الدور والنفوذ الايراني في العراق والتسابق بين الجناحين والقادة والمسٶولين الايرانيين من أجل توظيف ذلك في الصراع الدائر بينهما، جعل من هذا البلد وللأسف البالغ وبسبب من حالة التراخي وعدم الشعور بالمسٶولية في المواقع الحساسة في الحکومة العراقية، مجرد ورقة يتم التلاعب بها وإستخدامها من أجل حسم الصراع الدائر بين جناحي النظام الايراني.
الصفقات المشبوهة التي تم عقدها من خلال الزيارتين المشبوهتين لکل من وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف والرئيس الايراني حسن روحاني، والتي کانت کلها وبسبب من قوة دور وتأثير النفوذ الايراني على العراق، کانت کلها لصالح النظام الايراني وعلى حساب المصالح العليا للعراق والانکث من ذلك إن هذه الصفقات قد تمت في وقت تسعى فيه دول العالم للنأي بنفسها والابتعاد عن هذا النظام لأن أية صفقة معه ستعود بالخسارة على البلد الذي قام به.
الانباء الواردة من إيران، تٶکد بأن موقفي الرئيس الايراني روحاني ووزير خارجيته ظريف وبعد أن تزعزعا ولاسيما ظريف الذي مال الى تهميش واضح وتزايد الحديث عن إحتمال إقصائه وإستبداله الى الحد الذي قد تم طرح بديل له، لکن موقفيهما وبعد الزيارتين المشبوتين، قد برزا أکثر خصوصا وإن الزيارتين قد تمخضت عن نتائج کارثيـة مخزية تٶکد مدى تبعية وخضوع العراق للنفوذ الايراني وإنه قد صار مجرد ساحة لتصفية الحسابات مابين الجناحين، وهو أمر يبعث على القلق الى أبعد حد لأنه وفي حال زيارة مسٶول آخر من الجناح الآخر، فإنه سيجبر الحکومة العراقية على تقديم تنازلات أکبر وأکثر خزيا وعارا وشنارا بالنسبة للحکومة العراقية کي يتباهى بها أمام الجناح الآخر ويٶکد للشعب الايراني بأنه صاحب الدور والريادة في العراق، والمصيبة إن حکومة عادل عبدالمهدي الذي تصور البعض بأنها ستکون محايدة نوعا ما في سياساتها وتوجهاتها ولکن تلك الزيارتين أثبتتا العکس تماما.
النظام الايراني وبسبب من العقوبات الامريکية وکذلك بسبب من إفتضاح تورطه بالارهاب وإدراج وزارة مخابراته من قبل الاتحاد الاوربي في قائمة المنظمات الارهابية وبسبب النشاطات والفعاليات المختلفة للمقاومة الايرانية ضده في داخل وخارج إيران الى الحد الذي صار فيه الحديث عن طرح المقاومة الايرانية کبديل للنظام واردا أکثر من أي وقت مضى، فإنه صار منبوذا ومکروها الى درجة لم يعد بوسع النظام إخفائها بل يقوم بتبرير ذلك”کعادته المثيرة للسخرية والاستهزاء” بأن هناك مٶامرة أمريکية ـ صهيونية ضده، ولکن حکومة عبدالمهدي وبدلا من الانتباه لکل هذه الامور وأخذ الاحتياطات اللازمة والتصرف في ضوئها فإنها تتصرف وکأنها مجرد شعبة تابعة للنظام الايراني وهذا ماستدفع ثمنه الباهض وسيرى عادل عبدالمهدي ذلك بأم عينيه!