23 ديسمبر، 2024 9:07 ص

هل أفَلَ نجم الطرشان .. وبدأ سطوع نجم الخرسان !؟

هل أفَلَ نجم الطرشان .. وبدأ سطوع نجم الخرسان !؟

يبدو أن المشهد السياسي والعملية الجراحية الديمقراطية المعقدة في العراق , التي أنجبت لنا مولوداً مشوهاً , على أثر التلاقح الذي نتج عن طريق زواج المتعة التقليدي بين أبناء العم سام وأخوال بني ساسان , منذ ولادته عام 2003 وحتى الآن .. أي بعد مرور ما يقرب من ثلاثة عشر عاماً … مازال يحبو باتجاه الديمقراطية المزعومة !؟, فبعد جهد جهيد واجراء كافة التجارب والفحوصات المختبرية على هذا الوليد الجديد  , تبين أن المحروس ولد كسيحاً , ومازال يرقد في غرفة الانعاش , ولن ولم يقوى على المشي خطوة واحدة إلى الأمام أبداً , حتى لو بلغ سن الرشد , بل الأدهى من ذلك اكتشف الراسخون في اللطم مؤخراً وبعد طول انتظار على كل هذه السنوات العجاف , عندما خرجوا عن بكرة أمهم وأبيهم في جميع أرجاء العراق , بأن هذا الطفل ذو الثلاثة عشر ربيعاً ليس كسيحاً ومصاب بعمى الألوان وجبان ورعديد فقط , بل تبين أنه مصاب  بالصمم , ولم يسمع نداءات واستغاثة هذا الشعب المنكوب طيلة هذه الفترة السابقة , ولم يسمع صرخات وصيحات الشعب الأخيرة التي انطلقت منذ ثلاثة أشهر تقريباً , ولهذا السبب لم يستجيب ولم يحقق لهم أي مطلب من مطالبهم المشروعة والمدعومة والمؤيدة من المرجعية الرشيدة !؟.
من هنا بدأ الأبوبين الجديدين غير الشرعيين , وهذه المرة والعهدة على الراوي بمباركة ثلاثية  مشتركة ( مرجعية – خليجية – أمريكية  ) , كما بدأ يُسرب ويذاع ويشاع في الأوساط الداخلية والخارجية , وبعد التوكل على الله تمخض الزواج الكاثوليكي وزواج المتعة والمسيار عن انجاب مولود ديمقراطي تكنوقراطي مُحسّنْ جديد معافى مشافى … يمشي ويرى ويسمع , لكنه  للأسف حتى الآن يبدو أنه أخرس , وكل ما عرف عنه أنه كان يعمل مراسل وساعي بريد بين الحاكم المدني بول بريمر والمرجع السستاني بين عامي 2003 – 2004, ولم نسمع للرجل تصريح واحد , ولم نشاهد له لقاء متلفز واحد أيضاً حتى يومنا هذا  !؟.
 لكن .. بالرغم من التفاؤل المشوب بالحذر والشك والريبة واللغط والممانعة والمماتعة , والشبهات وعلامات الاستفهام التي بدات تحوم حول مولودنا التكنو- ديمقراطي الجديد الأخرس  … هل سيكون هذا الرجل بمثابة الحل الوسط ورجل المرحلة الجديد المدعوم كما أشرنا مرجعياً وشعبياً وأمريكياً وخليجياً … ومنبوذ ومرفوض إيرانياً وميليشياوياً !؟؟؟.
للتذكير فقط .. كنا قد كتبنا  في مقال سابق , بأن عام 2016 سيكون عام بلا عمائم بيضاء أو سوداء !, أي عام الدولة المدنية !, وليس الدينية – الطائفية , وها قد بدأت تتشكل ملامح هذه الدولة , وبدأ العد التنازلي لذلك , ويبدو أن هذه الحقبة قد بدأت بتجربة وتدشين وتصدير الوجبة الثالثة من رجالات وبيادق الاحتلال ( القدماء – الجدد ) . لقطع الطريق على الشعب العراقي ولكل من تسول له نفسه بأن التغير سيخرج من رحم الشعب الذي تمخضت ديمقراطيته العتيدة فانجبت له كل أشكال الموبقات والخراب والدمار والقتل والنزوح والتهجير وحكام مجرمين قتلة ولصوص وأفاقين ومزورين , وحكومة ميليشيات لاتعد ولا تحصى , ودولة عصابات واستهتار وقحة عاهرة داعرة تذهب مع من يمدها بالسلاح ويوفر لها الغطاء والبقاء فترة أطول في سدة النهب والسلب .
ولهذا سيتم الضحك على الذقون باسم الديمقراطية والتغيير نحو الأفضل , وكذلك من خلال شغله بهذه وغيرها من التسريبات والتمويهات والطلاسم الخرسانية , وملهاة ومسلسلات قديمة – جديدة تزعمها من قبل اللص بهاء الأعرجي  كل يوم خميس على قناة البغدادية , وتتزعمها حالياً ما يسمى بـ ” هيئة النزاهة ولجنة النزاهة البرلمانية ” … تحت مسميات حديثة ومبتكرة ..كـما هي ” قوائم اللصوص والحرامية ” , وصدور مذكرات اعتقال وأحكام بالسجن المُعبد بالمليارات ؟, والاستقدام والاستحمام والاستجمام على شواطئ أوربا , ناهيك عن المكفل والهارب وذو الجنسيتين … ألخ . وسيستمر مسلسل الدراما العراقي الجديد المشابه للمسلسلات  التركية والبرازيلية حتى نهاية العام الحالي وبداية العام القادم على قناة البغدادية وأختها الفيحاء التي يبدو أنها بدأت تفكر بصوت عالي .. فسبحان مغير الأحوال !, حتى أن تطبخ وتتم عملية التغيير وتبادل الأدوار بين اللاعبيين الرئيسيين وعبيدهم المطيعين .
أخيراً … وبدون الدخول بالتفاصيل والخوض في التصريحات الداعمة والمؤيدة وكذلك المنددة باعداد وتقديم … السيد ” عماد ضياء الخرسان ”  ليكون رجل المرحلة الحرجة والمخاض الثالث الذي يبدو أنه سيكون الأصعب والأعسر في مسلسل التجارب المختبرية على هذا الشعب المغلوب على أمره منذ عام 2003 , ذلك لأن من كانوا يحلمون أن يقتربوا من الحدود العراقية أو يتغلغلوا في الأهوار العراقية في ثمانينات القرن الماضي , من أولئك الذين جاءوا خلف غبار الدبابات والهمرات , وتسيدوا على العراق وشعبه ردحاً من الزمن , ليحرقوا الحرث والنسل , بدأوا الآن يرفعون أصواتهم في حضرة أسيادهم وأولياء نعمتهم , بل ويهددون ويتوعدون ويعترفون بأن أيديهم التي كانت بالأمس القريب فارغة …!؟, أصبحت الآن مملوءة بالمليارات والسلاح ومسنودة بفيتو ودعم وتأيد الدب الروسي , وأنهم لن ولم يقفوا مكتوفي الأيدي إذا جد الجد , أو حاولت سيدتهم أمريكا المساس بامبراطوريتهم التي شيدهوا على جماجم وأموال العراقيين ووحدة التراب العراقي .
نرجوا أن نكون مخطئين فيما ذهبنا إليه , وجميع الطرشان والخرسان على الطريق الصحيح , وأن هذه القراءة وهذا تحليل … لما بعد حقبة حيدر العبادي وحاشيته , وحقبة وحاشية من سبقه , ومن سبقوهم , والتغيير المرتقب والآتي لا محالة بعدهم , سيصب في صالح الوطن والشعب المنكوب .
وأن غداً لناظره بات قريب جداً … وسنرى لمن ستكون الغلبة , ولمن سيكون القول الفصل .. للشعب العراقي الأبي .. أم لأمريكا وحلفائها الجديد … أم لإيران ولميليشياتها الإجرامية بزعامة وقيادة نوري المالكي وهويدي العامري وأبو مهدي المهلوس ومن لف لفهم … !؟؟؟