15 نوفمبر، 2024 3:11 م
Search
Close this search box.

هل أنّ دولة العراق هي اقليم .. أم انّ الأقليم الكردي هو الدولة

هل أنّ دولة العراق هي اقليم .. أم انّ الأقليم الكردي هو الدولة

الموضوعُ هنا يتجاوز التعابير المجازية , وهو شائك ومعقّد ومليء بالألغام السياسية وغير السياسية , ولا من مجالٍ للخوض والنزول الى القاع الحديثة التكوين , فللموضوع بعض الإمتدادات الجانبية التي تعود الى شهر آذار لعام 1970 حين منحت الحكومة العراقية السابقة الحكم الذاتي للأشقّاء الكرد , ودونما استرسالٍ حول اصطفاف بعض القوى الكردية في القتال الى جانب الأيرانيين في الحرب العراقية – الأيرانية , وبعبورٍ وتجاوزٍ لمضاعفات ما افرزته حرب 1991  التي من خلالها فرض الأمريكان منطقة حظرٍ  جوي على شمال العراق , ممّا قاد الى اخلاء المنطقة الشمالية للحزبين الكرديين المسلحين لملء الفراغ السياسي آنذاك .. لا نودّ الإنجرار الى اكثر ما انجررنا فيه في الأسطر اعلاه , ونقتصر ونختصر بأنّ القوى والأحزاب السياسية الحاكمة في بغداد الآن , والتي كانت ضمن  المعارضة السياسية ” قبل الأحتلال ” في تحالفها مع حزبي السيدين مسعود البرزاني وجلال الطلباني في التوليفة الأمريكية المعروفة , التي فرضت فرض تنازلاتٍ جمّة من السيادة العراقية الى مصلحة الأقليم , مقابل تسليمهم السلطة , وهذا ما حدث , وهذا ما يتسبب من قلاقلٍ واضطراباتٍ سياسية واقتصادية وسواها مّما تعانيها الحكومات العراقية الى غاية الآن وبأشدّ معاناة , او ربما بأرتياحٍ بالغ لعقدِ صَفَقات ” مع الرفاق الكرد ” تتعلّق بكلّ انتخابات , ونَخْبَ هذه الإنتخابات .!

   بإستدارةٍ جانبيةٍ لا تبتعد كثيراً عن روح الإختصار والإقتصار والإبتعاد عن مساحة الرسم التخطيطي لخلفية الأحداث بين الدولة العراقية الحديثة وبين قيادة الأقليم , فالمجتمع العراقي برمّته ومعه عموم الرأي العام العربي وغير العربي على درايةٍ مسبقة بأنّ قيادة اقليم كردستان لا تمثّل فعلياً سوى قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني < وننآى بأنفسنا عن تسميتها بالقيادة البرزانية – حيث عائلة الأستاذ مسعود البرزاني يسيطرون على السلطة بالكامل والمطلق , عسكريا وسياسيا وماليّاً – ودونما اعتباراتٍ معتبرة لحزب الأتحاد الوطني الكردستاني المنافس او لعشرات الأحزاب الكردية الأخرى >.

   فرض الإرادة الأمريكية بالقوّة لتسليم ” الحزب الديمقراطي الكردستاني ” لتسّلم زمام التحكّم بكلّ شمال العراق او كردستان , رغماً عن انوف الجميع , وسواءً بتصدير النفط الى اسرائيل اوسواها ” رغم نفي ذلك ! ” , وبجانب توزيع عائدات النفط المُصدّر الى قوات البيشمركة و ” الأسايش – الأستخبارات ” واتّهام حكومة بغداد بعد صرف رواتب موظفّي الدوائر الكردستانية الرسمية ( المجهولة اعداهم الحقيقية  للحكومة المركزية ) , وإذ لابدّ من الإشارة والتأكيد الشديد بأنّ هذا المقال وسواه لا يمسّ بشعرةٍ واحدةٍ او اقصر منها لكل الجماهير الكردستانية الكريمة في كافة مدن كردستان , وانّه محدد ومحصور بفئةٍ سياسيةٍ واحدةٍ فقط , وإذ مع الإدراك المسبق الذي يستبق النظر , بأنّ التوتّر القائم والمتفاقم بين قيادة الأقليم واي حكومة عراقية من المحال ان ينتهي في الأمد المنظور ! , لكنّ بيت القصيد ومربط الفرس أنّ الجمهور العراقي برمّته وبمجمله لا يتقبّل ولا يتحمّل < حتى سيكولوجيّاً > أن ينفرد مسؤولون رفيعوا المستوى من قيادة الأقليم بعقد لقاءات واجتماعاتٍ خاصة مع مسؤولي الدول الغربية ” التي تساهم بتجزئة العراق ببطء , ودون ان تعلم الحكومة العراقية عن ادنى تفاصيل ذلك , وذلك ما موصول بحرارة بإغداق الأسلحة الثقيلة مجاناً من تلك الدول على قيادة هذا الحزب الحاكم للأقليم , والتي لا يفتحون نيرانها كلّما قصفت تركيا او ايران لمناطقٍ في الأقليم .! , وهنا لا نبتغي تشبيه هذه الحالة الشاذة كزرع اسرائيل في قلب المنطقة العربية وتمزيق خارطتها القومية بتدرّج .!  

أحدث المقالات

أحدث المقالات