عند قراءة التاريخ العربي, سنجد علامات إستفهام عديدة, تستحق أن نقف عندها, ترى ما الذي يجعل بعض, المحسوبين على الإسلام والمسلمين, ينظرون بعين المساواة عند المقارنة بين , الإمام علي إبن أبي طالب (عليه السلام), وبين طاغية كالحجاج؟ رغم أن الفرق بينهما, واضح كقرص الشمس, في كبد السماء؟
فلماذا تُزّيف الحقائق, فتصم الآذان, وتعمى البصائر قبل الأبصار؟
علي أبي طالب (عليه السلام), هذا الرجل الذي أعطى وضحى, دافع عن الإسلام بالسيف والقلم, فلم يرجع من معركة, إلا وقد بنت عليه علائق الدم بنياناً, فكان سيفه يحصد رؤوس أعداء الإسلام, فلا يحصد نصرٌ في معركة ما, إلا وقد نال معه حقدٌ دفين من أعداء, الدين والرسالة الإسلامية, فلم يترك أمير النحل, وإمام المتقين (عليه السلام) أرث مادي, لأبنائه رغم أنه حكم خمسة قارات, إلا إنه ترك أرث الزاهدين, من علم والدين, وضريبة الدفاع عن, الإسلام التي دفعها (عليه السلام), من دمه الطاهر, ودم أبنائه وذريته, من بعده (عليهم السلام أجمعين).
رغم ذلك كله نجد من, يبخس حق علي أبن طالب (عليه السلام), ويساويه بالحجاج! أن الذي يدفع هؤلاء, لتلك المقارنات, هو الجهل والمصالح, نعم الجهل الذي يحول بعض البشائر, الى بهائم ناطقة ,لا تفقه ما تقول, فينعقون خلف كل ناعق, وقد عَرّج عميد المنبر, الحسيني الدكتور, المرحوم احمد الوائلي, على تلك المقارنات في خطبه وأشار الى جهل الجهلاء, الذي يحولهم الى أدوات, بيد أصحاب المصالح, نعم تلك هي الأدوات التي ,تغير مجريات الأمور, وتُزيف الحقائق, الجهل والمصالح, والحقد إنه مثلث يُنشأ معاول, تسعى إلى هدم كل بنيان, من شأنه أن ينهض بالأمم والمجتمعات الإنسانية.
عندما يعطل الأنسان عقله, يصبح طعماً سهلاً للمتصيدين, فالجاهل وسيلة توصل أصحاب المصالح, والأحقاد الى مآربهم, لذلك نجد من, يؤمن بتاريخ مزيف, ويغفل عن حقائق, لا تحاج الى توضيح, وخير مثال على ذلك, ما يجري اليوم في العراق.
فساد أزكمت, رائحته الأنوف, وفشل في إدارة الدولة, لمدة ثمان سنوات, مدارس طينية, وخدمات معدومة, وأمنٌ غائب, وزراء نهبوا أموال الفقراء, وأستقروا في لندن, لم يجدوا من يحاسبهم, وفقر مدقع, ونكسة في الموصل, تسببت بكوارث إنسانية, ومجازر تبدأ بسبايكر ,ولا نعلم بمن ستنتهي!
رغم ذلك كله, نجد الجهلاء وأرباب المصالح, يمجدون الفشل, ويتباكون على المفسدين, ويدعمون كل من يسعى, لوضع العصي في الدواليب, من أجل تعطيل مساعي الحكومة, الجديدة في التغيير, بل حتى أن بعضهم, دعى للخروج بتظاهرات, على الحكومة الحالية, التي لم تكمل, سوى أشهر معدودة, في إدارة البلاد, بينما
أصيبوا بالصمم, والعمى طوال, ثمان سنوات مضت, هؤلاء هم من يرون العار مجداً, والأرنب اسداً, والمفسد سيد المصلحين!