23 ديسمبر، 2024 8:43 ص

هل أنت سعيد هل انت سعيدة

هل أنت سعيد هل انت سعيدة

يخرج المواطن في الصباح متوجها الى مكان عمله، أو الى شأن يعنيه، فيتعثر في مطبات وحفر، ينظر الى السماء ليست زرقاء، بل هي شاحبة كأنها صفيح مترب، ويتطلع الى ماحوله، اشجار متيبسة، وأغصان متحجرة تشبه أعمدة الكهرباء القديمة، والبيوت تبدو مثل قبور الموتى العالية والمزخرفة، والوجوه تائهة تبحث عن خلاص من مئات الهموم والمشاكل والتحديات الجسيمة التي تراكمت في وطن، وحيرت الناس الباحثين عن حلول، وفرص للتغيير، والنجاة من العذابات.

الحزن يطبق على النفوس، ويحيلها الى خرائب، ولنعترف فليس كل مانعيش نتاج الوقت الراهن، بل هو ركام تجمع على بعضه بمرور السنين، وغطرسة الحاكمين، وتنازع الناس، وضياع أرواحهم الطامحة الى تحقيق مايريدون دون أن ينجحوا في ذلك.

عندما لايعيش الناس في وطنهم كما يرغبون، عندما يتجاهلهم أصحاب القرارات، عندما تتحول القرارات الى فرمانات لضمان مكاسب الحاكمين، ومن معهم ومن يواليهم وينصاع لفسادهم وطغيانهم، عندما تنتفي عناصر تكوين السعادة، عندما تتحول البيئة المحيطة الى وباء وملوثات وخرائب، وأشكال من البؤس الذي يخيف الناس ويوقفهم على ناصية المعاناة، حينها يكون الأمل نوعا من الترف، وربما العبث الكامل، والتجاوز على طبيعة الاشياء، فطبائع الأشياء عندنا ليست كطبائع الأشياء عند أهل الأرض.

الناس حين يكتشفون إنهم في دائرة الوهم يتغلغل الضباب في نفوسهم وعقولهم، ويجمد الحواس، ويعطل حركة العقل، ويكون كل شيء مرهونا للصدفة، ولعل وعسى وياريت وياليت. فلايتحقق لهم الحد الأدنى من الأمنيات والمطالب التي هي حق لهم سلبه منهم غيرهم من الباحثين عن المكاسب.

سبب التظاهرات في العراق هو اليأس، وفقدان السعادة.. السعادة ليس بمفهومها الساذج الذي يعرفه كل الناس، بل حقيقة السعادة في نفسك، وفي البيئة المحيطة بك، وفي نفوس الناس الذي تلتقيهم وتشاركهم الحياة..