رغم ان ليبراليتك وبعض من ثقافتك ووسطيتك قد اثارت داخل نفوس الكثير منا نفحات طيبة من الأرتياح وحسن الظن بأسلوبك (المتوقع) الذي سيساهم ربما في حلحلة الوضع العراقي الصدأ ، لكن تلك الوساوس المعروفة التي تراودنا بخصوص كل من يتبوء منصبا سياديا بعد احتلال العراق واسقاط (الدولة) من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ، ما فتأت تنخر لباب عقولنا وترسم فيها مشاهد متماثلة لسياسات فاشلة منحازة سبقك اليها آخرون ممن شغلوا منصبا موازيا لمنصبك الحالي أو ادنى منه .
وقد يعذرنا سيادتكم ، اذ لم تجد لشكوكنا مبرر ، لأننا نعلم أنك من نفس مدرسة استاذك الرئيس الطلباني ، وقد رضعت معه من نفس (ديس) الأتحاد الوطني وشربت مبادئه وافكاره وسياساته وتقلباته ولعبه على كل الحبال منذ عام 1975 ، وذلك يكفي لأثارة الشكوك والهواجس والخوف من الآتي من الأيام ، ولأسباب بسيطة .. فسياسات الرئيس الطلباني بعد ترأسه جمهورية العراق اوحت للجميع انه من رجال ايران الأقوياء في الحكومة .. وربما تجاوزت قوته ضمن تلك الصفة قوة (أحدهم) من اولائك الذين يمثلون مصيبة سودة كشرة من مصائب الدهر التي حلت بالعراق والتي ليس لها لا حل ولا علاج ولا مخرج .. وشاهدنا هو دور مام جلال المخجل في مسرحية سحب الثقة قبل سنتين ، ومن قبلها دوره المؤيد للقرار الأيراني الذي اعلن على لسان المحمود بايجاد طريقة جديدة (مبتكرة) لتكليف الفائز بالأنتخابات .. وقبل هذه وتلك فنحن لم ولن ننسى القصف الأيراني المدفعي على قرى حاج عمران أثناء احدى زياراته لأيران ، بالرغم من أن سيادة الرئيس كان ضيفا على حكومتهم ، ولم ينبس ببنت شفة في حينها .
فهل أنت معصوم يا سيادة الرئيس فؤاد معصوم من أخطاء ورغبات ( اتحادك ) ورئيسه وقياداته ؟.. وهل بامكانك ان تشعر العراقيين بانك رجل المرحلة الحقيقي ، وتقرّب وجهات النظر بعيدا عن سياسات واحلام (اصدقاء) استاذك المناضل العنيد ، ومن ثم ستضمد الجراح وتجد المخارج من أنفاق آسنة مظلمة .. أم أنت ستبقى وفيا للصدر الذي رضعت منه بالتوازي مع وفاء والتزام واخلاص رفاقك ؟