تبدأ السنة الشمسية في 21 أذار/ مارس، من كل عام، ويعتبر هذا اليوم عيداً رسمياً عند كثيرٍ من الشعوب والأُمم، يسمى (عيد نوروز أي عيد الربيع)، يتزاورون ويهنئ بعضهم بعضاً، يقيمون الحفلات والولائم، ويؤدون بعض الطقوس الدينية والإجتماعية، ولكل أُمة نُسكاً وعبادة.
يكون هذا اليوم، هو آذانٌ بدخول فصل الربيع، الغني عن الوصف، فصل عذوبة الهواء ونسيمه، موسم إخضرار الزرع وتفتح الأزهار، وزقزقة العصافير، وإنتعاش الحياة، بعد فصل الشتاء ذو البرد القارص المميت، حيث يعمُ التفاؤل، وتتسع الأُمنيات بحياة أفضل وأمل مشرق.
في المقابل وجدت السنة القمرية، وهي السنة التي تعتمد في حسابها 12 شهر أيضاً، ولكن بإحتساب مدة دوران القمر حول الأرض، في 29يوم أو30يوم، يبدأ شهرها ببزوغِ هلاله؛ أعتمدت كثير من الأُمم والشعوب على التقويم القمري، ومنها القبائل العربية، قبل الإسلام وبعده.
مثلما جُعل لأشهر السنة الشمسية أسماءً، تُطابقُ الصفات العامة الطبيعية للشهر، جَعلَ العربُ أسماءً لأشهر السنة القمرية أيضاً، تطابق صفاتها بحسابات النجوم والأبراج، ولذلك كان لكل شهرٍ سبباً لتسميته، منها (ذو القعدة) أي لقعودهم عن الحرب فيه، و(ذو الحجة) لأدائهم مناسك الحج، ومنها (محرم) لحُرمة القتال فيه، و(صَفَر) لأصفرار الوجوه فيه، من كثرة الأوبئة والمجاعات، وهلاك الجماعات، بالموت أو القتل، ولذلك فإن العرب – كانوا وما زالوا – يتشائمون من هذا الشهر.
هنا تتبادر عدة أسئلة مهمة جداً، هي مجال البحث في هذا المقال:
في الأشهر القمرية شهران هما ربيعٍ الأول وربيعٍ الثاني، ولو عدنا لصفات الربيع، لعلمنا لماذا أطلق العرب هذين الأسمين على تلكما الشهرين، فلماذا لم يجعل العرب بداية سنتهم فيهما!؟ وهما الشهران اللذان يتفائل بهما العرب، خصوصاً وأن في هذين الشهرين، كان هلاك أصحاب الفيل، بزعامة ملكهم أبرهة الحبشي، الذي أراد وجيشهُ هدم الكعبة، والقضاء على العرب نهائياً!؟
وبما أن العرب يتشائمون من شهري مُحرم وصفر!؟ فكان الأجدر بهما إختيار أحد الشهرين الربيعين، بداية عامهم القمري.
كذلك، بعد مجئ الإسلام وعندما قرر الرسول(صلواته تعالى عليه وآله وسلم) الهجرة، لم يخرج في صفر، بل إنتظر حتى بزوغ هلال ربيعٍ الأول، فبدأ هجرته عند الفجر، متجهاً إلى غار ثور حيثُ بقي(صلواته تعالى عليه وآله) في الغار، أربعة أيام ثم خرج وأتم المسير إلى يثرب.
فإذا سلمنا جدلاً، أن العام القمري قبل الإسلام، كان يبدأ في الأول من شهر محرم، فأن لنا أن نسأل: لماذا عندما بدأ المسلمون بإستحداث تاريخ سنتهم الهجرية بدأوه بالأول من محرم أيضاً!؟ بالرغم من أن هجرة رسولهم تمت في شهر ربيع الأول!؟
إننا لا نستطيع أن نجد مبرراً لهذه المسألة، إلا بقولنا إنهُ أمرٌ دُبر بذكاء إبليسي خارق، فكما تم تغيير بداية السنة الشمسية من 21 آذار/مارس إلى 1 كانون الثاني، بحجة ميلاد السيد المسيح، والذي ينقسم فيه النصارى أنفسهم إلى رأيين، أولهما يرى أنه في 25كانون أول، وثانيهما يرى أنهُ في 6 كنون ثاني، وقد تم تغيير إسم التقويم من الشمسي إلى الميلادي، حصل هذا أيضاً مع التقويم القمري الهجري.
كلنا يريد أن يبدأ يومهُ وشهرهُ وسنتهُ بتفاؤلٍ وأمل، وإشراقة إبتسامة الحياة؛ أستحلفكم بما تؤمنون، أيها العرب والمسلمون والناسُ كافة، أيَّاً من هذه الأحاسيس تجدون في شهري محرم وصفر!؟
أتفرحون وتتفاؤلون وتُقبلون على الحياة، في شهرٍ قُتل فيهِ سبطُ نبيكم، وسبي فيهِ حريمه!؟
يتلوه شهرٌ قُتل فيه نبيكم، وفرحت فيه الشياطينُ والأبالسة بإنتهاء عهد النبوة!؟
ألا يكون الأجدر بكم أن تبدأوا سنتكم بربيعٍ الأول، الذي ولد فيه نبيكم، وانتقم الله فيه من عدوه وعدوكم!؟
الشهر الذي تزوج فيه نبيكم أم المؤمنين وسيدة نساء العالمين، خديجة بنت خويلد (رضوانه تعالى عليها)، وتم فيه بناء مسجد(قباء) أول مسجدٍ في الإسلام، والمسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة، وتم فيه إبرام معاهدة الصلح بين الإمام الحسن بن علي ومعاوية بن أبي سفيان، وكذلك سقوط الإمبراطورية الساسانية التي سامتكم الذُل والهوان، وكثيرٌ من المناسبات المفرحة الأخرى، منها وأهمها في عصرنا الحديث، تأسيس دار التقريب بين المذاهب الإسلامية في القاهرة سنة 1366ه.
ألا يكفي ما ذكرنا، لتجعلوا من هذا الشهر بداية عامكم الهجري!؟ أما كفاكم شؤماً وسفكاً للدماء!؟
إن ما يفرحني حقاً أني وجدتُ من يبدأ عامهُ بربيعٍ الأول، من غير أن يشعر، لكنه جرى على فطرته، مقتدياً بمن رأهم أهلاً للإتباع، إنهم أُناس يطلقون على شهر ربيعٍ الأول إسم(فرحة الزهراء – أي فاطمة بنت النبي محمد”صلواته عليهما وآلهما”-)، وعندما سألتهم عن سبب التسمية، قالوا:
كان الرسول محمد(صلواته تعالى عليه وآله وسلم) قد أخبر إبنته الزهراء، أن شهر وفاته هو شهر صفر، فكانت إبنتهُ تترقب بزوغ هلال ربيع الأول، ليطمئن قلبها، أن أباها سيبقى معها لعامٍ آخر، وكانت كلما رأت هلال الشهر فرحت، وقامت بإعداد الطعام وتوزيعه على الفقراء، وكان الناس يفرحون لفرحها، ويقومون بعملها إلى يومنا هذا.
هلال شهر ربيعٍ الأول هو بداية السنة الهجرية…لماذا تركناه!؟
تبدأ السنة الشمسية في 21 أذار/ مارس، من كل عام، ويعتبر هذا اليوم عيداً رسمياً عند كثيرٍ من الشعوب والأُمم، يسمى (عيد نوروز أي عيد الربيع)، يتزاورون ويهنئ بعضهم بعضاً، يقيمون الحفلات والولائم، ويؤدون بعض الطقوس الدينية والإجتماعية، ولكل أُمة نُسكاً وعبادة.
يكون هذا اليوم، هو آذانٌ بدخول فصل الربيع، الغني عن الوصف، فصل عذوبة الهواء ونسيمه، موسم إخضرار الزرع وتفتح الأزهار، وزقزقة العصافير، وإنتعاش الحياة، بعد فصل الشتاء ذو البرد القارص المميت، حيث يعمُ التفاؤل، وتتسع الأُمنيات بحياة أفضل وأمل مشرق.
في المقابل وجدت السنة القمرية، وهي السنة التي تعتمد في حسابها 12 شهر أيضاً، ولكن بإحتساب مدة دوران القمر حول الأرض، في 29يوم أو30يوم، يبدأ شهرها ببزوغِ هلاله؛ أعتمدت كثير من الأُمم والشعوب على التقويم القمري، ومنها القبائل العربية، قبل الإسلام وبعده.
مثلما جُعل لأشهر السنة الشمسية أسماءً، تُطابقُ الصفات العامة الطبيعية للشهر، جَعلَ العربُ أسماءً لأشهر السنة القمرية أيضاً، تطابق صفاتها بحسابات النجوم والأبراج، ولذلك كان لكل شهرٍ سبباً لتسميته، منها (ذو القعدة) أي لقعودهم عن الحرب فيه، و(ذو الحجة) لأدائهم مناسك الحج، ومنها (محرم) لحُرمة القتال فيه، و(صَفَر) لأصفرار الوجوه فيه، من كثرة الأوبئة والمجاعات، وهلاك الجماعات، بالموت أو القتل، ولذلك فإن العرب – كانوا وما زالوا – يتشائمون من هذا الشهر.
هنا تتبادر عدة أسئلة مهمة جداً، هي مجال البحث في هذا المقال:
في الأشهر القمرية شهران هما ربيعٍ الأول وربيعٍ الثاني، ولو عدنا لصفات الربيع، لعلمنا لماذا أطلق العرب هذين الأسمين على تلكما الشهرين، فلماذا لم يجعل العرب بداية سنتهم فيهما!؟ وهما الشهران اللذان يتفائل بهما العرب، خصوصاً وأن في هذين الشهرين، كان هلاك أصحاب الفيل، بزعامة ملكهم أبرهة الحبشي، الذي أراد وجيشهُ هدم الكعبة، والقضاء على العرب نهائياً!؟
وبما أن العرب يتشائمون من شهري مُحرم وصفر!؟ فكان الأجدر بهما إختيار أحد الشهرين الربيعين، بداية عامهم القمري.
كذلك، بعد مجئ الإسلام وعندما قرر الرسول(صلواته تعالى عليه وآله وسلم) الهجرة، لم يخرج في صفر، بل إنتظر حتى بزوغ هلال ربيعٍ الأول، فبدأ هجرته عند الفجر، متجهاً إلى غار ثور حيثُ بقي(صلواته تعالى عليه وآله) في الغار، أربعة أيام ثم خرج وأتم المسير إلى يثرب.
فإذا سلمنا جدلاً، أن العام القمري قبل الإسلام، كان يبدأ في الأول من شهر محرم، فأن لنا أن نسأل: لماذا عندما بدأ المسلمون بإستحداث تاريخ سنتهم الهجرية بدأوه بالأول من محرم أيضاً!؟ بالرغم من أن هجرة رسولهم تمت في شهر ربيع الأول!؟
إننا لا نستطيع أن نجد مبرراً لهذه المسألة، إلا بقولنا إنهُ أمرٌ دُبر بذكاء إبليسي خارق، فكما تم تغيير بداية السنة الشمسية من 21 آذار/مارس إلى 1 كانون الثاني، بحجة ميلاد السيد المسيح، والذي ينقسم فيه النصارى أنفسهم إلى رأيين، أولهما يرى أنه في 25كانون أول، وثانيهما يرى أنهُ في 6 كنون ثاني، وقد تم تغيير إسم التقويم من الشمسي إلى الميلادي، حصل هذا أيضاً مع التقويم القمري الهجري.
كلنا يريد أن يبدأ يومهُ وشهرهُ وسنتهُ بتفاؤلٍ وأمل، وإشراقة إبتسامة الحياة؛ أستحلفكم بما تؤمنون، أيها العرب والمسلمون والناسُ كافة، أيَّاً من هذه الأحاسيس تجدون في شهري محرم وصفر!؟
أتفرحون وتتفاؤلون وتُقبلون على الحياة، في شهرٍ قُتل فيهِ سبطُ نبيكم، وسبي فيهِ حريمه!؟
يتلوه شهرٌ قُتل فيه نبيكم، وفرحت فيه الشياطينُ والأبالسة بإنتهاء عهد النبوة!؟
ألا يكون الأجدر بكم أن تبدأوا سنتكم بربيعٍ الأول، الذي ولد فيه نبيكم، وانتقم الله فيه من عدوه وعدوكم!؟
الشهر الذي تزوج فيه نبيكم أم المؤمنين وسيدة نساء العالمين، خديجة بنت خويلد (رضوانه تعالى عليها)، وتم فيه بناء مسجد(قباء) أول مسجدٍ في الإسلام، والمسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة، وتم فيه إبرام معاهدة الصلح بين الإمام الحسن بن علي ومعاوية بن أبي سفيان، وكذلك سقوط الإمبراطورية الساسانية التي سامتكم الذُل والهوان، وكثيرٌ من المناسبات المفرحة الأخرى، منها وأهمها في عصرنا الحديث، تأسيس دار التقريب بين المذاهب الإسلامية في القاهرة سنة 1366ه.
ألا يكفي ما ذكرنا، لتجعلوا من هذا الشهر بداية عامكم الهجري!؟ أما كفاكم شؤماً وسفكاً للدماء!؟
إن ما يفرحني حقاً أني وجدتُ من يبدأ عامهُ بربيعٍ الأول، من غير أن يشعر، لكنه جرى على فطرته، مقتدياً بمن رأهم أهلاً للإتباع، إنهم أُناس يطلقون على شهر ربيعٍ الأول إسم(فرحة الزهراء – أي فاطمة بنت النبي محمد”صلواته عليهما وآلهما”-)، وعندما سألتهم عن سبب التسمية، قالوا:
كان الرسول محمد(صلواته تعالى عليه وآله وسلم) قد أخبر إبنته الزهراء، أن شهر وفاته هو شهر صفر، فكانت إبنتهُ تترقب بزوغ هلال ربيع الأول، ليطمئن قلبها، أن أباها سيبقى معها لعامٍ آخر، وكانت كلما رأت هلال الشهر فرحت، وقامت بإعداد الطعام وتوزيعه على الفقراء، وكان الناس يفرحون لفرحها، ويقومون بعملها إلى يومنا هذا.