9 أبريل، 2024 4:47 م
Search
Close this search box.

هل أمريكا انموذج وقدوة للعالم ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

_١_
” اعتقد ان المجتمعات يرتبط افرادها بقيم وعادات وتقاليد متى ما أصبح المال اهم من الإنسان انهارت القيم ومن ثم تفكك المجتمع”
ان المؤسسات العسكرية هي مؤسسات وطنية بعقيدة الدفاع عن الوجود والمصالح الشعبية، لذلك تسمى وزارة الدفاع وليس وزارة الحرب!.
تقول نعومي كلاين في كتابها عقيدة الصدمة ان رامسفيلد استلم منصب وزير الدفاع الأمريكي عام ٢٠٠١ وكان قد جاء بفكرة ضرورة خوض معركة القرن الحادي والعشرون والمتمثلة بأعادة هيكلة المؤسسة العسكرية الأمريكية ومن ثم خوض حروب حقيقية لإجراء تغذية راجعة وتصحيح الانحرافات في عملية الترشيق والتحول، وقد وصل به الحال إلى اتهام كبار الجنرالات في وزارة الدفاع بأنهم أعداء الداخل لأنهم رفضوا مس العقيدة العسكرية وتحويل الجيش إلى شركة تعمل بمفهوم الربح والخسارة.
إذ قام رامسفيلد باجراءات أسماها تنظيف الوزارة من الوظائف التي يمكن تأديتها من قبل موارد خارجية بتكاليف اقل، بمعنى تقليل الفرق الهندسية والطبية وتقليص عدد القواعد العسكرية لتقليل النفقات ومن ثم تحويل الاموال لشركات أمنية خاصة تجري عمليات نوعية بتكاليف اقل وضمن شبكة مقاولين معقدة.
أي حول المؤسسة العسكرية إلى شركة متعدية الجنسيات هدفها الربح وان رفعت شعارات محببة للناس. مليارات الدولارات جنتها الشركات من مصطلحات وشعارات الحرب ضد الإرهاب، منها شركات المراقبة وصناعة الكاميرات وشركات تحليل البيانات الكبيرة وغيرها الكثير كله بأسم الحرب ضد الإرهاب ومن ثم عمدت الولايات المتحدة الأمريكية حصر الإرهاب بالمسلمين وحدهم ليعطوا لحراكهم بعد ديني ذا مقبولية في مفاهيم الدول التي تحكم العالم ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

ما يهمنا كعراقيين ان نسائل؛ ماهو الدور الذي لعبته الشركات الأمنية والنفطية الأمريكية في رفع حماسة جورج بوش ودفعه لغزو العراق؟)
تعمل الشركات الأمنية وفق مبدأ رأسمالية الكوارث، فهي تنمو وتكبر وتزداد ارباحها في الكوارث والازمات والحروب التي تفجرها، إذ لاحظ احد الصحفيين في جريدة نييورك تايمز ان الحروب الأمريكية تنشأ بعد ثلاث مراحل منذ حرب هاواي ١٩٨٣ وحتى غزو العراق ٢٠٠٣؛
المرحلة الأولى، تبدأ بقصة ان أحدى الشركات الأمريكية متعدده الجنسيات تتعرض لازمة مالية او مضايقة او تستبعد من بعض الانظمة الحاكمة في بلدان تتوفر فيها فرصة جيدة لنجاح الشركة.
المرحلة الثانية، يتم اقناع المتنفذين في الحكومة الأمريكية بمخاطر البلد تجاه مصلحة الولايات المتحدة، اي تحويل مخاطر الشركة الخاصة إلى مخاطر جيوسياسية تمس الأمن القومي الأمريكي لمنح غطاء للاستخدام العسكري خصوصا لو كان البلد المستهدف فيه حكم ديكتاتوري.
المرحلة الثالثة، هي ان يعمل السياسيين على اقناع الرأي العام وإظهار ان الحرب هي بين الخير والشر وان أمريكا تسعى لتحرير شعب فقير محروم من بطش السلطة الدكتاتورية.
اغلب القادة في الكونغرس يمتلكون أسهم في شركات التكنولوجيا الأمنية والاسلحة الدفاعية التي سيطرت في عهد رامسفيلد على صنوف الجيش الأمريكي وان ثروات هذه الشركات في كوارث المجتمعات الأخرى.

