19 مايو، 2024 11:22 م
Search
Close this search box.

هلوسة

Facebook
Twitter
LinkedIn

ابو نؤاس مازال يجلس وحيدا على ضفة دجلة
منتظرا ان تنهض المدينة من رقادها الطويل
ويفتح عمو طوبيا باره القديم الذي اغلقته حضارة الهوامش
ابي كان يحلق لحيته كل صباح
لانه كان يريد ان يكون مشرقا كالفجر
فلماذا نطيل اللحى في الزمن الذي رمله الانترنيت وموبايلات الايفون
الشعراء يكتنزون قصائدهم تحت اسرتهم القديمة
لان ادميتنا المنقلبة طعنت الكلمة واستبدلت عقائدها
بالدولارات وسيارات الجسكارة والحشيشة
لاشئ يشبه اي شئ
فالخاسرين الوحيدين كان ابو نؤاس وعمو طوبيا
لانهما اشتركا بثورة الزنج
واحتسيا اخر نخب من عرق الزحلاوي
محتفلين بنجاح الثورة
الجماهير دائما غاضبة
لانهم ليسوا من السياسيين
في بلادنا التي تشبه مربع الكلمات المتقاطعة
والطرق المزدحمة بالسيطرات والحواجز الكونكريتية
واطفال القمامة والمتسولون وحشود الطبالين
واعضاء المجالس البلدية ومجلس النواب
ومجالس العزاء التي رسمنا خريطتها
عندما اصبح كيم ايل سونج رئيسا
وجين جان جونك وزيرا
بعد منتصف الليل
استيقظ ابو نؤاس من رقاده
وخرج الى الشوارع المعتمة
يبحث عن طوبيا 
الذي غادرالى بلاد العمة ميركل
قبل ان يطلقوا عليه الرصاص في البتاوين
لحية صديقي الشاعر  لاتشبه لحية هذا المتربص
في اخر الزقاق
لماذا لاتصدر الحكومات الملتحية
فرمانا بحلق اللحى وقتل الافاعي
التي تنام في حقولها
وقبل ان يحتل العفن
وجوهنا الكئيبة

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب