نشر ألكاتب أمير طاهري مقالا في جريدة ألشرق ألآوسط عن رحلته ألى القاهرة لحضور مؤتمرمؤخرا؛ يبحث في شؤون ألمنطقة؛يقول أستأجرت سيارة تكسي من المطار في طريقي ألى وسط القاهرة ؛سألني سائق ألتكسي ؛هل أنت شيعي أم سني ؛فأجبته أنا مسلم؟ فقال أن الشيعة ليسوا مسلمين وأن مذهبهم ليس من المذاهب ألآسلامية ؟!!.حضرت المؤتمر فجلس الى جانبي أحد ألمشاركين ؛ أنتبه الى لهجتي ؛فسألني عن بلدي فأخبرته أنني أيراني ؛فقال هل أنت شيعي أم سني فأجبته أنا مسلم ؟!!فقال ان الشيعة ليسوا من ألمذاهب ألآسلامية ألمعترف فيها وأنهم منحرفون عقديا ولهم قران خاص بهم غير قرائننا ؟!!. وهذا ماحصل لي في السعودية في موسم ألحج سألني سائق التكسي عن موطني فقلت له عراقي وسألني من جنوب أم من غرب ألعراق فأجبته من بغداد ؛وأذابه يقول أن مهندس فلسطيني كان يعمل في العراق ؛قال له أن الشيعة في عاشوراء يقومون بزنا ألمحارم؛فقلت له ؛حدث العاقل بما لا يعقل فأن صدق فلا عقل له؛فأذا كانت الحيوانات المتوحشة تعاف أن تقوم بهذا العمل ألشنيع فكيف لآنسان مسلم يقوم بذلك ؛سكت ولم يجبني.
يبدو أن ألآنسان العربي تحول ألى أمعه ؛كما وصفهم ألآمام علي {همها علفها وديدنها تقممهاْ؛فما علاقة ألآنسان المسلم بمذهب وعقيدة أو دين ألناس وألآنتقاص منهم وتكفيرهم وألقران الكريم يصدع {وماأنت عليهم بوكيل قد تبين الرشد من الغيِ. وفي أية أخرى؛كل نفس بما كسبت رهينة؛.هل تم حل كافة مشاكلنا ألآجتماعية وألآقتصادية وألتربوية وحققنا ألآكتفاء الذاتي صناعيا وزراعيا وقضينا على التخلف وعلى ألآمية والفقر وتحررت أراضينا من ألآحتلال ؛وحصلت ألمرأة على حقوقها ألمشروعة وأستعادت أنسانيتها ومساواتها في الحقوق والواجبات مع الرجل؟!!
أصبح العدو ألداخلي أكثر خطرا من العدو ألخارجي ؛وألآحتراب الداخلي هو ألمنهج وألطريقة ألوحيدة في تصفية ألحسابات فيما بيننا؛وأنتصاراتنا تقاس بقدر ما نقتل من الطرف ألآخر؛بناءا على حسابات طائفية أو عرقية أو حزبية أودينية.
يقول أحد الكتاب متسائلا ؛كيف نبني عالما جديدا ؛حديثا؛من حضارة قديمة تسكنها الخرافة.ألتاريخ أصطفاء طبيعي حيث تتصارع ظروف من طفرات ألماضي على ألسيادة ؛أنواع جديدة من الوقائع تنشأ ؛أما ألحقائق ألعتيقة ألمتحجرة فتمشي معصوبة ألعينين ألى الحائط ؛ولاتبقى على قيد الحياة ألا طفرات ألآقوى ؛أما ألضعفاء وألنكرات والمهزومون فلا يتركون ورائهم ألا القليل من ألآثار ؛رؤوس فؤوس ؛حكايات شعبية ؛أضرحة دفن الموتى ؛لايحب التاريخ ألا من يسيطر عليه؛أنها علاقة أسترقاق متبادل ؛لامجال فيه للفاشلين عقليا ودينيا وفكريا.
أصبح أحفاد وأيتام أبولهب وأبوسفيان وأبوجهل هم ألذين يقودون ألمسلمين في عصرنا ألحاضر؛ فبدلا من زرع الخير يزرعون ألحقد والكراهية في نفوس الرعاع من الناس؛ ثم تحول الحقد الى منهج في تحويل حياة الناس الى جحيم ؛فالقتل أصبح بديلا عن أنبات البذور في المزارع والمفخخات منهجا في الحياة بدلا من نشر الفرح والسرور بين الناس ؛لم يعد لحياة الناس قيمة ؛فمنظر أشلاء ألآطفال والنساء والشيوخ ألمقطعة في ألشوارع وألآحياء وألمدارس ودور العبادة حلت بديلا عن ألحدائق ألغناء وألمزارع والمصانع ؛يرسلونهم من جحيم الدنيا الى جحيم ألاخرة حسب فتاويهم التكفيرية ؛هل هذه ألآمة ألتي نفتخر بها ونعتز في ظل هذه الهمجية والبربربة وشريعة ألغاب التي تسود الدول ألآسلامية من مشارقها الى مغاربها ؛وهل هذه هي ألآمة التي وصفها الله تعالى {وكنتم خير أمة أخرجت للناس} وأنا لله وأنا أليه راجعون.