22 ديسمبر، 2024 8:50 م

ابو نؤاس مازال يجلس وحيدا على ضفة دجلة
منتظرا ان تنهض المدينة من رقادها الطويل
ويفتح عمو طوبيا باره القديم الذي اغلقته حضارة الهوامش
ابي كان يحلق لحيته كل صباح
لانه كان يريد ان يكون مشرقا كالفجر
فلماذا نطيل اللحى في الزمن الذي رمله الانترنيت وموبايلات الايفون
الشعراء يكتنزون قصائدهم تحت اسرتهم القديمة
لان ادميتنا المنقلبة طعنت الكلمة واستبدلت عقائدها
بالدولارات وسيارات الجسكارة والحشيشة
لاشئ يشبه اي شئ
فالخاسرين الوحيدين كان ابو نؤاس وعمو طوبيا
لانهما اشتركا بثورة الزنج
واحتسيا اخر نخب من عرق الزحلاوي
محتفلين بنجاح الثورة
الجماهير دائما غاضبة
لانهم ليسوا من السياسيين
في بلادنا التي تشبه مربع الكلمات المتقاطعة
والطرق المزدحمة بالسيطرات والحواجز الكونكريتية
واطفال القمامة والمتسولون وحشود الطبالين
واعضاء المجالس البلدية ومجلس النواب
ومجالس العزاء التي رسمنا خريطتها
عندما اصبح كيم ايل سونج رئيسا
وجين جان جونك وزيرا
بعد منتصف الليل
استيقظ ابو نؤاس من رقاده
وخرج الى الشوارع المعتمة
يبحث عن طوبيا 
الذي غادرالى بلاد العمة ميركل
قبل ان يطلقوا عليه الرصاص في البتاوين
لحية صديقي الشاعر  لاتشبه لحية هذا المتربص
في اخر الزقاق
لماذا لاتصدر الحكومات الملتحية
فرمانا بحلق اللحى وقتل الافاعي
التي تنام في حقولها
وقبل ان يحتل العفن
وجوهنا الكئيبة