5 نوفمبر، 2024 10:50 م
Search
Close this search box.

هل أنا داعشي ؟

وأنا أتابع تطورات المشهد السياسي، والعسكري في العراق، ومعركة الحكومة المعلنة ضد داعش، والإرهاب من جهة؛ والفرقاء السياسيين أو الخصماء كما يسميهم البعض من جهة أخرى، وصولا إلى معركة الكراسي، والمناصب، والولايات من جهة ثانية، تذكرت طفولتنا، ونحن نعيش أجمل لحظات عمرنا حيث لا تفكير بالمستقبل، ولا بهموم الدنيا الزائلة، ولا حتى بمورد أبائنا، ولا نخاف من مستقبل مبهم؛ لأننا لم نكن نعرف الموت المجاني الذي يراه أطفالنا اليوم.
  طفولتنا الجميلة، ونحن نلعب( الدعبل، والجعب، والطوبة!) وغيرها من الألعاب التي اندثر اغلبها مع رحيل طيبة أهلهنا، كنا ما أن يتخاصم اثنان منا، حتى ينقسم أبناء الحي (الدربونة) إلى قسمين؛ إما مع، أو ضد لا يوجد شخص مشترك، فأما معي أو ضدي (إما أن تختاري، أو لا تختاري، لا توجد منطقة وسطى مابين الجنة، والنار) كما عبر القباني في أبياته.
  هذه الثقافة لازمت للأسف الشديد اغلب سياسي الصدفة في بلدنا الجريح، فما أن تنتقد، أو ترفض تصرف، أو قرار ما، أو أن يكون لك رأيا مغايرا حتى تتهم بأنك ضد العملية السياسية، أو بالطائفية، أو بنعوت أخرى.
  نعم دعمنا الحرب ضد داعش، والإرهاب، كنا، ولازلنا، وسنبقى من المؤيدين وبشدة لحربهم، بل لإبادتهم عن بكرة أبيهم، ولكننا نعتقد بان هناك أناس أبرياء كان يجب عزلهم، أو انهاء العملية في الصحراء قبل العودة للمدينة، وخلط الأوراق.
اليوم يخوض أبناء جيشنا الباسل نيابة عن العالم اجمع، معركته ضد الإرهاب؛ ليكون العراق ساحة حرب دائمة ومفتوحة لانهاية لها  وأبنائنا، وشبابنا حطبها، ووقودها، وشبابهم تنعم بالراحة، والأمان، أهي ضريبة علينا؟.
  داعش الذي يمثل جبهة الإرهاب، مقاتلته واجب شرعي، ووطني لحماية أمننا، وإيقاف نزيف الدم الذي ابتلينا به نحن العراقيين، لكن كان يجب أن تحدث قبل سنة، أو سنتين، وان يكون هناك جهد استخباري، وعسكري قبل العملية لا أن تعتمد دولة بأجهزتها الأمنية، والعسكرية على أقاويل أشخاص لا نعرف مدى مصداقيتهم.
  خطوة متأخرة، خيرا من أن لا تأتي، لكن؛ أن تأتي متجانسة، مخطط لها، مدروسة خيرا من أن لا تأتي، أو عشوائية غير مدروسة النتائج!.

أحدث المقالات

أحدث المقالات