19 ديسمبر، 2024 3:13 ص

هل ألدماء ألتي تسيل بسبب ألطائفية .. أم بسبب ألتخلف وألتربية ألمجتمعية؟

هل ألدماء ألتي تسيل بسبب ألطائفية .. أم بسبب ألتخلف وألتربية ألمجتمعية؟

أخذ مفهوم ألطائفية ألمذهبية يظهر على ألسطح بقوة في ألأعوام ألأخيرة ؛لدرجة أن ألكثير من ألناس يعتقدون أنها ألمسؤولة عن ألقتل ألأعمى ألذي يسود ألمنطقة ألعربية وألأسلامية وأمتد ألى أجزاء متعددة من ألعالم؛ولكن ألحقائق على ألأرض تخالف هذه ألرؤيا وألتصور ؛دعونا نستعرض ألنسيج ألأجتماعي لبعض ألدول لنكتشف ألحقائق:1- ألجزائر.لايوجد في ألجزائر مذاهب متعددة ؛بل أن جميع ألجزائرين يتبعون مذهب ألسنة وألجماعة ؛ولكن ألجماعات ألأرهابية ألأسلامية تقتل منذ 1991ألى يومنا فأين ألطوائف وألمذاهب ؟!!.2-مصر .ألدماء ألتي تسيل على أرضها تعود لمواطنين يتبعون تقريبا مذهبا واحدا 3- ليبيا .ألفوضى ألسائدة وتخريب ألبلد ومؤوسسات ألدولة لاعلاقة له بالمذاهب ؛فجميعهم تقريبا ينتمون لمذهب واحد؛وينطبق هذا ألوضع على ألدول ألأسلامية غير ألعربية مثل أفعانستان وباكستان وغيرها ؛ولوتوجهنا الى خارج ألعالم ألأسلامي ؛نلاحظ نفس ألممارسات ؛كما حصل في روندا وأورندي بين قبائل ألهوتو وتوستي في أفريقيا ؛حيث أريقت دماء مئات ألألوف على أسس عرقية ودينية على ألسطح ولكن ألحقيقة أن هذه ألمجازر كان سببها ألجهل وألتربية ألأجتماعية ألخاطئة أو كما يحصل ألآن في ميانيمار.لكن ألتربية ألصحيحة ألقائمة على تحصين ألفرد من هذه ألتصرفات ألحيوانية نشاهدها في عموم ألدول ألغربية وعدد من دول ألعالم ألأخرى مثل ألهند أو ألصين ألتي يتشكل سكانها من عشرات ألملل وألنحل ولكنها تعيش بسلام ووئام.
ألنبي {ص} قال ألطفل يولد على ألفطرة وأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يصبائنه؛أي بمعنى أن روح ألكراهية ألتي يتربى عليها ألفرد ليست مخلوقة فيه ولكنها نتيجة للتربية في ألبيت أوألمجتمع ألخاطئة ؛وهي لاتختلف عن ألتربية ألتي ينشأ عليها ألفرد في أية بقعة من بقاع ألعالم فهي ليست وراثية بل مكتسبة وهي تشبه ألأدمان على ألخمرة أو ألمخدرات أو تدخين ألسكاير تنشأ وتتطور من خلال ألأصدقاء والمحيط ألذي يعيش فية فتصبح ملازمة له في حياته وجزأ لايتجزء من كيانه وشخصيته  ؛ثم تتحول بمرور ألزمن ألى دين وعقيدة يتعبد بها على أنها دين يدان به!!.ولتقريب ألمعنى ؛لوأفترضنا أن صديقين؛ أحدهما غربي وألأخر شرقي ؛زار ألغربي صديقه ألشرقي في بيته ؛فقدم ألشرقي زوجاته ألأربعة ألى صديقه{سامية ومنال..ألخ}سيصاب ألغربي بالدهشة لأنه لم يتربى على هذا ألنوع من ألسلوك وربما يستنكره في عقله؛وعندما يرد ألشرقي ألزيارة ألى ألغربي؛يقدم ألغربي أبنته وصديقها وهما يتبالان ألقبل بينما والدها  يقدم لهم ألشراب ؛تصور بماذا يفكر ألشرقي ؛أول شيئ يرد ألى ذهنه أن هذا ألمنظر يتعارض مع عرفه وتربيته ؛وليس مستنكرا فحسب بل يستحق ألعقاب!!.هذا تماما مايحصل في عالمنا ألأسلامي فمن يقوم بقطع ألرؤوس وألتفجيرات ألأنتحارية ؛لم يكن بدوافع دينية محضة بل لأسباب تربوية خاطئة تعليمية وأجتماعية ؛ومن خلال دراسة ميدانية ؛سنجد أن معظم هؤلاء لم يمارس ألعبادات ألدينية ؛  ولكن بتأثير مباشر من علماء ألدين وألعرف ألأجتماعي ؛يتحولون ألى قنابل موقوته وأنك لاتجد في صفوف هؤلاء من حصل على تعليم وتربية صحيحة ؛فتفجير نفسه في أوساط ألناس ليس لأسباب دينية بل لفشله في ألحياة وعدم حصوله على ألتربية ألصحيحة ؛أشبه بأنفجار أطارات ألسيارة فهي لاتنفجر من تلقاء نفسها بل بسبب عوامل خارجية أما لكثرة ألأستعمال  أو بسبب وجود مواد كالمسامير أو ألزجاج في ألطرقات ؛وألدليل أن معظم ألمشردين في مختلف دول ألعالم وخاصة ألصغار منهم ألذين يقومون بأعمال مدانة كالسرقة او ألأدمان على ألمخدرات أوألبغاء ؛عندما تتبناهم ألمدارس ألأصلاحية أو ألعوائل وخاصة في ألدول ألغربية وغيرها؛ يتحولون بعد فترة من ألزمن ألى أفراد نافعين وناجحين في ألمجتعات ألتي تبنتهم ووفرت لهم ألتربية والتعليم ألصحيحين؛وهذا هو سر تخلفنا عن بقية دول ألعالم ؛فالطائفية مرض مجتمعي وتربوي وليس عقدي أوديني؟!!.وألدليل على ذلك تبني غير ألمتدينين والعلمانيين في وقتنا ألحاضر ؛ ألفكر ألطائفي ؛رغم أنهم لايمارسون ألطقوس ألدينية لأن التربية ألطائفية نشأت بفعل ألتربية ألأجتماعية ؛حالها حال زيارة ألمراقد ألدينية لكافة ألأديان فالهندوس يموت منهم ألمئات بالتدافع أثناء زياراتهم لمراقدهم ألدينية أو يموتون غرقا في نهر ألسند للتبرك وغسل ألذنوب وهذا ماتفعله ألطوائف ألأسلامية ؛حيث يموت ألكثير أثناء توجههم لزيارة ألمراقد ألدينية ألمقدسة لديهم.ألتربية ألأجتماعية وألدينية ألخاطئة تجعل أتباع ألمذاهب ألأسلامية  يمتنعون  عن دخول  ألكنائس أو ألمعابد للأديان ألوضعية بحجة ألتأثير على دينهم ؛بينما تقوم ألدول ألأوربية بتعليم أبنائها على ألأحتكاك بزملائهم من ألأقليات ؛وينظمون زيارات ألى ألمساجد وأماكن ألعبادة للأديان ألأخرى للقضاء على روح ألتوجس بين ألطلاب؛ وزرع روح ألألفة بين مكونات ألشعوب ؛  ؛وحتى ألمسلمون في ألدول ألأوربية وعلى ألرغم من وجودهم لعشرات ألسنين ؛لايدخول ألى جوامع بعضهم ألبعض ألأخر لأسباب مذهبية ألا مارحم ربك وهم بعدد أصابع اليد!!فالمسألة تربوية وتعليمية بأمتياز ومن يثبت عكس ذلك عليه أن يأتي بالحجة وألدليل وليس بالشعارات ألفارغة.

أحدث المقالات

أحدث المقالات