19 ديسمبر، 2024 3:07 ص

هكذا يبدو المشهد .. نُذّر ” القادسية الثالثة ” يلوح في الأفق !؟

هكذا يبدو المشهد .. نُذّر ” القادسية الثالثة ” يلوح في الأفق !؟

ربما ستنبري الأقلام المأجورة والرخيصة , وستتعالى الأصوات الشاذة والقبيحة , والانتقادات اللاذعة تجاه كاتب هذه السطور, بمجرد قراءة العنوان , بدون وعي وتريث ورويّة , وستصدر القرارات والأحكام التكفيرية والخروج من الملّة على الفور , ونعتنا بــــ البعثي , والقومجي , والصدامي , والوهابي  وحتى آخر موده ” داعشي ”  … ألخ من الخزعبلات ومن أدوات التسقيط والتشويه لكل من يقف ويتصدى للمشروع الفارسي التدميري .
 
ثلاثة عشر عاماً فقط … يا أوباش السلطة .. عرّتكم وفضحت أكاذيبكم وادعاءاتكم وزيّفكم ونهيقكم ونعيقكم , بعد أن فضحكم الله أمام الملأ , وأمام فقراء وتعساء ومساكين واميي الشيعة والسنة العرب وجميع القوميات والطوائف , قبل مفكريهم ومثقفيهم وكتابهم ومعارضيهم , وباتت أكاذيبكم وهلوساتكم وتخرصاتكم لا تنطلي حتى على المجانين والأطفال في المدارس الإبتدائية .

قلناها ونقولها اليوم وغداً وبعد غد , وبكل فخر واعتزاز بقوميتنا العربية والإسلامية , وبما سطره لنا تاريخ الآباء والأجداد , القديم والحديث والحالي , بأن هذه الأمة التي هزمت أعتى الإمبراطوريات عبر تاريخها الطويل الممتد لآلاف السنين , لهي اليوم قادرة على دحر التحالف الثلاثي المشؤوم الذي أطل برؤوسه الشريرة الثلاثة , المتمثل بالتحالف الإمبريالي الأمريكي الفارسي الصهيوني .

نعم .. قادسية العرب الأولى التي قادها سعد بن أبي وقاص خال النبي الأكرم سيدنا محمد بن عبد الله ( ص ) , في عهد الخليفة الثاني الفاروق عمر رضي الله عنه , أعادة جمجمة العرب لجسده , كما وصفه سيدنا عمر ( رض ) , أهل العراق كنز الإيمان , والعراق جمجمة العرب , وكنز الرجال , ومادة الأمصار ورمح الله في الأرض , فاطمئنوا فإن رمح الله لا ينكسر .
ووعدنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم , الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى , حينما قال ( ص ) ( إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده ) وقد تحقق الوعد الحق , وشاءت الأقدار أن يتحرر العراق من قبضة الفرس في عهد الخليفة الراشد الثالث ” عمر رض ” , ولهذا ليس من باب الصدفة أبداً ’ يمقت ويكره أحفاد كسرى حتى يومنا هذا الخليفة عمر , ويسبونه ويلصقون به شتى التهم زوراً وحقداً , لأنه هدم مجدهم ودحرهم وأطفأ نارهم المجوسية وإلى الأبد , كما لا بد لنا أن نستذكر في هذا المقام أيضاً , دعاء الفاروق عمر وتضرعه عندما دعا ربه ( اللهم إجعل بيننا وبين فارس جبل من نار ) لأنه كان يعرف تاريخهم وحقدهم وخطرهم على عرب العراق , وهنا لابد من الإشارة والتذكير أيضاً , بأنه لو قدر الله سبحانه وتعالى , وكان الوعد الحق قد تحقق في عهد سيدنا ومولانا الإمام علي عليه السلام وكرم الله وجهه , لرئينا الفرس وأحفاد كورش وكسرى اليوم يسبون ويمقتون الإمام علي وآل بيته وأحافاده . ويصفونه بأبشع الأوصاف قطعاً , بالضبط كما يسبون الخلفاء الراشدين , عمر وأبو بكر وعثمان وأزواج النبي أمهات المؤمنين رض ويطعنون بعرض سيد الخلق , سيدتنا أم المؤمنين عائشه رض , ولما أصبحت إيران شيعية صفوية بالإكراه على يد إسماعيل الصفوي وعباس عليهم من الله ما يستحقون .

فمنذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا والفرس المتسترين بستار الدين وببرقع المذهب وبحب آل البيت ع زوراً وكذباً , لم يستقر لهم حال ولم يهدأ لهم بال , كما كانوا ومازالوا وسيبقون , يتحينون الفرص , ويتحالفون سراً وعلانية مع ألد أعداء الله والعرب والمسلمين , كانوا ومازالوا يحلمون أحلام العصافير بضم العراق من جديد , من أجل إحياء إمبراطوريتهم المقبورة , ومن أجل تحقيق أحلامهم المريضة , وحلمهم الأزلي الذي هو أشبه بحلم إبليس في الجنة .

