7 أبريل، 2024 6:18 م
Search
Close this search box.

هكذا يخدعكم الطب الحديث

Facebook
Twitter
LinkedIn

إنه لا يقدم لكم الرعاية الصحية بل يعالج أمراضكم، والفرق كبير بين الإثنين

الإهتمام بالمرض مقابل الإهتمام بالصحة أو رعاية المرض مقابل رعاية الصحة
إن الممارسة الطبية الحالية، بشكل عام وفي العراق بشكل خاص، لا تتعلق بالرعاية الصحية/الإهتملم بالصحة؛ بل برعاية المرض/الإهتمام بالمرض. يعتمد الطب الحديث على الاعتقاد بأنك بصحة جيدة حتى تصاب بمرض قابل للتشخيص، وبعد ذلك تكون المهمة هي إعطاء المرض اسم (تشخيص) ثم قمع (علاج) أعراضه. هذا المنظور ينتظر المرض ليحدث؛ بدون أي محاولة لقياس الصحة في تراجعها الأولي؛ هذا المنظور يتجاهل آثار التغذية والسموم والسلوك؛ ويعطي القليل أو لا يعترف بقدرات الجسم على الشفاء الذاتي. فلا توجد هناك مساعدة تمكن الشخص/المريض لتلافي إصابته بالأمراض. يمتاز الطب الحديث بعلاج الحالات المرضية الطارئة والصدمات الصحية، وفي إجراء العمليات الجراحية، ولكنه لا يعمل أبداً على مساعدتكم للوقاية من المرض أو منع حدوثه لأنه (أي الطب الحديث) غير مجهز لتشخيص ومعالجة كلا السببين (علاج المرض والوقاية منه).
المنظور الجديد للصحة برأيي العلمي يجب أن لا يعتمد على انتظار حدوث المرض، بل العمل بنشاط لمنع حدوث المرض. إذا حدث المرض، فعلينا البحث عن السبب الحقيقي له واستعادة الصحة من خلال معالجة هذا السبب الجذري. هذا النهج الصحي والصحيح يؤمن بأن الجسم، باعتباره منظمًا ذاتيًا لعلاج نفسه، يسعى إلى تحسين الصحة من خلال مساعدة نفسه على العمل كما هو مصمم للقيام به، ويحتوي النهج على كل ما تعلمناه حول تأثيرات التغذية والسمية والسلوك.
الإلهام الأساسي هو أن الصحة هي خيار وأن جميع الأمراض تقريبًا يمكن الوقاية منها ومنع حدوثها.
تشخيص الأعراض مقابل الوقاية من الأمراض
تعتمد عملية تشخيص مرضك عند زيارتك للطبيب على انتظار إصابتك بالمرض ومن ثم مطابقة تلك الأعراض بمرض مسمى معروف لدى أطباء الطب الحديث، ومن ثم إعطاء هذه المجموعة من الأعراض فئة وإسمًا. قد يكون هذا النشاط مكلفًا للغاية ويستغرق وقتًا كبيرًا، وغالبًا ما قد يكون خطيرًا على المريض لأن المرض قد إستفحل وسيكون علاجه طويلا ومكلفا. ومع ذلك، ما الذي يحققه؟ هل هذا يخبرنا ما سبب المشكلة أو كيفية حلها؟ ليس غالبا. نظرًا لوجود مرض واحد فقط، وهو مرض الخلية فإن قضاء الكثير من الوقت والمال والموارد لإعطاء مجموعة من الأعراض أي واحد من آلاف الأسماء التي لا معنى لها ليس نشاطًا منتجًا.
بسبب تركيزه على تشخيص وعلاج المرض بعد حدوثه، فقد أصيب الطب الحديث بالشلل، ولهذا السبب لا يمكنه عكس وباء الأمراض المزمنة. لا يمكننا الاستمرار في إدراك المرض كشيء يصيب مثل صاعقة البرق؛ الناس الذين هم في صحة جيدة لا يصابون بالمرض. الطريقة الوحيدة للحد من المرض هي تعزيز الصحة وبالتالي منع المرض في المقام الأول.

علاج الأعراض مقابل استعادة الصحة
إن أفضل طريقة للتعامل مع أي مشكلة – في الأعمال التجارية، والحياة الشخصية، والهندسة، إلخ – هي تحديد السبب ومعالجة السبب وحل المشكلة. لسوء الحظ، لا يركز الطب الحديث على تحديد السبب.
الطب التقليدي الحديث يقمع الأعراض، عادة عن طريق تسميم المرضى بالأدوية السامة، وإزالة أجزاء الجسم الأساسية أو تعريض المريض للإشعاع الذي يسبب السرطان – وفي بعض الأحيان، جميع الأساليب الثلاثة هذه. وفي الوقت نفسه، تبقى الأمراض مزمنة، وتستمر تكاليف رعاية الأمراض في الارتفاع إلى مستويات لا يمكن تحملها. يتم علاج الأمراض بالمواد المغذية وإزالة السموم وليس بالمخدرات والمشارط الجراحية.
الاعتماد على الأطباء مقابل الاعتماد على نفسك
ينتظر معظم الناس حتى يمرضوا، ثم يذهبون إلى الطبيب ويأملون في الشفاء. لقد فعلت هذا عندما كنت مريضًا، فقط لاكتشف أن أطبائي ليس لديهم أي فكرة عن كيفية جعلي بحالة صحية جيدة. هذه الممارسة تلغي مسؤوليتنا عن الصحة. هل نعتقد حقًا أننا نستطيع أن نتناول طعامًا غير صحي وأن نعيش نمطًا غير صحي وأن طبيبنا سيجعلنا أصحاء بعد أن عملنا بجد لجعل أنفسنا مرضى؟
الصحة والمرض هي خيارات. نحن كمجتمع وكأفراد، نحن الذين نتخذ تلك الخيارات. اليوم، يتم اختراق الصحة على العديد من المستويات. إذا كنا نريد تحسين صحتنا، والوقاية من الأمراض أو عكسها على أقل تقدير، وإطالة اعمارنا، فيتعين علينا اتخاذ خيارات خاصة للتعويض. لا يمكننا الاعتماد على الأطباء “لإصلاحنا” بعد أن أمضينا عقودًا نصيب أنفسنا بالمرض – جميع الأطباء تقريبًا عالقون في النموذج القديم لرعاية الأمراض وليس لديهم أي فكرة عن كيفية استعادة الخلايا للصحة.

مسؤولية الصحة هي مسؤوليتنا، ويجب علينا أن نعلِّم هذا لأطفالنا حتى يتمكنوا هم وأطفالهم من المطالبة بحقهم في الصحة الجيدة مدى الحياة. يجب علينا أيضًا أن نطلب من حكومتنا ومجتمعنا ككل إجراء تغييرات. لماذا نسمح ببيع المشروبات الغازية مثلا؟ لماذا نسمح لحكومتنا بدعم صناعات الألبان والسكر؟ لماذا نسمح ببيع الأغذية المعدلة وراثيا دون وضع العلامات وبدون إجراء اختبارات كافية للسلامة؟ لماذا نواصل السماح باستخدام الفلور والكلور في مياه الشرب لدينا؟ لماذا نواصل السماح لأطباء الأسنان بوضع الزئبق في أفواه الناس؟ كلنا بحاجة إلى معالجة هذه الأسئلة وغيرها الكثير.
وجنبكم الله كل مرض وكل سوء …
*بروفيسور متخصص بعلم الفسلجة والعقاقير الطبية

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب