القيادة الناجحة منهج وعمل ومهارة، حيث لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون، فالقائد الناجح يتفاعل مع المتغيرات بشكل إيجابي، ويصبح أول الجوانب المؤثرة في الآخرين، لأن الإصلاح المطلوب يجب أن يكون في الإتجاه المطلوب، وله علاقة وثيقة بالوطن والمواطن، ولا علاقة لها بالشخوص والأحزاب.لكي يبرر القائد وجوده للعالم بالحل، والتغيير الجذري والجوهري، لا بد هنا من الإشارة، الى أن التغيير يجب أن يطال المؤسسة العسكرية، والقضائية، والهيئات المستقلة، والمؤسسات التي تدار بالوكالة، وإلا كيف هو الإصلاح الحقيقي؟ ثم إن الرجل الحكيم إذا أحدث ثغرة، في أي جانب من حكمه، تجده يقوم باللازم على وجه السرعة، لتجنب الترهل والتسيب في حكومته، التي تقود البلاد.كيف بالعراق وقد بح صوت مرجعيتها وشعبها، من كثرة المناشدات والمطالبات، فما كان منهما إلا أن يرفعا صوت المكنسة، وبالتحديد اليدوية! لأنه فرشاة من طراز خاص، يتم بها طرد النفايات السياسية، وما جلبته من جراثيم الإرهاب والفساد معاً، كما أنها ليست مكنسة سحرية، أو تتدخل الكهرباء في عملها، بل هي مكنسة واقعية ذات عمل ثاقب، يرتجى لها فعل التغيير، الذي لا بد منه في الوقت الراهن.قرأت حكمة في إحدى الصحف العراقية، تقول: (كيف يستطيع المرء أن يتحدث عن خدمة الأشباح، في الوقت الذي لا يعرف فيه، كيفية خدمة الناس) وحال الأمر ينطبق على حكومة التكنوقراط المزمع تشكيلها، لإنقاذ العراق من الوضع المزري، وإفتقاده لأبسط الخدمات، هل ينسى القادمون الجدد، ما عاناه العراقيون الأبرياء، وما بقي من الأشباح التي لم يأبه لها ساستنا المعاصرون، إنهم الطبقة الكادحة، والفقراء الذين يسكنون بيوت الصفيح؟ أم أنهم سيأخذون مدفأة وبطانية ليكسبوا تأييدهم ويشتروا صوتهم في قادم الأيام!إن من الخطأ الظن بالمرجعية الظنون، ونقول لها إنك سكتِ عن الخطب السياسية، ورضختِ للأمر الواقع، حاشاها ذلك، ولكن الأحزاب والكتل قالت قولتها، حين جلبت ما جلبت من الخراب والفوضى، خاصة بعد أن أصبحت مدعومة بأصوات النشاز، التي أشترتها من المال السحت، لتدافع عن الباطل، فيسقط بشباك خبثهم السذج، والموهومون من البسطاء، وينجروا نحو الخطيئة، حينها ستكون لهم قاعدة كبيرة، قد تأخذ البلد الى ما لا يحمد عقباه، لا سامح الله.ختاماً: إن كنا نروج لأعدائنا، بأنهم قدموا للعراق بغية نشر نظرية الفوضى الخلاقة، فأننا ساعدناهم بنشرها بالإتجاه الذي يرغبون به، فالعملية السياسية تسير من سيء الى أسوأ الى الأكثر سوءاً، فهل أشباح التكنوقراط سيقدمون الخدمات للناس بلا مقابل يذكر، وهل سيكونون بعيدين عن المحاصصة في حقيقتهم، هذا ما ستثبته قوادم الأيام، فلا نتحمل أن يراد لنواعق الفساد أن يصدقها الشعب، على أنهم ثوار من الدرجة الأولى!