في عام 1939 اصدر المندوب السامي البريطاني في فلسطين السير هربرت صاموئيل امراً بالقاء القبض على مفتي فلسطين الحاج محمد امين الحسيني لنشاطه في مقاومة التسلل الصهيوني و الهجرة اليهودية الى فلسطين , وقد تمكن المفتي من الاختفاء في القدس رغم الجهود الكبيرة التي بذلتها القوات البريطانية لالقاء القبض عليه , لكنها تمكنت بعد اسابيع من تحديد المنطقة التي يختبيء فيها المفتي , فحاصرتها واحاطتها بسيطرات مسلحة , الا انه تمكن من التسلل واللجوء الى المسجد الاقصى , عندما وصل نبأ لجوء المفتي الى المسجد فرضت السلطات البريطانية حصاراً عليه ولم تداهمه رغم علمها بوجود المفتي في داخله وذلك باعتبار المسجد ( مكان عبادة ) , لقد ظل الحصار مستمراً لعدة اسابيع الى ان ظهر الحاج امين الحسيني في بيروت بعد ان تمكن من الخروج من المسجد في جنح الظلام وواصل هروبه الى بيروت ثم الى بغداد حيث استضافته الحكومة العراقية . تمكن مفتي فلسطين من الهرب من قبضة الانكليز لان القانون الانكليزي يحضر مداهمة اماكن العبادة لكل الاديان تحت اي ضرف كان.
في حزيران من عام 1967 حدثت النكسة ودخل اليهود الى القدس الشرقية وكان اول عمل فعلوه هو مداهمة المسجد الاقصى ….. لماذا حدث ذلك ؟ لقد داهم اليهود المسجد الاقصى تنفيذاً لاوامر وزير الدفاع الجنرال موشي دايان …لانه صهيوني لا قيمة له لاماكن العبادة .
في كل انحاء العالم … ولدى كل الاديان هناك قدسية لاماكن العبادة …وفي الدين الاسلامي تسمى المساجد والجوامع بيوت الله … نعم بيوت الله .
في الساعة العاشرة من مساء يوم الثلاثاء المصادف 12 شباط 2013 داهمت قوة عسكرية من الجيش العراقي جامع ابي حنيفة النعمان في حي الاعظمية ببغداد ودخلت الحرم بكامل اسلحتها وعتادها بامرة ضابط يحمل على كتفيه رتبة كبيرة حسبما افاد خطيب الجامع , في تلك الساعة كان الجامع خالياً تماماً …بلا مصلين ولا زوار . وبعد ان فتشت القوة العسكرية كافة ارجاء الجامع خرجت بخفي حنين .
لايمكن لاي قوة – مهما كانت – ان تقوم بذلك العمل من دون اوامر …ولا يمكن لاي قائد اصدار امر المداهمة لبيت من بيوت الله الا بأمر يصدر من القائد العام للقوات المسلحة .
انني كمواطنة عراقية اوجه سؤال الى دولة رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة السيد نوري المالكي , هل اصدرت انت امراً الى قوة عسكرية من الجيش العراقي لمداهمة بيت من بيوت الله ؟