“محو العراق بحثاً عن انموذج للشرق الاوسط”

تقول الكاتبة نعومي كلاين في كتابها عقيدة الصدمة انها حضرت إلى بغداد بعد عمليات الاجتياح شاهدت كيف ان العراقيين لم يبقِ لهم شيئ اهم من بقائهم على قيد الحياة؟! وتعرج قائلة؛ كيف لا وان مهندسي الغزو على العراق هم من اشد المؤمنين بعقيدة الصدمة!! وكانوا يعلمون انهم سيبيعون البلد بمزاد علني ومن ثم اعلان نجاح الصفقة مع من باعوا ضميرهم والعمل على ابقاء العراقيين منشغلين في توفير احتياجاتهم الأساسية اليومية الملحة، حتى أصبح العراقي لا يعلم متى تنفجر عليه مفخخات او يعتقل تحت سطوة الجيش الأمريكي.
أما الصحفيين كانوا منشغلين في تغطية الأحداث الضخمة التي تدار لتغطية مايحدث من صفقات بيع مشبوهه لمقدرات البلد وثرواته بل وحتى تاريخه! نعم القنابل هي من فرضت جدول أعمال الصحفيين وابعدتهم عن الهدف الاساسي من غزو العراق الذي يمثل بوابة الوطن العربي ومحط أنظار شعوبه وان اخضاع العراق لنظرية فريدمان المروجة للرأسمالية غير المقيدة هي اخضاع لكامل الوطن العربي!!
استخدمت ابشع اساليب القتل والترهيب والتجويع للشعب العراقي لاخضاعه تحت انموذج العلاج بالصدمة وكان فريدمان واعيا وصريحا ومباشرا عندما أجاب عن تساؤل في مقابلة مسجلة حول دمار العراق بقوله ( نحن لا نبني أمة في العراق.. بل نخلق واحدة) معنى ذلك أن كل شيء مستهدف ومباح من سلوك وعقيدة وعادات وتقاليد حتى اخضاع المجتمع بالكامل للمصالح الأمريكية، ومهما قاوم المجتمع فالرهان على أجيال جديدة لا ترتبط بجذورها الاجتماعية وتكره واقعها بعد ان يبان سبب الخراب والدمار هو من أخطاء الأجيال التي قبلها والتي قاومت التغيير؟!!!
تقول الكاتبة في صفحة ٤٥٦ من الكتاب ذاته ما نصه ( يصعب على المرء ان يصدق كيف فاتته هذه التفاصيل، فالعراق لم يكن يوما مجرد ارض مقفرة على الخريطة، بل كان ولايزال ثقافة تاريخها من تاريخ الحضارة الإنسانية، يسود فيها فخرٌ يناهض الامبريالية بشراسة وحس قومي عربي قوي وإيمان عميق)

استخدم الجيش الأمريكي طريقة التعذيب الجماعي عن طريق عمليات نفسية معقدة وبمساعدة القصف الأكثر وحشية على الإطلاق إذ رمى اكثر من ٣٠٠٠٠ ثلاثون الف قنبلة و ٢٠٠٠٠ عشرون الف صاروخ توماهوك شديد الدقة مايعادل وقتها ٦٧٪ من عدد الصواريخ المصنعة!!
دعت الولايات المتحدة الأمريكية نخبة من المؤمنين بعقيدة الصدمة ومنفذيها في أمريكا اللاتينية وروسيا وبولندا لاجتماع في المنطقة الخضراء، أوصى المجتمعين بضرورة تسريح العاملين في الشركات الحكومية ورفع جميع الاعانات ومنها اسعار الوقود، كان احد الحاضرين وزير في الحكومة العراقية اسمه (محمد_توفيق علاوي) كان متحدثا بارعا ورفض هذه التوصيات وحدثني بعد الاجتماع ضاحكا ومعقبا على تفجير احد الفنادق القريبة من الاجتماع، ان العراقيين قد قاموا بتفجير هؤلاء مرتدي الدروع ( يقصد المجتمعين) كوسيلة لردهم على قرارات بول بريمير وما يحدثه من مجاعة للشعب العراقي.
اجرمت أمريكا ومناصريها الكثير بحق الشعب العراقي وثرواته وليس لها سوى التظليل الاعلامي ودفع الشباب العراقي نحو تصور ان الخلاص من مقاومي الإدارة الأمريكية هو ضمان استقرار العراق!!
المشكلة الحقيقية في وهم الشباب الذي يدار بالعاطفة والتظليل ويظن انه مدركاً للحقائق! وكيفية التعامل معها فأما يناصر أمريكا او يتطرف بالضد منها جملة وتفصيلا.
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب