الصراع غير المعلن, بين الغرب والإسلام, لا يمكن إخفاءه, فالغرب يتحسس كثيرا من الإسلام, ويعتبره خطراً يهدد كل ما بناه, لأنه يقوم على أسس تناقض البناء الغربي, ولو تم الأمر للإسلام, لفقد الغرب جل مكاسبه اليوم, بسبب المنحى ألقيمي الراقي للإسلام, وامتلاكه نظام ممكن إن يجعل الدنيا بلون أخر, لذلك عمل الغرب على حماية مكاسبه, عبر شن حرب شرسة, ضد مكونات المجتمع الإسلامي, وتوسل بالمكر والخداع والأكاذيب والمؤامرات, إلى إن تم الوضع إليه, فهو اليوم بحكم المنتصر على العالم الإسلامي.
نقلت صحيفة نيويورك الأمريكية, إن الغرب في حالة حرب, حيث أشارت الصحيفة إلى الهجوم على ندوة حرية التعبير, في العاصمة الدنماركية كوبنهاكن, ومقتل حارس يهودي, مما جعل رئيس الوزراء الدنماركي يقول: ( لسنا في إحدى مراحل الحرب بين الإسلام والغرب, وإنما هي معركة بين قيم الحرية والايدولوجيات المظلمة), في جملة مبطنة العداء, وأكمل أوباما القصة, بتعبيره عن العراق وسوريا واليمن وأفغانستان, بان المسلمون فيها يحتفظون بقدر كبير, من الكراهية لحضارة الغرب.
العمليات الإرهابية التي تشنها القاعدة وداعش, ضد الغرب, تدفع الغرب للرد بعنف, ضد البلدان الإسلامية والإسلام.
الغرب يسعى لتهميش الإسلام في حياتنا, ومن جهة سعى لوضع حصون بين المجتمع الغربي والدين الإسلامي, لذلك عمدت أجهزته الخاصة لصنع الوحش الوهابي, وبمساندة أبار النفط الخليجية, فمن جهة شغلتنا بنظم قمعية, وفتن وحروب لا تنتهي, أضاعت عليها الزمن, وبقيت البلدان بدوامة لا مخرج منها, ومن جهة أخرى جعلت المواطن الغربي, يشمئز من تصرفات المسلمين, ومن عقائدهم وسلوكهم, باعتبار الوهابية والإخوان والسلفية وأفراخها, هم من يمثل الإسلام, فتم تهميش المذاهب الأصيلة إعلاميا.
الوهابية ومن يشاكلها, توسع وتمدد بعنوان الإسلام, مع انه يحمل فكر شاذ, لا ينتمي للمدرسة المحمدية, اعتمد على مبدأ تكفير الأخر, وأرتكز على روايات مكذوبة, حشرها أهل الصحاح, ثم ضُرب عليها غطاء القداسة, باعتبار كل ما جاء به الصحاح صحيح, ومنع التدقيق, كي لا تنكشف الكذبة الكبرى, التي بني على أساسها عقيدة ودين, والإسلام بريء منها, هذه الفرق الضالة هي التي تساهم مع الغرب في حرب الإسلام, وتسعى لتدمير بناء 14 قرنا.
فالانتصار على الغرب يتم, إن تم أزالت الفكر الوهابي من الوجود, لأنه خطوة نحو نزع أخطر أسلحة الغرب, وهذا يعتمد على الأحرار من المسلمين, ممن يسعون لإعادة السنة النبوية النقية, بعيد عن الروايات المختلقة التي تملا الصحاح, والتي اعتمد عليها الفكر الضال للجماعات التكفيرية.