هل أنتهت الحركات التحررية بالعالم بعد أن حل الزعيم عبد الله أوجلان حزب العمال الكردستاني؟

هل أنتهت الحركات التحررية بالعالم بعد أن حل الزعيم عبد الله أوجلان حزب العمال الكردستاني؟

بعيدا عن الترتيبات والأتصالات السرية التي أجريت مع (عبد الله اوجلان)! زعيم حزب العمال الكردستاني (pkk)الذي (يعيش في عزلة كاملة في جزيرة أمرالي في تركيامنذ اعتقاله عام 1999) ، فقد كانت دعوته لحل الحزب وألقاء السلاح مفاجأة كبيرة ومدوية ليس في تركيا وحدها ، بل وفي العالم أجمع! ، وأرى ومن وجهة نظري أن خطوة ( أوجلان) هذه تعتبر النهاية في عالم النضال الثوريوالحركات التحررية بالعالم! ، بأعتبار أن حزب العمالالكردستاني هو آخر الأحزاب التحررية والثورية المحظورة .وفي الحقيقة أن النضال الثوري للحركات والأحزاب الثورية قد فقد بريقه بالعالم منذ زوال الاتحاد السوفيتي السابق! ،لأنه كان الداعم لكل تلك الحركات الثورية بالعالم التي تناضل من أجل حقوقها القومية والفكرية والسياسية .وتقول أدبيات حزب العمال الكردستاني (pkk) ، أن الحزببدأ كحركة يسارية أنفصالية من القومية الكردية منذسبعينات القرن الماضي في منطقة كردستان في تركيا ،وكان يهدف الى أقامة دولة ماركسية لينينية في كردستان تركيا! ، ولكنه يعتبر منظمة أرهابيىة في نظرأمريكاوالأتحاد الأوربي وأيران وسوريا!. ويبدو أنه وبعد مضي قرابة النصف قرن! ، من النضال والكفاح من أجل تحقيق أهداف الحزب ، أكتشف زعيم الحزب (عبد الله أوجلان) ،أن لا فائدة من ذلك!! ، وأن لغة الحوار والتفاهم مع الحكومة التركية بطريقة سلمية بعيدا عن لغة العنف والدم والقتالهي الأجدى والأسلم من أجل الحصول على حقوقهم المشروعة!! ، وهنا لابد من الأشارة أن القتال الذي خاضه الحزب ضد الحكومات التركية والذي بدأ يأخذ لغة العنفوالصدام المسلح والمواجهة منذ عام 1984 ، أسفر عن مقتلأكثر من 40 ألف شخص من الطرفين! . ومن الطبيعي أن نهاية كفاح الحزب وأعلانه التخلي عن البندقية وأستبدالهابلغة الحوار وبطريقة سلمية ، يعد أيضا النهاية لصداع مزمن ومزعج ، لكل الحكومات التركية التي تعاقبت على حكم تركيا منذ سبعينات القرن الماضي . وبقدر ما يشكل حل الحزب وألقاءه السلاح راحة بال مقرونة بفرح كبير للشعب التركي ، ألا انه وبنفس الوقت يعد أنتصارا سياسيا كبيرا للرئيس التركي (أردوغان) ، وضربة موجعة لخصومه السياسيين! لا سيما أن موضوع حل الحزب جاء والرئيس ( أردوغان) يعيش أجواء ساخنة مع خصومه السياسيين! ،في ظل التحضير للأنتخابات البرلمانية القادمة ، وكذلك أعطى حل الحزب جرعة من القوة والثقة لتعزيز مكانة تركيا ورئيسها في (سوريا) ، التي تعتبر الزعيم التركي(أردوغان) طوق نجاتها والأب الروحي للتغيير الذي حصل في سوريا!!. وبقدر ما يعد حل حزب العمال وألقاء السلاح  نهاية لآخر معاقل وحركات التحرر الثورية والأشتراكيةبالعالم ، فأنه بالوقت نفسه يمثل أنتصارا هاما لأمريكا  وللرأسمالية ، على الفكر الأشتراكي ! . وحقيقة أرى أن زمن الثوريات ورومانسيات وأغاني النضال السياسي والفكري والحركات القومية والثورات التحررية بالعالم في أربعينات وخمسينات القرن الماضي وزمن الأحزاب الثورية واليسارية الذي كان يسود الكثير من دول العالم ، ومنهامنطقتنا العربية ، وأفكار تلك الحركات والأحزاب ، التيتقف على الضد من أمريكا وتناهض الفكر الرأسمالي ، أراها قد أنتهت بهزيمة كبرى لتلك الأحزاب والحركات والأفكار، وبأنتصار أكبر لأمريكا ولحلفائها وأصدقائها في العالم أجمع ، فأمريكا وبريطانيا ومعهم أسرائيل وباقي دول الغرب نجحوا بفرض سياستهم وأرادتهم على العالم الذين يريدون تشكيله وفق رؤاهم ومصالحهم الفكرية والأقتصادية العليا ، فلم تعد هناك منطقة آمنة ومنطقة حياد بين اليمين واليسار! ، وبين الأشتراكية والرأسمالية ، فأماتكون مع الأولى (الأشتراكية) ونتيجتها وضحت وبانت فلا فائدة يرتجى منها وحزب العمال الكردستاني ال (pkk) خير مثال على ذلك بنهايته الدراماتيكية بعد أن أصابه اليأس والأحباط والملل وفقدان الأمل من نتيجة النضالالذي دام قرابة النصف قرن !! ، أو تكون مع الثانية ( الرأسمالية) ، وهي الأخرى وضحت وبانت ، حيث تشتري الدول والحكومات راحة البال وتأمن على نفسها وعلى شعوبها بعيدا عن القيل والقال وتدخلات أمريكا وبريطانيا وباقي دول الغرب! . ولله الأمر من قبل ومن بعد.

أحدث المقالات

أحدث المقالات