23 ديسمبر، 2024 6:24 ص

هلسيارة مش عم تمشي

هلسيارة مش عم تمشي

بترول العراق يحترق بلاجدوى .
عجلات سيارته تدور في مكانها ولم تتحرك كبقية سيارات طرق الحضارة مترا واحدا الى الامام منذ عام 1921.
أطنان هائلة من النفط تم ضخها في خزان وقودها لكي تسير ، لكنها احترقت كلها و(البطناش) لايزال متواصلا .
لم يتمكن من تحريكها جميع السائقين الذين تناوبوا على مقودها رغم ادعاءهم الشطارة والمهارة والحذق والخبرة وووو.
توقف تاريخي تعاني منه لأنها ركبت الطريق الموحل ، وقد كانت تعرف هي وسائقيها وميكانيكييها وركابها أنها موجودة في هذا الطريق الذي تتساقط عليه كل الامطار الغزيرة التي لاتدع مجالا للحركة .
ألامطار تأتي من منخفضات غربية او شرقية حاملة معها غيوما سود ثقيلة تضمر في جوفها رعب بدائية الحياة وقسوة مناخها القديم ، ومع ذلك لم تستبدل السيارة هذا الطريق المشؤوم بطريق سواه ولافكرت في ذلك ابدا .
بترول العراق يحترق من اجل سيارة عاجزة ، ركابها مشتتون ، متناحرون ، متفرقون ، سواعدهم .. يستخدمونها لدفع بعضهم البعض ، ولضرب بعضهم البعض ، ولقتل بعضهم البعض ، ولكنهم يمتنعون عن استخدامها لدفع عجلتهم المتوقفة منذ قرن من اجل ان تغادر وحلها التاريخي المزمن .