سؤال مستوحى من كتاب (من أجل الله) (For God’s Sake) تم توجيهه إلى أربعةٍ من الكتّاب الاستراليين المختلفين في العقيدة وتم نشره في صحيفة الغارديان البريطانية في عددها الصادر في الثاني من تموز عام 2013.
1- راشيل وودلوك (Rachel Woodlock) (الاسلام):
يعدّ الدين دافعاً ذات قوة استثنائية وحماسية للمتشددين من بني البشر نحو القتال من أجله. حتى وصل تأثيره إلى عائلة مؤمنة بالتنوع والتسامح كعائلتي. إذ قمنا بزيارة لأحد اقاربنا من الكاثوليك-الايرلنديين واصطحبنا ابنتي معنا، وطلبت من زوجي حينذاك ان يشدد على عدم إعطاء ابنتي اي نوع من أنواع الخنزير. فنحن كأي يهودي، أو مسلم لا بد لنا من الابتعاد عن أي نوع من انواع الطعام المرتبط بالخنزير بشكل أو بآخر. أراد زميلي –المهذب والمسالم- أن يتجنب اي نوع من أنواع المحادثة حول هذا الموضوع فقال لأمه: “أمي، رجاءً (يازي) لا تحب الخنزير فأرجو أن لا تعطيها منه”. وبعد بضعة أيام أعلنت والدة زوجي ذات الوجه الباسم بفخر: “أنها –اي ابنتي- تحب لحم الخنزير. فقد اعطيتها بعض النقانق وأَكَلَتها كُلَّها!” وقد إحتَجتُ بضعة أيام بعد ذلك حتى استعيد توازني على إثر الصدمة.
قليلٌ من الضغط كفيلٌ بان يجعل الناس متقاتلين حول بعض الامور التافهة كقطعة من الارض، تناول الحبوب المثيرة للهلوسة، ومباراة كرة قدم. فليست الايديولوجيا الدينية اذا الامر الوحيد الذي يسبب العديد من المشاكل، والحال ان هناك بعض الانظمة الالحادية التي تميزت بأنها من أكثر الأنظمة وحشية في القرن العشرين تم قيادتها من قِبل ستالين، تيتو، موي زيدونج وبول بوت، أنظمة انتجت المعاناة والقتل للملايين من البشر. ونقرأ أيضاً بأن عشرات الآلاف من المسيحيين الروس قد أُعدِموا من غير ذنب سوى أنهم مسيحيون وكان ذلك من قِبل ملحدين عزموا على تطهير الاتحاد السوفيتي من الدين.
ومما يجدر الاعتراف به الآن ان الدين يجسد الميزة الابرز في بعض الصراعات الدينية والموجة المتأخرة من الارهاب الجديث. ويأتي بروز مكانة الدين الاستثنائية اليوم من العولمة التي تحدت وغيرت كل شيء في حياتنا. فلا تكمن الهوية الدينية في كينونتها أو وجودها فقط وإنما تتزايد اهميتها وبروزها عندما تؤول التحالفات الدينية والوطنية إلى التفكك، كما حدث في يوغسلافيا السابقة في أوائل التسعينيات وذلك عندما انقسم الصرب، الكرواتيون، والبوسنيون إلى ثلاثة خطوط متعادية تمثلت بالكاثوليك، البروتستانت والاسلام.
يعترف القرآن بالميل الفطري لدى البشر نحو الصراع، كما واعطى الاذن لبني البشر بالحرب الدفاعية. وهو ما قام بتطويره بعض الباحثين المسلمين لنظرية تتجاوز المفهوم المجرد للحرب والتي تمثلت بالجهاد الذي تم توظيفه من قبل القادة ذوي الطموح والعديمي الرحمة في الوقت ذاته، كما هو الحال الان مع التبرير المشوه للتفجيرات الارهابية. وكما هو حال السياسة والقوانين، يمكن أن يوظف الدين في الدفاع عن المحرومين والمضطهدين او اضطهاد العُزّل من الناس. وتكمن مشكلة الدين الفاسد في انه بيئة جاذبة لانتقاد العديد من الانبياء والقديسين. فقد وبّخ القرآن صنف المنافقين المتدينين من الناس بقوله: “وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) َإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ)205( ” وإن من أبرز الامثلة التي تنطبق عليها هذه الآية هو (صدام حسين) الذي غالبا ما كان يصلي على التلفاز ولكنه يمارس القصف بالقنابل السامة على الاكراد فكان دكتاتورا استبدادياً. ومما يؤسف له هو أن الدين يمنح غطاءً متكاملاً ودافعاً استثنائياً للقلوب الشريرة. فالدين يمكن ان يكون اداة لا منافس لها بيد الطامعين بالسلطة، وبصورة مناقضة للإيثار والمفاضلة، ينبغي الحديث عن النفس البشرية بنفس مقدار الحديث عن الدين. الامر الذي جعل كمّاً هائلاً من الصراعات البشرية تنطوي في حقيقتها على الدين مع شديد الاسف.
2- أنتوني لوينشتاين (Antony Loewenstein) (اليهودية)
يثير الين د بوتون، الفيلسوف والمؤلف لكتاب (دين للملحدين)، قلقه بوضوح حول الاصولية. “ان التصريح بشيء على غرار”أنا ملحد: ,وأنا أظن بان الاديان ليست جميعاً على درجة من السوء” أصبح تصريحاً غريباً بشكل ملفت للنظر” كما أخبر ألين الصحفي البريطاني بريان ابليارد في 2012. “فإن صرحت بذلك على شبكة الانترنيت فستصلك رسائل وحشية تصفك بالفاشية، الجهل أو الحمق. وهذه من اللحظات الغريبة في ثقافتنا”.
لقد اخذت الاطروحة الالحادية-الجديدة، القائلة بالاعتقاد بأن العلم هو المسار الوحيد للحقيقة وأن كل الاديان هي عبارة عن منظومات خادعة ومدمرة، أخذت حيزاً كبيرا من النقاش عِبر تاريخ الالحاد. تلك الحركة التي يعد من ابرز روادها ريتشارد دوكنز، كريستوفر هيتشنز، سام هاريس، ودانيال دينيت هي عبارة عن ايديولوجيا تحتفي بغرور بأن عملية الفهم لاي شيء لا يمكن ان تتم الا من خلال العلّة والبرهان. فهي تتيح المجال قليلاً للشك او التساؤل حول المجهول. وقد حدث فعلا أن بعض المشاهير في حركة الالحاد، ومن ضمنهم آيان هيرسي علي، هم من أنصار حركة العنف ضد الدول الاسلامية منذ 11 سبتمبر 2001.
بدا من الواضح ان التطرف الذي يقترحه الملحدون هو عبارة عن تطرف تجلى في الشوارع من خلال الاعتماد على المناداة بنهاية الاعتقاد الديني حتى ان العقد الاخير شهد تنامياً غير مسبوق للشعور الالحادي بضرورة ممارسة العنف او اللعن لفئة الناس التي تعتقد بوجود الله.
دوكنز، وفي جلسة العشاء مع بوتون وآخرين في لندن 2012، روى محادثته مع هيتشنز. “هل انت قلق” دوكنز يسأل،” إذا ما ربحنا، ان صح القول، بتحطيم المسيحية، فإن الاسلام هو من سيملأ الفراغ الناجم عن ذلك؟”
ان من المسائل الغريبة حقاً أن يتم افراغ كل تلك الكراهية على المسلمين من قبل من يدعون أنفسهم بالملحدين الجدد إلاّ أنهم متخوفون من كابوس طوباوي خلقوه بأنفسهم ويبدو مثالياً بامتياز. تحطيم المسيحية؟ أليس هذا ناتج عن الجرائم غير القابلة للاحصاء للكنيسة، معارضة الاجهاض وتحديد النسل، رفض قبول الكهنة الإناث مع اخفاء مرتكبي الجرائم الجنسية في اروقة الكنيسة؟ ومن المؤكد أن هذه المؤسسة هي مؤسسة مختلة الآن، إلا أن تمني تفككها يعكس الوحشية التي تؤجج، ولا تختزل، التوترات.
لا شيء مما سبق ذكره يمكن ان يخلق عذرا للبربرية غير القابلة للانكار والتي يتم ممارستها من قبل المتدينين عِبر القرون. إذ أن كراهية النساء، قطع الرؤوس، الارهاب، القتل، العنف، والوحشية هي أشياء واقعية. وما زال الامر قائماً. إذ نرى اليوم الاقتتال السني الشيعي في الشرق الاوسط؛ جيش الدولة اليهودية مطلق العِنان ضِد المسيحيين والمسلمين من الفلسطينيين؛ الحملات العنيفة التي تمارس من قبل زعماء اليهود، المسيحيين والمسلمين ضد المثليين الامر الذي جعل حرمة الحياة بذاتها أمر خاضع للتهديد.
سأشعر بالذنب إذا ما ادعيت بأن الدين هو مصدر الشرور في العالم، ولكنها وجهة نظر لا أهمية لها. من السهولة بمكان القاء اللوم على عقيدة المسلم حول القتل بدافع الشرف. إن مما لا شبهة فيه هو أن الدين عبارة عن أمر تم توظيفه بشكل روتيني لتبرير أكثر الجرائم بشاعة. إلا أن القرن العشرين مليء بالعديد من الأمثلة، وأخص بالذكر منها اتحاد ستالين السوفيتي، و (صين) ماو، تلك الامثلة التي لم تكن بحاجة الى الله لتبرير الابادات التي تمت ممارستها ضد مواطني تلك الدول.
3- جين كايرو (Jane Caro) (الالحاد)
كانت بعمر الـ(14)، تجلس على كرسيها المخصص في باص مدرسة (فالي سوات) الباكستانية وكان اسمها (مالالا يوسفزيا)، وفجأة أطلق رجل مسلح النار على رأسها. وبعد أن تبنت طالبان بفخر مسؤوليتها عن العملية، أخبرت العالم بأن العمل على ظاهرة تعليم
المراهقين تمثّل “فصلاً جديداً من فصول الفاحشة، وينبغي علينا إنهاء ذلك الفصل”. فتعليم الاناث يعدّ (فحشاً).
لم يشعر طالبان بالعار مطلقاً. فقد عرفوا بأن ما قاموا به هو عين الصواب لأن إلاههم هو من طلب منهم ذلك. لقد تم توظيف الآلهة لتبرير ارتكاب كل ما هو فظيع من حرق الهراطقة ورجم الزناة إلى صلب المسيح بعينه.
على الجانب الآخر من العالم، ذبح (اندرس بيهرنج بريفيج) (77) نرويجياً. بدا بريفيج مستمتعاً بالقتل الجماعي الذي مارسه كونه مارس ذلك بحجة التخلص من المسلمين، وبعد كشف اوراق التحقيق المكونة من 1500 صفحة ظهر ان هناك ارتباط ضئيل لما قام به بالاعتقاد الديني.
إذ تبدو المسيحية مهمة جداً بالنسبة إلى بريفيج لأنه عبارة عن شخص ذو بشرة بيضاء. وأسوة بطالبان، يبدو أن بريفيج لا يشعر بالعار مطلقاً.
إن من قاد الطائرات باتجاه ناطحات السحاب في 11/09، الباكستانيون الذين مارسوا القتل في مومباي وتفجيرات بالي، جميعهم قتل اكبر عدد ممكن من الناس بإسم دينهم. في الوقت الذي مارس فيه بريفيج ذلك تحت مسمى العنصرية. أما تيموثي ماكفي، الشخص الذي قتل 168 وجرح 800، مارس ذلك بحجة الكراهية من الحكومة. كل واحد من هؤلاء رآى القتل الذي مارسه على انه فعل احتجاجي سياسي وجميعهم وجدوا التبرير لذلك.
محلدون كـ(ماو) و (بول بوت) قتلوا الملايين من الناس تحت مسمى البروليتاريا السياسية. استخدم هيتلر فلسفته العنصرية شبه الخفية لاثارة الكراهية القديمة تجاه اليهود من قبل المسيحيين. طرق سمعي في مكان ما (مكان لا يمكنني تذكره في الحقيقة) ان الارهاب يولد عندما يجتمع الشعور العسكري والتدهور الاقتصادي مع الشعور بالفوقية الاخلاقية. ويتفوق الدين في منح هذا النوع من الفوقية لأتباعه.
وواقعاً، في الوقت الذي أرى فيه أن المتدينين يمارسون القتل عِبر التاريخ تحت اسم إلاههم، أشعر بالعجز عن ايجاد اي دليل يثبت بأن الملحدين قتلوا اي شخص باسم الالحاد. فالمحلدون ليسوا اقل قدرة على القتل من اي شخص آخر، إلاّ أن من الواضح أن القتل، ولا سيما الإبادة والحرب، هي خطيئة العمالة. وبعبارة أخرى، يعد الوجود البشري مهيأً للقتال أو القتل إذا وفقط إذا حدث ذلك باسم شيء ما. فمن الممكن أن يكون هذا الشيء إلهً، ومن غير المستبعد أيضاً أن يكون فلسفة سياسية معينة – كالنازية والشيوعية. كثير قاتل من أجل حب الوطن: من أجل البلد، العشيرة، أو العرق. البعض مارس القتل بسبب اختلاله النفسي، ولكن لا أحد قتل –على حد علمي- باسم الالحاد.
لذا، وفي الوقت الذي لا اوافق فيه على ان الدين هو المتسبب الوحيد بالصراعات، فأنا أجادل بأن أي ابادة أو حرب هي لا تتعدى ان تكون قتالاً باسم شيء اكبر من الفلسفة أو الفكرة ذاتها. فالالحاد، الذي هو يفتقر ببساطة الى الايمان بالله، لم يجد الى الان تبريراً كافياً للدفع باتجاه القتل. لذا لا يوجد شخص اتجه بنفسه الى مكان عام وقام بتفجير نفسه صارخاً، “الله ليس الأكبر”.
4- سايمون سمارت Simon Smart (المسيحية)
يعد الدين متورطاً بكل أنواع الصراع والعنف على مر التاريخ البشري. فالدماء على أيادي المتدينين، ولا يمكن انكار واقعة ان الدين مارس خدمة واضحة للاشخاص الخطأ، فالدين يمكن أن يكون مصدر الضرر الأعظم. وهذا يتضمن المسيحية بطبيعة الحال. سيما إذا نظرنا الى خطايا الماضي الكنسي فيمكن ان تمارس الكثير من النقد على مطاردة السحرة، الحروب الصليبية، والدعم الكنسي للعبودية.
ألا أن الصورة اكثر تعقيداً مما تبدو عليه. سيما إذا ما أجرينا استقصاءً حول ذلك. فالعديد من الاشخاص اتفقوا على ان الملايين من الاشخاص تم ابادتهم على يد الكنيسة في الوقت الذي يخبرنا المؤرخون بأن ما بين 5000-6000 شخص فقط قتلوا خلال 350 عام.
وعلى نحو مشابه تعد الفكرة القائلة بان الدين هو العلة الابرز في أكثر حروب التاريخ هي فكرة كاذبة بالدليل. إذ أن الكم الاكبر من الحروب تم الترويج له بداعي المنافع او السلطة أو من أجل الارض والسيادة القبلية، حتى لو تم توظيف الدين من اجل خدمة تلك الاغراض. وعلى النقيض يتجلى المعنى الحقيقي للدين في أنه من الامور المهمة التي يمكن ان تعدّل أو تروض تلك القوى. فقد لاحظ ديفيد هارت بأن “القناعة الدينية غالباً ما تمنحنا سبباً قوياً لا مثيل له في رفض القتل…او البحث عن السلام…والحقيقة أن الدين واللادين هو تنوعاً ثقافياً، ولكن القتل هو ممارسة بشرية”.
قتل الملايين بطبيعة الحال على أيدي ماو، ستالين، وبول بوت. إن الادعاء بان القتل الذي مارسه هؤلاء باسم التوتاليتاريا لا يرتبط بصلة مع إلحاد هؤلاء هو قول يفتقر الى الدقة التامة في فهم الايديوجيات التي قامت على أساسها تلك الممارسات. لقد جادل ميروسلاف فولف –عالم اللاهوت من جامعة يال- بأن المسيحية –بمقدار ما نفهم منها- ستكون دعوة عنيفة إذا ما تم تجريدها من سياقها وخلطها مع مجموعة غريبة من القيم. فقصة المسيح تعطي ضمانة واضحة لعدم العنف. وبالتالي فإن اي شخص يمارس العنف فهو يعلن عدم اطاعته لم يدعي اتباعه.
عندما واجه مارتن لوثر كينج العنصرية في الكنيسة البيضاء في الجنوب لم يدعو الكنيسة لتصبح اكثر علمانية، وانما دعاها لتصبح أكثر مسيحيةً. فقد عرف كينج بأن ما يواجه
العنصرية والعنف ليس غير المسيحية، ولكن بمعناها الاعمق والاكثر صدقاً. لقد حصل كينج على قوته التأثيرية من ذلك الشخص الذي أمر اتباعه باعطاء خدهم الايسر اذا ما تم ضربهم على الأيمن، وضرورة حب أعدائهم، والصلاة من أجل من يعتدون عليهم. ويبقى كفاحه من أجل الحقوق المدنية مثالاً واضحاً على ضرورة تقديم الحب على الكراهية.
إنتهى
تعليق:
لا يخفى أن النقطة المشتركة عند هؤلاء الصحفيين الاربعة هي أن الدين عنصر قابل للاشتعال –اذا صح التعبير-، بمعنى أنه قابل لاثارة القتل والعنف والدمار إذا ما تم توظيفه من قبل أشخاص معينين لفرض اراداتهم الشخصية وزعاماتهم الدكتاتورية على الشعوب والثروات. وبالتالي فإن عنصر النجاة يكمن في تطويق الدين وابعاده عن الحياة السياسية لتبقى الشعوب بعيدة عن عنصر المجازفة هذا.
وما يحدث في العراق الان هو دليل واضح على سوء استخدام هذا السلاح الخطر-واقصد الدين- فزعماء السنة من سياسييهم قادوا مناطقهم إلى الوقوع بأيدي أخطبوب يسمى داعش وأوصلوا الدمار في مناطقهم الى ذروته، فأُغتصب نساء السنة وشردوا من أرضهم وقُتل رجالهم وتيتم اطفالهم بشبح الخوف من الغول الشيعي؛ في الوقت الذي احرق سياسوا الشيعة من دعاة، ومجلسيون وصدريون ويعقوبيون…الخ الأخضر واليابس بسبب نهمهم غير المنقطع النظير للسلطة وتخيلهم بأنهم مأمورون بإدارة البلد من قبل سلطة عليا لأن هذا واجبهم الشرعي، حتى أنني سمعت من أحد من هؤلاء الحثالات في بريطانيا قوله بأن السياسيين في العراق يمارسون جهاداً من نوع آخر في سبيل الله من خلال ادارتهم للبلد، جهاداً قاد هؤلاء الحثالات إلى بناء ثروات مليونية في دول اوروبية وعربية بإسم الدين.
فأتركوا الدين جانباً يا قتلة علنا نرتاح قليلاً منه ومنكم.