22 ديسمبر، 2024 7:26 م

كل يوم تقريبا تستفزني عشرات المشاهد التي تصادفني بطريقي وتستفز قلمي فأقرر الكتابة عنها فى مساء ذاك اليوم والاشارة اليها سواء كانت سلبا ام ايجابا ؟؟ ولكنني حينما استل قلمي لأسطر افكاري تبدأ الأفكار بالهروب من مخيلتي وتتساقط الواحدة تلو الاخرى بسبب الاحباط المزمن الذي يصيبني ويصيب المجتمع كله وبسبب عدم قدرتنا على تغيير الواقع المؤلم الذي نعيشه يوميا !! ولكننى اليوم قررت ان اكتب , لكني استطردت وفي مخي الف فكرة فمن اين ابدأ ؟؟أأبدأ بالكتابة عن احوال السياسة والسياسيين ؟؟؟ ومن من العراقيين لا يعرف  ادق التفاصيل في عالم الكذب والكذابين؟من منهم لا يعلم ان الوطن صار كعكة  عيد ميلاد حفنة من اللصوص وقطاع الطرق ؟؟ من منا يجهل النهب الممنهج لثروات البلد وكنوزه واثاره ولم يسلم حتى العقل العراقي من التشويش والعبث ؟؟هل اكتب عن ملايين المشردين النازحين بلا مأوى او الذين هجروا البلد الى الابد عابرين البحار والمحيطات بحثا عن ملجأ امن وكريم ؟؟ ام اكتب عن وطن علم البشرية الحضارة ثم صار يضرب به المثل في الفوضى والعشوائية والضياع؟؟اكتب عن ايتام الوطن الذين صاروا امة اوعن الارامل اللواتي اصبحن شعبا؟؟ اكتب عن الفقراء والمساكين الذين لا احد يهتم لامرهم وكانهم من كوكب ثاني , ام عن طوابير المعاقين والمشردين امام دوائر الرعاية الاجتماعية ؟؟ام اكتب عن مدن صارت الاسوأ بين مدن العالم من حيث الامان وسوء الخدمات وانهيار الدولة بكل مرافقها , ام عن شوارع منسية وبيوت مهدمه تحن لقاطنيها الذين هجروها ؟؟ اكتب عن منظومة قيم كانت بالامس القريب مضرب الامثال بين الشعوب واخلاق وتقاليد وقيم صارت في خبر كان ومن يحاول استلهامها فانه عابث مختل عقليا , ام عن تلك الجيرة الطيبة التي تركناها وصارت تراثا من الماضي ؟؟أأكتب عن التعليم الذي سجل تراجعا مخيفا بعد ان كان العراق في مقدمة البلدان تطورا بمنظومة التعليم بين دول العالم , ام عن مدارس وكليات بائسة معدومة الامكانيات تنتشر عشوائيا دون تخطيط  ولا تحتوي القدر الادنى من الامكانيات ولاتنافس حتى مدارس الغابات الافريقية الفقيرة ؟؟ فقد تجد اكثر من جامعة بنفس المحافظة وتحتوى نفس الكليات ولكنها بائسة لاتمتلك اى مقومات التاهيل العلمي والاعداد الاكاديمي السليم ولا تلبي سوى رغبة هذا الشخص او ذاك الحزب في أسوأ صور الفوضى والتخبط وكأنما ليس هناك دوائر للتخطيط لرسم سياسة التعليم على اسس علمية بل والادهى انك تجد شخصا واحدا يدير اكثر من جامعة وكانها مجزرة دواجن , أو محلات لصناعة زنود الست لا مؤوسسات علمية تعكس تقدم البلد وتطوره ؟؟ هل أكتب عن تخلف البلد في مجالات الاعمار والبناء وانشاء الطرق والجسور المدمرة , ام عن الفقر والبطالة والظلم الاجتماعي والرفاهية المفقودة ؟؟ هل اكتب عن التعيينات في مختلف دوائر الدولة التي صارت محاصصة بين البعض ’ فانت لن تتعين ولو تمتلك كل مواصفات التعيين المطلوبة ان لم يكن لديك ظهرا يسندك او ان تدفع المقسوم او تنتمي لاحد الاحزاب وان اردت ان تتبوأ منصبا فما عليك سوى دفع كم دفتر حتى ولو كنت منغوليا مصابا بعاهات وتشوهات الولادة كلها ؟؟ ماذا اكتب ويوميا يطلب مني البعض ان اتطرق لعشرات المواضيع التي تمس حاجات الناس الضرورية او مشاكلهم التي لا تنتهي طالما انك تعيش في هذه الموجات المتلاطمة من الاخطاء المشخصة التي صارت ازلية ؟؟ وحينما نكتب ناصحين لا نجد اذانا صاغية فذاك يزعل وذا يعاتب وبعضهم يتوعد ويهدد وانت بين نارين اما السكوت فيقتلك الالم والقهر على مصير البلد واما الاذعان للغة المحاباة مرات والتهديد مرات اخرى؟؟ هل نسكت ونحن نرى البلد يباع بالتقسيط وبصفقات فساد مكشوفه  للجميع ؟؟ هل نسكت عن المحاصصة المقيتة  والسرقات المنظمة للوطن ؟؟ ونصبح شهود زور او نكون شياطينا خرسا ؟؟ هل من ثورة ضد الفساد والظلم والقهر والطغيان والضياع ؟؟ هل من ينقذ البلد من الاسوأ؟؟هل سنكتب عن منتجات العطور ولوازم المكياج ونترك الكتابة عن مستقبل البلد؟؟ هل نكتب عن مشروعية اكل لحم الحمير ونغض النظرعن تطوير الانسان وتثقيفه وتنويره , مع احترامنا للحمير ولحمها؟؟؟