريعة ، ثم تصبح السماء ملكا لها وتحسم الحرب لصالحها. وحينها تساءل ( كارانجيا) باستغراب : ” كيف تكشفون خططكم بهذه الطريقة ؟ ” فرد عليه دايان ببرود :
” لا عليك فالعرب لا يقرأون ، وإذا قرأوا لا يفهمون ، وإذا فهموا لا يطبقون ” .وعليه قام الكاتب الهندي كارانجيا بتأليف كتابه الخطير بعنوان
“خنجر إسرائيل” روى فيه تلك المقابلة قبل أن تقع حرب حزيران (يونيو) عام 1967، وعندما وقعت الحرب طبق الجيش الإسرائيلي كل تصورات دايان بحذافيرها التي ذكرها في مقابلته مع كارانجيا. وكانت توقعاته صائبة للأسف ، فلم يقرأ تلك المقابلة أحد ، ولم يستعد لها أحد . من هنا نستطيع أن نفهم بعض مايحصل ويجري على الساحة العربية ، منذ أن أنطلقت شرارة ماعرف ب ( الربيع العربي ) بل وقبل ذلك بكثير ، وتقريبا بعد أحداث ( 11 ) سبتمبر ( 2001) في الولايات المتحدة ، ورفع الأخيرة شعار واضح ، وخريطة طريق مبوبة بعنوان كبير يمكننا أن نسميه ( التغيير والتقسيم ) ، التغيير ابتدأ باسقاط أنظمة كانت إلى وقت قريب مدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية ، ولكن كان القرار بازالتها قد صدر ، ازيل نظام ( صدام ) في العراق ، ثم نظام ( زين العابدين ) في تونس ، ثم ( القذافي ) في ليبيا ، علما ان الأخير قد تنبأ بسقوطه القريب ، وسقوط غيره من الحكام العرب ، في كلمة له بمؤتمر القمة العربية ، الذي عقد في دمشق سنة ( 2008 ) م . ثم أزيل نظام ( حسني مبارك ) حاكم مصر ، وكذلك تم تنحية ( علي عبد الله صالح ) في اليمن . غير ان رياح التغيير الامريكية أصطدمت بجدار ( الأسد )وحلفاءه في سوريا. كان البديل لهذه الأنظمة جاهزا ، معارضة تحمل الصبغة ( الإسلامية ) ، لطالما تعرضت للظلم والاضطهاد من الأنظمة الاستبدادية السابقة . ومع ان التغيير الذي أطاح ب ( محمد مرسي ) في مصر مع ( أخوانه ) كان خارج الحسابات،إلى ان أمريكا استطاعت احتواء رجالات( العسكر ) في مصر ، من خلال التلويح ب ( الدولارات ) الخليجية ، والمساعدات العسكرية والاقتصادية التي تحتاجها مصر بشدة ،هذا من جهة ،ومن جهه أخرى الايعاز إلى تركيا وقطر بدعم حركات التطرف في مصر ، والتي أعلنت لاحقا ولاءها لفرخ أمريكا الجديد ، المستخرج من بيضتها القديمة قاعدة ( ابن لادن ) . أذن الخطط الامريكية تسير بشكل جيد ، رغم بعض العثرات والمعوقات التي وضعها محور مايعرف ب ( المقاومة ) أو بألاصح المحور الشيعي الذي تقوده ( ايران ) وحلفاؤها في المنطقة 
وبدعم كبير من الدب (الروسي ) الذي استشعر الخطر (الإرهابي ) القادم

نحوه . ثم كان لابد من البدء بالصفحة الثانية ، والتي هي الأهم والأخطر  واقصد التقسيم ، أو مايعرف الأن بتقسيم المقسم للدول العربية ، وكان الخيار الأفضل هو استخدام الورقتين الأبرز ( الطائفية والقومية ) ، وهكذا بدء تفيذ هذه الخطة في العراق وسوريا وليبيا واليمن ،من خلال ( داعش ) ،والذي اصبح أداة التتقسيم الانجع والانجح . ان الطريقة الأفضل والأسهل لايقاع الفتنة بين الطوائف من أبناء البلد الواحد ، قتل أبنائهم ، و ضرب مقدساتهم ، وهدم مساجدهم ، بيد الطائفة الأخرى ، أو قل المحسوبين عليها. هكذا كان في هدم المراقد المقدسة في سامراء العراق ، وهكذا كان في تفجير مسجد ( للحوثيين ) في العاصمة اليمنية صنعاء ، وهذا ماحصل قبل أيام في تفجير مسجد الامام علي بن ابي طالب ( عليه السلام ) في بلدة القديح في مملكة ال ( سعود ) .هذه البلدة التي تضم جزء بسيط من مكون كبيرينتشر في عدد من محافظات المملكة السعودية ، بل وتعد الأراضي التي يقطنوها في المنطقة الشرقية من المملكة ، هي الاغنى في الذهب ( الأسود ) .ومع ذلك فهم البيئة الافقر ، والأكثر تهميشا من قبل حكام المملكة ، لدرجة ان مناهج الكتب التي تدرس لأولادهم تحمل في طياتها الدعوة لتكفيرهم وقتلهم . الجميع يعلم ويعرف ان التغيير والتقسيم قادم لهذه المملكة ، وحكامها من ( الديناصورات ) ، وبيد من خرج من رحم أفكارهم ومعتقداتهم التكفيرية المتخلفة . هذا التفجير هو الإعلان الرسمي الثاني عن بدء تقسيم المملكة ، بعد الإعلان الأول الذي كان عبارة عن خطيئتها القاتلة بدخولها الحرب ضد ( انصار الله ) الحوثيين في اليمن ، والذين لم يخفوا تلويحهم باوراق حدودية قديمة حديثة ، في محافظات كانت قد ضمت ( اجحافا ) الى المملكة السعودية . والغريب العجيب ان حكام المملكة يصرحون الان بأن ( داعش ) تريد تقسيم المملكة إلى ( 5 ) ولايات ، مع ان وسائل الاعلام ( التي لايعرف منها الملك الجديد سلمان سوى التلفون والتلفزيون ، بحسب مقطع فيديو منشور على مواقع التواصل الاجتماعي ) تتحدث عن الخطط الامريكية الموضوعة لتقسيم المملكة السعودية ، وإعادة رسم خريطة المنطقة برمتها. واذا كانت ( سايكس – بيكو ) اتفاقية سرية فضحتها ( روسيا ) ، فان اللعب اليوم اصبح على المكشوف وغير خفي ، بل وموثق بالصوت والصورة ، من قبل منظري تقسيم الوطن العربي ، وما مشروع بايدن لتقسيم العراق ، ومشروع الكونغرس الأمريكي الأخير ، إلا بالون من ضمن بالونات الاختبار ، التي اطلقت أو التي ستطلق قريبا ، لتنفجر بوجه الامة النائمة. ان داعش هي ( القلم ) الأسود الذي سيرسم خارطة المملكة العربية السعودية والدول العربية ، في ( سايكس بيكو – داعش ) جديد .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب