22 ديسمبر، 2024 6:40 م

هكذا يختار المحافظون البريطانيون زعيمهم ليكون رئيسا للحكومة

هكذا يختار المحافظون البريطانيون زعيمهم ليكون رئيسا للحكومة

رشح المحافظون بوريس جونسون لرئاسة الحكومة البريطانية خلفا لتريزا مي كي يسير ببريطانيا خارج سرب الاتحاد الأوربي ، وقد قاد داعية البريكست هذه الدولة العملاقة أقتصاديا بنجاح دون خسائر مكلفة وسار وفق خطة مدروسة لمجابهة تداعيات هذا الانفصال ، ولكن رغم نجاحه في مسعاه وسمعته الشعبية فإن الحزب تخلى عنه في مسألة الاحتفالات الخاصة التي حضرها ابان الحضر الذي فرضه هو على المجتمع البريطاني جراء تفشي جائحة كورونا ، وعد الحزب هذا الحضور لرئيس الوزراء بمثابة فضيحة اجتماعية لها آثار سياسية ، قادت الحزب لإعلان التمرد على زعيمه ، وانضم بذلك حزب المحافظين إلى جانب حزب العمال المعارض ، بمطالبة بوريس جونسون بالاستقالة ، وهكذا توحدت المعارضة مع الموالاة في قضية وطنية عامة ، ورغم تمسك رئيس الوزراء بالمنصب إلا أن الحزب دفعه اخيرا نحو الاستقالة ، وتقدم الاخير بها مرغما ، وتقدم أحد عشر مرشحا محافظا لرئاسة الحكومة ، وان هذا الأمر يتطلب اتخاذ عدة إجراءات للفوز بالمنصب ، أهمها المنافسة بين المرشحين ، وبعد كل تلك المنافسة ، جرت مناظرة بين أربعة من المرشحين ، وكانت مواضيع المناظرة ، تتلخص ، بارتفاع أسعار الغذاء والكهرباء ، وموضوعة الإبقاء على هامشية جائحة كورونا ، ومتابعة نتائج وآثار البريكست ، وقد ترشح عن الأربعة عضوا الحزب ، ليز تروس وزيرة الخارجية ( ٤٧ عاما ) من أصول انكليزية وريشي سوماك وزير المالية من أصول هندية (٤٢ عاما) ، وقد تعهد وزير المالية بفرض الضرائب على شركات الطاقة إذا ما فاز برئاسة مجلس الوزراء وان المهم لديه ايجاد الوظائف ومعادلة الضرائب ، والاهتمام بالتضخم وتقليل اثاره الاجتماعية ، وان نسبة التضخم لا تقل عن ١٣ ٪ ، اما المرشحة ليز تروس فإنها تريد معالجة أزمة تكلفة المعيشة ، وأنها تسعى إلى خفض الضرائب في محاولة لتعزيز اقتصاد البلاد،
أن ما يهز المراقب هو مدى حرص المرشح لمنصب رئيس الوزراء على الاهتمام بالاقتصاد ومعالجة مشاكله وخاصة في أزمة الطاقة في اوربا التي أدت إلى زيادة الأسعار وشكلت أزمة الغذاء ، وهنا نقول لاحزابنا التي تملأ الكون ضجيجا ، هذه هي حكمة الأحزاب من وراء التنافس بين المرشحين والكل معبأ بالوطنية والكفاءة ، فهل كانت لاحزابنا هذه الالتفاتة ام أن المرشح يكفي أن يكون من الحزبيين ، فلا أهمية الكفاءة والنزاهة والوطنية ، فليتعلم العراقيون من تجارب الشعوب ، وها هي بريطانيا تتفاخر بأسلوبها الديمقراطي العتيد ، وها نحن اليوم نريد أن نعيد الفاسد والقديم ،، والإشارة تكفي السياسي والحليم ..