23 ديسمبر، 2024 5:14 ص

” هلهولة ” لوزيرة الصحة .!

” هلهولة ” لوزيرة الصحة .!

يؤسفني وبخجل استخدامي لمفردةٍ باللهجة العامية في كتاباتي , واشير هنا بأنّي لم استخدم كلمة ” زغاريد ” التي غالباً ما يجري التعامل معها بصيغة الجمع , والأهمّ من ذلك فأنها مخصصة للأفراح والمسرّات , بينما ” الهلهولة ” لها خاصيّتين أحداهما للأستخفاف والأزدراء .!

منذ أنْ اصدر السيد العبادي ” منذ نحو عام ” قراراً بأقالة وزيرة الصحة د. عديلة حمود , ورفضت تنفيذه وتشبّثت ببقائها في كرسي الوزارة , مستندةً الى الحزب المنتمية له ” حزب الدعوة – تنظيم العراق ” , وشرعت إثر ذلك بنقل 6 مدراء عامين , كان أحدهم السيد ” جاسب لطيف الحجامي ” مدير عام صحّة الكرخ , الذي رفض تنفيذ أمر الوزيرة لثقته بكفاءته , حيث أحال تبعيّة دائرته الى مجلس محافظة بغداد بدلاً من وزارة الصحة , حتى انتقلت حمّى هذه العدوى الأدارية – السياسية الى كافة الدوائر الصحية والمستشفيات وفي كافة المحافظات , لتغدو مرجعيتها الأدارية والمالية الى مجالس محافظاتها .!

ومُذ ذلك الحين ” وما قبله وبعده ” حتى بلغت العلاقة بين المؤسسات الصحية وديوان الوزارة , الى درجةٍ من الألتهاب الأداري والتورّم السياسي , وارتقت ” سلباً ” او انحطّت الى مستوى تدخّل العشائر فيها , ومن معظم الأطراف .!

لا ارغب في الأسترسال المرّ بهذا الشأن , واختزل القول بأنّ بعض المستشفيات في جانب الكرخ على الأقل , وخصوصاً مستشفى اليرموك الذائعة الصيت , فأنّ الأطبّاء يشترون ” من اموالهم الخاصة ” اجهزةً طبيّة للحالات الطارئة لمعالجة المرضى , وأنّ أيّاً من الأجهزة المعطلة لا توجد بدائل عنها , ولا توجد كوادر فنية لتصليحها , وبلغت الأمور الى الحد الذي قيام الأطباء بشراء ” السرنجات ” بغية زرق الأبر للمرضى , كما أنّ المرضى يتوجّب عليهم شراء ” المغذّي ” من الصيدليات . ! , اجهزةُ تحليل الدم للسكّر وللأمور الأخرى معطّلة بالكامل والمطلق , وكذلك اجهزة طبية متنوعة اخرى , الأدوية شبه معدومة ,وهنالك فوضى ادارية وطبية في هذه المستشفيات , ومديريات وزارة الصحة , وخصوصاً في المقرّ العام .! , وهنالك أمورٌ وأمور في مستشفيات عديلة حمود تكادُ غير قابلةٍ للتصوّر , فبلغت الحال أنْ في بعض هذه المستشفيات , فكلّ أثنين من المرضى يتشاركان سريراً واحداً .! , وَ وصلت الحال الى حالٍ أسوأ بأنْ بادرنَ ” المعينات او الفرّاشات ” بشراء مواد التعقيم من جيوبهنّ الخاصة , في الوقت الذي جرى تنزيل رواتبهنّ من 300 , 000 دينار الى 100 , 000 دينار .!

هنالك قضاياً مقرفة ً أخرياتٍ في تلكُنَّ المستشفيات أأنف عن ذكرها ! وكذلك يأنف القرّاء من الإطلاع عليها , انها مقزّزة بالفعل .! , ومن العجب العجاب لهذا الفقر المدقع والمصطنع والمفتعل في معظم مستشفيات الكرخ , فأنّ دائرة صحّة الرصافة سدّدت ملياري دينار الى وزارة المالية عن أجور تذاكر دخول المرضى الى مستشفياتها لشهرٍ واحدٍ فقط.!! فما الفرق بين صَوبَي الكرخ والرصافة .! وهل أحداهما مستقلة بالأستفتاء والأنفصال .! , والأخرى محتلة .!

يقيناً أنّ ما يحصل في وزارة الصحة العراقية ومؤسساتها , لم ولن يحصل في المستشفيات الأهلية والحكومية في أدغال افريقيا .!

ويقيناً آخراً لو حدثَ فقدان ” سرنجة ” واحدة في مستشفيات اليابان , لأنتحرت الوزيرة او الوزير , كما لو حدث مثل ذلك في دول اوربا وامريكا , لأستقال الوزير من قبل إستقدام او استحضار ” سرنجة ” جديدة من الأسواق .!