11 أبريل، 2024 10:37 م
Search
Close this search box.

هكذا يخدم….المجندون…..!

Facebook
Twitter
LinkedIn

التجنيد الإجباري هو طريقة لاختيار الرجال وفي بعض البلدان النساء للخدمة الإلزامية ويسمى أيضا- التجنيد الإلزامي-الخدمة الوطنية- أو خدمة العلم – وعادة يتم التجنيد بعد انتهاء الدراسة أو بلوغ سن الرشد أي الثامنة عشر من العمر لمن فشل في إكمال دراسته ,فيخدم المجندون أو المكلفون بهذه الخدمة فترات مابين ستة أشهر وسنتين حسب قانون كل دولة وقد تستخدم الدول حالة (التعبئة أو الاحتياط) عند الحروب.
فنشأت الخدمة الإلزامية أول الأمر في روما قبل ألفي عام وتجنيد الرجال في زمن الحرب ,أما في العصور الوسطى وضعت كثيرا من الدول خدمة وقوانين التجنيد وانشات فرقا مدربة من اجل حماية المدن والممتلكات العامة والحدود وتوسعت دول أوربا في قانون التجنيد الإجباري عام 1916  أثناء الحروب والدفاع عن الأوطان.
وفي الحرب العالمية الثانية استخدمت كل الدول المتحاربة نظام وقانون التجنيد الإجباري , ونظمت هذه الخدمة بقوانين وصدر أقدمها في البلدان العربية بمصر عام 1937 أثناء ولاية سعيد باشا فكانت الخدمة عندهم أربع سنوات.
ويعود تاريخ الخدمة الإلزامية في العراق إلى عام 1935 عندما اضطرت السلطات البريطانية الرضوخ للمطالب الشعبية العراقية بإقرار قانون الخدمة الإلزامية باسم مرسوم(إدارة الجيش العراقي ) وكانت الخدمة شرف للمواطن العراقي وواجب عليه نحو ماهو وارد في الدساتير العراقية ,ويكلف بالخدمة الإلزامية كل من أكمل الدراسة أو من لم يلتحقوا بالدراسة مابين سنة إلى سنة ونصف وتدرج قانون الخدمة الإلزامية في مدة الخدمة حيث كان لمدة ستة أشهر للخريجين وسنة لغيرهم فكان لصنف المشاة 18 شهرا ولصنوف الجوية والبحرية والدروع والطبابة العسكرية خدمة سنتين لان الخدمة الأولى أي خدمة المشاة اشد وأقسى من بقية الصنوف التي ذكرناها ,وجدير بالإشارة أن الجيش العراقي تأسس عام 1921 حيث تأسست أولى وحداته خلال الانتداب البريطاني حيث شكل فوج موسى الكاظم تبع ذلك تأسيس القوة الجوية عام 1931 وتلتها القوة البحرية عام 1937.
وان التجنيد الإجباري أو خدمة العلم التي كان يتشرف أبناء العراق بأدائها تطالب كثير من الكتل وشرائح المجتمع المدني العراقي بسن قانون للخدمة الإجبارية لما فيه من فوائد وقيم ومعاني ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
أ-إن هذه الخدمة ستحل مشاكل عديدة وكثيرة أهمها إبعاد العراقيين عن الطائفية لأنها ستضم المجندين من كافة المحافظات وكافة الطوائف والملل يأكلون بإناء واحد وغايتهم الوحيدة الولاء للوطن.
ب –دمج المجتمع مع بعضه وغرس روح المحبة في الفريق الواحد والمسؤولية والروح الوطنية(حب الوطن من الإيمان ) والشعور الوطني بالانتماء إلى الوطن الواحد والابتعاد ونسيان الولاء للحزب او الطائفة.
ج – القضاء على حالة المحاصصة والتمايز والدمج ونبذ إثارة الفتن داخل المؤسسة العسكرية وانعكاساتها الايجابية في العائلة الواحدة والعشيرة والوطن الواحد وازدياد الوعي الثقافي والمجتمعي داخل الثكنة الواحدة والاندفاع نحو الوحدة الوطنية والتلاحم الاجتماعي والنشاط الجمعي.
د – وهو خير وسيلة لتقليص البطالة ومنح الرواتب المجزية وإغراءات السكن للمتزوجين منهم وسلف البناء واحتساب الخدمة خدمة مضافة لأغراض الراتب والترفيع والعلاوات والتقاعد واستقطاب الشباب على السباق  والمنافسة لخدمة الوطن ضمن تلك المحفزات.
ه –هي إحدى الوسائل لدعم وإرساء المصالحة الوطنية وهي جمع الكردي بالعربي والسني بالشيعي والمسيحي …الخ داخل الوحدة أو الثكنة العسكرية الواحدة والتي تسهم بشكل فعال إلى ترسيخ الوحدة الوطنية ونبذ كل أشكال الطائفية والتضامن والعيش بنفس المستوى والطريقة لكافة شرائح المجتمع التي ذكرناها انفا.
أما من الناحية التربوية والرياضية والإسلامية فقد قال رسول الله (ص):
(علموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل وما تيسر من الشعر) ومن النواحي الأخرى كالشجاعة والصبر والتحمل والطاعة التي تنبع منها حب الرموز(الله- الوطن-العلم-الشعب) والدفاع عن النفس والوطن والعرض والأرض,انه مصنع الأبطال فالجندي الشجاع يخلق من اليأس أملا وتكمن الشجاعة من القدرة على التعافي من الصدمات وشجاعة الموت بطريقة مشرفة وان الشجاعة أهم الصفات الإنسانية لأنها الصفة التي تتضمن باقي الصفات وليس من الشجاعة أن تنتقم, بل أن تتحمل وتسامح وتغفر وتصبر وهي صفة الحبس والمنع عن الجزع وهي حالة من القدرة على التحمل على فراق الأهل والأحبة والأصدقاء ويمكن للجندي المثابرة في مواجهة الاستفزاز وتجرع المرارة من غير تعبس وحبس اللسان عن الشكوك وحبس الجوارح عن التشويش.
أما الرماية والتصويب على هدف ويطلق غالبا على الاقتناص بسلاح ناري كما يشمل النبالة والقوس والصيد البري وهذه هي الأخرى احد صفات الجندي أما السباحة وركوب الخيل فهي تقيك وتنقذك من العدو وتقوم الجسم في عضلاته ومفاصله وتعطيه الثقة بالنفس لمجابهة الصعوبات والمشاكل إثناء التدريب والخدمة.ناهيك عن الطاعة والاحترام والنظافة والحراسة والواجبات في جنح الظلام وفي البيداء والجبال وكل التضاريس الصعبة فأنت تطيع القائد في الجيش  لأنك  تحترمه وتطبق أوامره وفق القانون وهي تنفيذ مايريده الآخر في حدود التفاني والإخلاص والاحترام والأدب  وهي إحدى الصفات الحميدة التي يتميز بها الإنسان , أما البناء العسكري الهرمي يقتضي لنجاحه احترام الرتب الأصغر للرتب الأكبر وتلبية الأوامر والطاعة تعبيرا عن هذا الاحترام ومن مظاهر هذا الاحترام أداء التحية واحترام الاقدمية ,هكذا يخدم المجندون والجيش سور وبناء ومهنية  وعقيدة وفكر وتضحية وإيثار وولاء فهو (- حب –و طاعة- – واحترام)…..!!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب