22 ديسمبر، 2024 1:32 م

هل أنتم قلقون من الحشد الشعبي.! 

هل أنتم قلقون من الحشد الشعبي.! 

كنتم ولا زلتم تعبرون عن قلقكم، وخوفكم من المتطوعين، الذين نذروا ارواحهم، واموالهم من أجل الدفاع عن أراضيكم، ونساءكم، وأموالكم، حتى وصفتوهم بالمليشيات، والعصابات، التي تحاول أن تفرض الارادة الصفوية الشيعية على ارادات اهل السنة والجماعة، وما تشكيلها هذا الحشد في ١٣ حزيران من عام ٢٠١٤، الا من أجل هذا الغرض. نحن وأنتم نعلم; بأن التشكيل جاء بعد فتوى المرجع الشيعي علي السيستاني، والتي أفتى بوجوب الجهاد الكفائي لتحرير العراق من تنظيم الدولة الاجرامية، التي تختلف عن أهل السنة أيديولوجيآ، وفكريآ، لكنها أستغلت الفئات التي كانت تعتاش على خيرات العراقيين أبان الحكم البعثي السابق، وأصبحت قيادة التنظيم الاولى تتكون من ضباط الجيش، والمخابرات، والفدائيين، وغيرها من التشكيلات العسكرية السابقة.  بعد التشكيل; قام الامام السيستاني كونه مؤسس الحشد الشعبي، بإصدار توجيهات تنظم علاقة وتعامل الحشد الشعبي مع أهالي المناطق المحررة، من تنظيم داعش بالعراق، وتضمنت التوجيهات 20 نقطة، حث فيها منتسبي الحشد الشعبي على التعامل بالأخلاق الإسلامية، وعدم التعرض للناس، أوأهالي المنتمين لداعش (في المناطق المحررة) بأي أذى أو اضطهاد، وعدم إيذاء الكبار بالسن والأطفال والنساء، وعدم قطع أي شجرة، إلا أن يضطروا إلى قطعها، وكذلك معاملة غير المسلمين معاملة حسنة وعدم المساس بهم.
الا أنكم رغم ذلك ما زلتم تعبرون عن قلقكم، والسبب واضح; لان الاردن قلقة من وصول الحشد الشعبي الى تلعفر، وهو ما أشار اليه رئيس هيئة الأركان المشتركة الأردنية محمود فريحات في مقابلة مع تلفزيون الـ”بي بي سي” عندما قال;  أن “الحشد الشعبي” يسيطر الان على محيط تلعفر ومنطقة المطار، ويسعى للاتجاه شمالا حتى يصل الى الحدود السورية، مشيرا إلى أن حلب الآن تحت سيطرة الجيش السوري، فلذلك سيكون من السهل على الحشد الشعبي الوصول، اذا لم تقطع القوات الكردية او قوات المعارضة في شمال سوريا او شمال العراق عليه الطريق، وسيستمر بالانتشار حتى يصل الى لبنان عن طريق الاراضي السورية، وأشار  إلى أن الاحتمال قائم بأن يتوجه الحشد الشعبي للمشاركة في المعركة ضد داعش في دير الزور والرقة.  كذلك; يزداد قلقكم يوميآ بأزدياد القلق السعودي من الحشد الشعبي، وهو ما عبر عنه وزير الخارجة السعودي عادل الجبير، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره التركي مولود تشاوش أوغلو  في الرياض، عندما قال;  إن الحشد الشعبي ميليشيا طائفية انتماؤها لإيران، سببت مشاكل، وارتكبت جرائم، في أماكن مختلفة في العراق، وإذا ما دخلت الموصل قد تحدث كوارث، وأضاف أيضآ; عندما دخلت هذه الميليشيات الفلوجة ارتكبت جرائم هائلة، ثمة قبور جماعية، هناك اعتداءات على حرمة المنازل، حرمة العوائل، هناك قتل للأبرياء. الا أن هذا الخوف، والقلق، قد زال بين ليلة وضحاها، عندما وصل الموضوع الى المصلحة الشخصية الضيقة، بعد طرح قانون هيأة الحشد الشعبي للتصويت عليه بمجلس النواب، وأقر القانون بأغلبية الأصوات، وصادق عليه رئيس جمهورية العراق استناداً إلى أحكام البند (أولا) من المادة (61)، والبند (ثالثاً) من المادة (73)، من الدستور، وأصبحت المطالبات علنية، وضرورة أعطاء أهل السنة نسبة بالاعداد التي سيشملها هذا القانون. والاكثر من ذلك; نعتقد أن القلق والتخوف قد بدأ بالزوال نهائيآ، عندما وافق رئيس الوزراء السيد حيدر العبادي، على ضم الحشد الوطني الذي يقودة أثيل النجيفي الي هيئة الحشد الشعبي، والذي تشكل بعد سقوط الموصل بعام تقريبا، من متطوعين سنة في الاساس، بينهم ضباط في الجيش المنحل، وجماعات قبلية من سكان نينوى. 

لكننا لم نتخوف، ولم نقلق من الحشد الوطني، عندما نقلت صحيفة عكاظ السعودية، إن القيادة المشتركة لقوات البيشمركة، والحشد الوطني طلبت من رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، عدم اشراك الحشد الشعبي في عملية تحرير الموصل، وحذرته من مغبة اتخاذ هذا القرار، وأن اقترابه من محيط الموصل سيواجه بقتال شرس، نعم هذا هو الواقع الذي فرض علينا، فجعل من المتخوف والمصلحي، في كفة واحدة مع الشجاع ومن بذل الأنفس، والارواح في سبيل الوطن.

[email protected]: