23 ديسمبر، 2024 8:30 ص

هل أباحية الغناء والرقص أسطورة ” صباح مثالا “

هل أباحية الغناء والرقص أسطورة ” صباح مثالا “

غيضن من عبراتهن وقلن لي .. ماذا جنيت من الهوى وجنينا كانت العرب تسمي المغنية ” جارية ” و ” قينة ” ولم تسمها أسطورة على عادة أهل الهوىاليوم  : المكابرة والركض وراء السراب وألآستسلام لجموح الخيال بعيدا عن حقائق الفيزياء التي أصبحت تقود العالم لآنها تنتمي لروح العلوم الكونية التي عرف ألآنسان منها شيئا قليلا وغابت عنه أشياء كثيرة حتى أذا فتحت له أبواب الموت عرف الحقيقة التي لاينفع من أنكرها الندم ” وأعبد ربك حتى يأتيك اليقين ” والغناء والرقص ملهاة تنسي أصحابها حقائق الموت والحياة فيظلون سادرين في أهوائهم التي يسمونها ” عشقا ” والعشق الحقيقي هو لخالق ومبدع السماوات وألارض ” ويسمونها ” غراما وهياما ” والهيام الحقيقي هو السياحة في ربوع جماليات الخلق وأبداع المخلوقات على نسق من التكامل والتواصل لتشكل لحنا نقيا بريئا دونه ألحان أهل الهوى والفسوق , قال الشاعر :-

منطق صائب  وتلحن  أحيانا .. وخير الكلام ماكان لحنا

فالهيام الحقيقي هو أن يصبح ألآنسان حليف الحب الحقيقي لله تعالى , قال ألآمام علي “ع” :-

الهي حليف الحب في الليل  ساهر .. يناجي ويدعو والمغفل يهجع

الهي وهذا الخلق مابين نائم .. ومنتبه في ليله يتضرع

والمغفل من الناس كثير , وعلى رأس أسباب الغفلة هو ألآستسلام للهوى والغرام والعشق الذي يضيع حقائق الكون الجميل ليضيع في تيه صحراء الجسد المودع سريعا لنضارة المنظر الذي لايدوم حيث يعلوه الهرم وتذبله ألآيام كما تذبل وتصفر أوراق الخريف فتتضاءل قواه حتى لايستطيع قضاء حاجاته الفسلجية , قال الشاعر عن الهرم والشيخوخة  :-

أصبحت لاأحمل السلاح ولا .. أمسك راس البعير أن نفرا 

وأخشى الذئب أن مررت به .. وحدي وأخشى الريح والمطرا

والغناء والرقص هو سلوك يجلب الغفلة  للنفس عن علاقتها بربها وخالقها , ونريد بالعلاقة هنا : المعرفة الحقة , لامجرد قول الله ربي , ولا مجرد القسم والحلف بالله , فتلك عادات تنتقل عبر ألآجيال دون الوعي بحقيقتها , والوعي بحقيقتها ينطلق من القلب , فكهربائية القلب التي تنطلق من نقطة وهمية يسميها الطب ” اي أس نود ”  ولا يعلم سرها سوى الله تعالى , وعندما   يمتلئ قلب ألآنسان بحب الله تعالى لايعود يشاركه بعد ذلك أحد من الناس , ألآ من يدخل من نفس تلك المداخل الشرعية كالزواج , فالزوجة  وألابناء وألآقارب وألآصدقاء لهم منازل ودرجات من الحب والمودة تكبر وتصغر حسب علاقتها وقربها وبعدها من الله تعالى” وجعلنا بينكم مودة ورحمة ”  , والغناء والرقص مشروع لهدم الحب الحقيقي وليس لبنائه بدليل أننا نجد أغلب المغنيات والراقصات يستبدلن ألآزواج ويغيرنهن كما يغيرن فساتينهن , وصباح ” جانيت فغالي ” التي يسميها بعض ألآعلام بألآسطورة على عادته في تزييف الحقائق , فألآسطورة مصطلح وضع للحالات المدهشة للعقول والتي نادرا ماتتكرر , والغناء والرقص حالة عاطفية شهوانية لادخل للعقل فيها لآنها ليست فنا حقيقيا , فالفن هو ” فكر + تجربة ” والغناء يتكون من ترجيع الصوت , والصوت يتكون من : الحبال الصوتية , ولسان المزمار واللسان وألاسنان والشفتان والغدد اللعابية , وهذه كلها صناعة ربانية , ودرجات الصوت القابل للآنشاد تبدأ من ” 7-12 ” ومن درجة صوته أقل من ” 7″ لايمكن أن يحولها للدرجة ” 9 ” أو ” 10 ” مثلا ولو قرأ فكر ألاولين وألاخرين , وحتى لو قضى عمره في التجربة والمران , نعم يمكن تحسين أداءه في النطق والتلفظ ولكن لايمكن تغيير درجة صوته ومقامها فهي بصمة ربانية  لذلك تبقى من مفردات ألآثير , وهذا معنى جمع ألآصوات وتمييزها والتعرف عليها وهو علم محفوظ في اللوح المكتوب , ومثلما كان الكلام للمخاطبة والتعارف بين الناس , فأنحرف بعض الناس عن وظيفته ألآساسية فتحولوا للغناء طيشا ولهوا ومكابرة , ولذلك أوصت ” صباح ” بأن يشيعوها بعد موتها بالدبكة والرقص الذي تسميه فرحا , وهنا ينطبق عليها المثل : من شب على شيئ شاب عليه ” ولعلم النفس رأي في ذلك لايخالف رأي الشرع من حيث التعليل ” كل مولود يولد على الفطرة , فأما أبواه فهم من يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه أو يسلمانه ” أي يصيرونه مسلما ” ومنهاج التربية يقول  ” التعلم في الصغر كالنقش في الحجر ”  والرقص كذلك ليس فنا , لآن الناس جميعا تستطيع الرقص , مثلما أن الحيوانات جميعا تستطيع السباحة ألآ ألآنسان حتى يتعلم السباحة لآن له عقل ومن هنا يتضح عدل الله في الخلق فلو لم يعط  للحيوانات القابلية على السباحة لهلكت أغلب الحيوانات , وجسم ألآنسان خلق من عظام ومفاصل وغضاريف وعضلات وأعصاب حتى يتمكن ألآنحناء والتسلق والمشي لقضاء حاجاته , أنحرف بعض الناس بهذه الوظيفة فرقصوا , فالرقص خال من الفكر في حقيقته ومايقال عن التجربة في رقص الباليه ورقصات أخرى لاتخرجه عن المعادلة التي ذكرناها ولا تقربه للفن لآنه مسبوق بوظيفة فسلجية وأستعداد فطري لذلك ترى الطفل أبن السنة أو السنتين حالما تصفق له يرقص على طريقته الخاصة ببراءة , وكلما قويت قواه العقلية تخف عنده هذا الظاهرة , أما الغناء الصاخب والرقص ألآباحي الماجن , فهو يستثير شهوانية الغرائز التي تدفع العقل جانبا حيث تظهر هستيرية الاشعور الذي أعتبره البعض مهزلة العقل البشري كما ذهب الى ذلك الدكتور علي الوردي الذي أقام منهجه على الاشعور وهو منهج خاطئ  , ناسيا أن ذلك ليس عقلا , وأن العقل الشعوري هو ألآساس ويجتمع مع هذا المنهج الاشعوري الخاطئ الشاعر محمد مهدي الجواهري الذي أوصى عند موته أن يكون للآناث نفس حصة الذكور مخالفا بذلك النص الشرعي لخطاب السماء مستسلما لحالة توهج لاشعوري أخذته عن جادة الحق الى مهاوي الريح ووسوسة الشيطان  , أن صباح ” جانيت أفغالي ” عاشت تحت تأثير العقل الاشعوري شأنها شأن الذين ضيعوا بوصلة العقل الواعي المسترشد بهدى السماء , أما ماينقل عن قيامها بمساعدة بعض المحتاجين وترديدها كلمات الرب فهذا لايمنع في سياق التحليل , فأن ضياع بوصلة الهدى الحقيقي لاتمنع من تعلق النفس بمرجعية الخلق والتكوين وأن كانت بصورة ضعيفة وهامشية وغير جادة , فالمرأة التي ظلت تتنقل في أحضان الرجال بأسم الزواج من أيام عائلة أل الصباح الكويتية الى أيام بعض الممثلين المصريين ولآنه لم يكن زواجا بميثاق العقل والرشد لذلك حالما سقط أمام عنفوان وغواية الجسد حتى أضطر صاحبته أن تتزوج من هم بأعمار أبناءها وأعمار أحفادها , وهؤلاء جميعا لم يقفوا الى جانبها عندما خانتها قواها الجسدية وأختفت بقية فتنتها الجسدية فأستسلمت نزيلة فندق لايطرد عنها وحشة , ولا يعوضها أخلاص المحبين  , ولايبعدها عن مساءلة البرزخ ” ومن وراءهم برزخ الى يوم يبعثون ” والذين يبالغون لها المديح بألآسطورة , والشحرورة لم يعلموا أنها مصطلحات محذورة على الذين يجدون كتابا منشورا لايغادر صغيرة ولا كبيرة ألآ أحصاها , أن لسان حال صباح وهي تغمض عينيها في فندق برازيليا في بيروت حيث يطبق الصمت كأنها تقول كما قال الشاعر عن النسوة الاتي قضين حياتهن وراء سراب لايصمد أمام الحقيقة عندما قلن بأسى :-

غيضن من عبراتهن وقلن لي .. ماذا جنيت من الهوى وجنينا ؟

أنه السؤال الذي يطارد الجميع لاسيما أهل الغواية ممن نصبت لهم مدرجات الخديعة والهرج وممن أشعلت لهم أضواء البهرجة والفتنة  فظنوا بها ونسوا غيرها حتى جاءتهم سكرة الموت ورفع الغطاء فبصرك اليوم حديد , والعبرة للجميع فهل من معتبر.