23 ديسمبر، 2024 5:48 ص

العرب وشعوب أخرى يقرون الخميس يوما للفرح والسعادة وممارسة الطقوس الدينية والجنسية، ويهملون بقية الأيام، ولعل الخميس وهو باب الدخول ليوم الجمعة يجعله يوما مميزا في التقويم الزماني حيث تختلط العادات والتقاليد والطقوس، وتتصل ببعضها. وعادة الناس في بلدان عربية أنهم يمارسون الجنس ليلة الخميس على الجمعة، وينشط كثر في توزيع مقاطع فديو إباحية مع موسيقى وأغنية تتكون من كلمتين (هلا بالخميس) والهلا هنا لاتتعلق فقط بممارسة الجنس كمعاشرة زوجية كما هو معتاد، بل يتعداه الى السهرات الصاخبة والحمراء، وجلب النساء وبنات الهوى من الملاه الليلية، والى الشقق الخاصة، في حين تبدو نساء مبهرات وعاريات يؤدين حركات مثيرة في تلك المقاطع مع صوت الموسيقى والغناء.

في الآونة الأخيرة نشط الناس في إرسال تلك المقاطع الموشحة بعبارة (هلا بالخميس) المغناة، مع مايصاحبها من كلمات ونكات وضحكات وعبارات كلامية تشرح معان مثيرة، وملامسة للذوق العربي المعروف بجنسيته العالية، والموغلة في التأثير الوجداني خاصة وإن العرب أمة جنسية كبقية الأمم، لكنها تتميز بفحولتها العالية، وسخونة المشاعر في بيئة صاخبة ومليئة بالسحر والشعر والغناء والدين والفقه الذي يتجاوز المعقول في التشريع والتطبيع في قضايا الجنس، والمعاشرة بين الرجال والنساء، والحرام والحلال.

تدخل السياسة وقضايا الإقتصاد والقمع والدكتاتورية كجزء من معادلة الحياة المملة والمكروهة في البلدان العربية التي تعاني الفشل والتراجع في مواجهة الكيان الصهيوني والغرب، فدولة صغيرة مثل قطر تشتري مئات من الطائرات المقاتلة من فرنسا وبريطانيا وأمريكا وروسيا، ومعها سفن حربية وفرقاطات وعجلات مدرعة وألبسة وتجهيزات للجنود وطائرات نقل وأسلحة خفيفة وثقيلة ومدافع ودبابات لاتكاد تكفيها كل مساحة قطر لإستيعابها، ومثلها تفعل البحرين والكويت والسعودية والإمارات وهي الدول التي وصلت الى حد القناعة بأن القضية الفلسطينية لم تعد تعني لها شيئا، ولاتمثل رقما في سلم الأولويات، وصار المثقفون والكتاب ورجال الدين يتجاهلون العنف الذي يمارسه الصهاينة مع الفلسطينيين، وعمليات القتل المنظم والتهجير تدمير المنازل وطرد الناس من بيوتهم، ويبدو أن العقل والمزاج الخليجي أقر نهاية تلك القضية، والمضي بمشروع سياسي يؤدي في النهاية الى وأد تلك القضية، وترك الشعب الفلسطيني لوحده بإستثناء تظاهرات هنا وهناك، وبيانات تنديد وشجب وإستنكار، ومؤتمرات لاتقدم الكثير.

البلاد العربية الأخرى غير النفطية، أو التي تعتمد موارد متعددة، وتلك الملاصقة لإسرائيل تعيش أجواء مشابهة لمايعيشه الخليجيون حكاما ومحكومين. والفرق إن أهل الخليج يعيشون في بحبوحة، بينما نظراؤهم يعيشون أياما منحوسة بسبب السياسات الخاطئة والثورات الفاشلة، وظهور حركات دينية راديكالية ومتطرفة وتنظيمات تكفيرية عنيفة نشرت الرعب والدمار، وهي تنظيمات تحلل وتحرم على هواها، فالخمر حرام، ولكن النساء حلال في حلال، وهناك آلاف الطرق لتمرير مسائل التشريع الذي يبيح للناس ممارسة الجنس مع من يشتهون وفقا لتخريجات فقهية تعتمد عنوانا واحدا هو (هلا بالخميس)..