21 ديسمبر، 2024 2:25 م

هل أصبحنا في زجاجه بلا عنق؟

هل أصبحنا في زجاجه بلا عنق؟

ان وجود القيادات السياسية المستهلكة  التي لا حول لها ولا قوة أمام هذه الفوضى والفلتات  الأمني والفساد الإداري والمحاصصة  كلها  عوامل  ساعدت   ودفعت وشجعت  الكثير من المعنيين بالسلطة والقيادات السياسية  في جميع مرافق الدولة   بالانقضاض  على مقدرات الشعب العراقي وثرواته الوطنية   وتسخيرها  لمصالحهم الخاصة  متقاسمين ومتحاصصين  الوطن فيما بينهم كغنيمه حرب  وواقع حال بعد سقوط النظام الدكتاتوري الظالم  على أيدي قوات الاحتلال  الفاسدة التي كرست وشجعت على الفساد وأسقطت الدولة العراقية وفككتها  بطريقة انتقامية حاقدة و عجيبة   والكل يعرف ان قوات الاحتلال لم يكن إسقاط النظام الدكتاتوري وحده بل  إسقاط الدولة العراقية أيضا   الجميع  يشهد  على ان العراق  دولة مؤسسات بامتياز بمعزل  وما عمد إليه حاكم الاحتلال برايمر في حل مؤسسات الدولة السيادية والتشجيع   على نهبها وسلبها وحرقها و بمباركة  جيش الاحتلال بتشجيعهم الرعاع و اللصوص وخريجي السجون على تحقيق هدف تدمير الدولة ورغم هذا قسم برايمر البلاد والعباد إلى طوائف وأعراق ومذاهب وحارات وإقطاعيات وضياع ووو؟؟ ونصب أناس هواة في تعاطي السياسة لحكم العراق والعراقيين أصحاب التاريخ السياسي والوطني والحضاري أناس  تراهم متصارعين متقاتلين متناحرين على السلطة   بطريقه   فرخت لنا الإرهاب والتكفير  والفساد وسوء إدارة الدولة والتسلط على مقدرات العراقيين الذين توقعوا إن يجدوا خيرا على أيدهم فجاء العكس لينال من تطلعاتهم وأمالهم وطموحاتهم  وهم أي العراقيين في اشد حالات القلق والرعب على حاضرهم ومستقبلهم ومستقبل أبنائهم ووطنهم  إن مجمل هذه الأوضاع والمشاهد والأحداث التي   استعصت على القيادات السياسية الحاكمة  بالمطلق وفي مقدمتها  الحكومة والبرلمان  المشلول والعاجز عن ممارسة مهامه الوطنية والدستورية  أنتجت لنا كل هذه الفوضى   وهي  نتيجة حتمية لضعف أداء القيادات  ألقائمه على إدارة الدولة   وضعف الثقافة السياسية  وانعدامها  لدى العديد من أعضاء  هذه القيادات وأحزابها وكوادرها ان عدم وجود  قياده  قويه موحدة صاحبة قرار وطني تتميز  بمهنيتها ووطنيتها وتجربتها وحرصها على قيادة  العراق  ستتدهور  أحوالنا ونتعرض  لأبشع الصدمات والهزات الموجعة التي  لا تزول أثارها لعقود من الزمن والعراقيون اليوم   يشكون من تردي أوضاعهم  وتراجعها على مدار الساعة  و يظهر ان قيادات العراق ظلت طرقها في إنقاذ البلاد بسبب انشغالها في صراعات بعيده كل البعد عن بناء الدولة بكل مفاصلها  وعلى الجانب الاخر ينشط  الإرهاب والفساد وخراب البلد   ويتقدم وبحاله منظمه منهجيه  وبقدرة تفوق قدرات مؤسسات الدولة  التي تحتضر سريريا  علما ان هذه  الأوضاع أصبحت  تقلق الحليف الأمريكي الذي هو الأخر يشعر بفقدانه السيطرة وهو  وعاجز  إمام  ما يدور من إحداث وعاجز عن المشاركة في  إيجاد حلول نوعيه تنقذ العراق وتحفظ ماء وجه  واشنطن  وتنقذ أمريكا نفسها من  ورطتها في المنطقة برمته وليس العراق فقط  و العراق احد أهم الدول التي تخص حسابات واشنطن التي تحاول بنشاط وجديه العمل على أيجاد لغة وأرضية مشتركة تجمع عليها  القادة والسياسيين العراقيين وهنا أقول للعراقيين انتم أصحاب هذا الزمن العراقي الجديد عليكم انتزاعه لتأخذوا دوركم الوطني بإرادة وتصميم واقتدار لإنهاء الحيثيات التي وقعت عليكم منذ عقود حتى اللحظة   نعم علينا  إن ندرك ونؤمن ان  قدرنا كعراقيين نعيش في وطننا   عربا وأكراد وصابيئه  وتزكمان وشبك وازيديه و إسلام شيعه وسنه ومسحيين وهذا يستدعينا  ان نجعل من كل هذه الالون مصدر قوه لنا  ونعمل على تكريس  ثوابتنا الوطنية   ونصيغها دستوريا لترسيخ العقيدة  الوطنية لبناء دولة المواطنة ونرفض التغير في هذه العقيدة والتوحد الوطني والإنساني وان لا نقبل  بديل  عن هذه العقيدة الوطنية ا ان ما ينتظر العراقيين من تحديات  إحداث جسام  تتطلب منهم   مواجهتاها بحكمه وشجاعة وإيمان  واستعداد عالي  للانتصار عليها  بتحقيق العيش المشترك لجميع العراقيين و أن نكون واضحين في في سياستنا ونهجنا الوطني نابذين  للطائفية  والمذهبية والعنصرية وكسر اطر  المحاصصه وبناء دولة المواطنة المفعمة بالديمقراطية التي تحترم خيارات الشعب وإرادته ورغباته كونه صاحب القرار الأول والأخير