18 ديسمبر، 2024 8:52 م

هل ألاقاليم هي الحل للواقع العراقي الراهن ” ألانبار مثالا ” ؟

هل ألاقاليم هي الحل للواقع العراقي الراهن ” ألانبار مثالا ” ؟

نتيجة تفاقم ألازمات العراقية المتلاحقة لاسيما بعد ألاحتجاجات المفتعلة في المنطقة الغربية والتي خرجت عن طورها وطبيعتها المطلبية الوطنية بخطاب يوم الجمعة 22|2| 2013 في ألانبار والذي يحتاج من الوطنيين في المنطقة الغربية أن يعلنوا براءتهم منه لما فيه من أسفاف وشطط يختزن سلوكا فاشلا كان وراء ماوصل اليه العراق من أحتلال وأنهيار للدولة وتفكك مؤسساتها مع ضياع قيم المنظومة ألاجتماعية العراقية , مثلما فيه وفي أمثاله من الذين ظهروا على سطح ألاحداث المرافقة لتظاهرات ألانبار وكانوا يشكلون صدى لحواضن ألارهاب التكفيري في المنطقة الغربية والتي أصبحت جزء من مشكلة المنطقة الغربية خصوصا بعد تصاعد الحدث السوري المثخن بجراح ألارهاب التكفيري الذي لم يتحمل وطأته حتى الذين خططوا للحدث السوري وراهنوا عليه وأمريكا في مقدمتهم ؟
ونتيجة لآرتباك المشهد في المنطقة الغربية الذي تظافرت عوامل كثيرة ومعقدة لصناعته يقف في مقدمتها ” ألارهاب التكفيري ” الممثل بما يسمى ” دولة العراق ألاسلامية ” وهي دولة أفتراضية ” للذباحة ” وقاطعي رؤوس الناس وناهبي ممتلكاتهم , ومغتصبي فتياتهم , وناشري ثقافة الكراهية والتكفير , وهي أساليب مارسها خوارج هذه ألامة في مراحل متقدمة من التاريخ الذي شهد ظهور الشرذمة ألاموية التي أتخذت من ألاسلام غطاء لآهوائها التي نزغ فيها الشيطان .
واليوم عندما يقترح البعض علاج الوضع المتأزم في المنطقة الغربية بأقامة أقليم لهم معتقدا أن ذلك هو الحل ألافضل وألانسب , ورغم مافي هذا التوجه من أخلاص للخروج من ألازمة , علما بأن بعض أعضاء مجلس محافظة ألانبار قد دعوا الى ذلك قبل حدوث التظاهرات ألاحتجاجية المفتعلة , وسأضل أقول مفتعلة ليس لآن قناة الجزيرة والعربية والشرقية والمستقلة الوهابية تروج لها , ولكن ماظهر فيها وطفح للعلن , وما صار يعرفه ألانباريون الوطنيون من أسماء مشخصة ومعروفة بالتكفير وألارتباط بأدوات اللعبة الدولية لتقسيم المنطقة ومنها العراق , كل ذلك هو معين لاينضب للمعلومات التي لايزهد بها من هو حريص على العراق ومستقبله .
ألا أن أصحاب هذا التوجه عرفوا شيئا وغابت عنهم أشياء كثيرة ؟ ومن ألاشياء التي غابت عنهم يمكن أيجازها على الشكل ألاتي :-
نتيجة تفشي الخلايا ألارهابية في المنطقة الغربية لم يعد للقوى ألاخرى من قدرة على دفع هذه الخلايا التكفيرية دون العمل مع الحكومة المركزية الفدرالية .
 أن ثقافة ألاقاليم لم تتهيأ لها فرصة مناسبة لبنائها نتيجة المحاصصة وعدم وضع ألانسان المناسب في المكان المناسب  لذلك صعد في عضوية مجالس المحافظات من هم غير مؤهلين لآدارة العملية الديمقراطية الفدرالية التي تكون مهيئة لآقامة ألاقليم , لذلك فأن الذهاب المتسرع لآقامة ألاقاليم في أي جزء من العراق هو ذهاب للتقسيم الذي تنتظره أسرائيل بفارغ الصبر ؟
 أن وجود بعض دول الجوار وبعض المحيط العربي المناهض لوحدة العراق وأستقراره سيجدون الفرصة المناسبة لتحقيق ضرب وحدة العراق وسيجعلون من ألاقاليم وسيلة للتقسيم كما يجري من محاولات مكشوفة في أقليم كردستان العراق ؟
أن وجود حواضن دينية متصارعة بعضها يعيش في أحضان الدول الراعية للارهاب سيجعل من قيام ألاقاليم فرصة لتحقيق ماعجزوا عن تحقيقة في الكيان الموحد للعراق .
عدم وجود قانون للاحزاب وعدم ضبط التمويل المالي لها سيجعل من ألاحزاب المرتبطة بالتمويل ألاجنبي خاضعة لآجندات الدول التي تمولها مما يجعلها وسيلة طيعة للانقسام والعمل ضد وحدة العراق .
لهذه ألاسباب جميعا ليس من الحكمة ولا من المناسب الدعوة لآقامة ألاقاليم قبل أن يتم بناء ألانسان العراقي والمؤسسات العراقية على أسس سليمة تستوعب الديمقراطية وتتفهم الفدرالية وما تعنيه ألاقاليم في المفهوم الحديث للدولة المدنية المتطورة .
لذلك علينا أن نبذل جهدا لتصحيح أخطاء الحكومة ومؤسسات الدولة , وأن لانقفز على سنة التغيير ونذهب الى خطوة غير مدروسة , وعندئذ لاينفع الندم ؟
رئيس مركز الدراسات وألابحاث الوطنية
[email protected]