أيها العرب أيها المسلمون .. أمتكم العربية الإسلامية تكالبت ومازالت تتكالب عليها الأمم , وتعرضت لشدائد ومحنّ ومصائب وكبوات واحتلال وتقسيم وتشرذم , ومازالت حتى يومنا هذا تتعرض للاحتلال والبغي والعدوان والسرقة والنهب والخراب والدمار , وشعوبها للإبادة الجماعية والتشريد والتهجير , كما هو حاصل منذ عدة قرون وعقود , وآخرها وليس آخرها العقد الأول من القرن الحالي المشؤوم , لكنها لن ولم تموت أبداً بقوة وقدرة الله سبحانه , وبصمود وبسالة وإيمان أبنائها .
نعم .. قد نصاب في بعض الأحيان بحالة من اليأس والاحباط والخذلان بسبب ما حصل ويحصل لنا كعراقيين على وجه الخصوص وكعرب وكمسلمين على وجه العموم , لكن علينا أن لا نيأس ولا نستسلم أبداً مهما كلف الأمر وبلغت التضحيات , أمتنا ستنهض وستتوحد من جديد بإذن الله , لأننا أصحاب رسالة سماوية , وأصحاب حق , ناهيك عن كوننا أصبحنا جميعاً في قارب واحد , تهددنا وتحيط بنا المخاطر من كل جانب , من هنا ندعوا مخلصين مؤمنين بعدالة قضايانا العربية ,  إلى رص الصفوف وتوحيد الكلمة ونبذ الخلافات وطي صفحات الماضي البعيد والقريب مهما كانت ذكرياتها مؤلمة وحزينة في ذاكرة الأشقاء العرب , وعلى رأسها الخلاف الذي حصل بين العراق والشقيقة الكويت , أو بين المملكة العربية السعودية ودول الخليج والعراق أبان أزمة الخليج الثانية , إذاً علينا أن نعمل كل ما بوسعنا لوقف نزيف الدم , وحالة عدم الاستقرار , وأن ننتزع العراق وسوريا ولبنان واليمن من مخالب الفرس والصهاينة , ونحمي المقدسات وعلى رأسهما مكة المكرمة والمدينة المنورة قبل فوات الأوان .

من هنا نبارك ونؤيد ونشد على أيادي القادة والزعماء العرب والمسلمين والدور الريادي الذي تقوم به المملكة العربية السعودية وجمهورية مصرالعربية من تنسيق وجهود واستعدادات وتحضيرات لإجراء وتنفيذ اكبر مناورة عسكرية في تاريخ التعاون العربي , التي من المقرر ان تشارك فيها عدة دول أخرى منضوية تحت التحالف العسكري الإسلامي , تلك المناورات العسكرية المرتقبة التي اطلق عليها تسمية ” القادسية ” والتي تم التحضير والتخطيط لها منذ عدة اشهر،  والتي تعتبر أول مناورة عسكرية عربية من حيث الحجم والأهداف , كما سيشارك فيها أكثر من٣٥٠ الف جندي و٤٠٠ طائرة جوية وأكثر من١٥٠٠ دبابة .
نرنوا ونتطلع إليها … أي إلى هذه المناورات العسكرية , التي نأمل أن تعيد هيبة وكرامة أمة العرب والمسلمين , وكذلك تعيد الأمل والثقة في نفوس البعض ممن اختلطت عليهم الأوراق وخانتهم قيم المبادئ والرجولة , وأن تتكلل هذه المناورة بالنجاح , لتكون بوادر ونذر ” قادسية ثالثة ” لتعزيز الوحدة والأمن والسلام والاستقرار , وإعادة الاخوة واللحمة بين العرب ,  كما نرجوا أن يعم الأمن والسلام أيضاً ربوع المنطقة والعالم أجمع , ولتكن القادسية الثالثة رسالة سلام قوية للجارة إيران قبل غيرها , وأن تتعظ وتعود إلى رشدها وتجنح للسلم , وتتوقف عن ممارستها ونهجها العدواني تجاهنا كعرب وكمسلمين , كنا ومازلنا وستبقى جيران في هذه البقعة وهذا الجزء الحيوي من العالم , وبدل أن تتآمر علينا , لتتحالف معنا من أجل مصلحة شعوبها ومصالح جميع شعوب ودول المنطقة والعالم , كما شاء وقدر لنا الله سبحانه وتعالى أن نكون جيران وأخوة ندين بدين الإسلام الحنيف , قبلتنا واحدة , ودستورنا كتاب الله العزيز القرآن المجيد .
كفانا حروب … كفانا اقتتال …  كفانا تدمير وخراب … كفانا دماء .

 

أحدث المقالات

أحدث المقالات