18 ديسمبر، 2024 10:15 م

هكذا هو القضاء، وإلا فلا

هكذا هو القضاء، وإلا فلا

تناقلت وكالات الأنباء الخميس الموافق 30 ايلول ، 2021 نبأ الحكم على الرئيس الفرنسي السابق نيكولاس ساركوزي بالحبس لمدة عام بجريمة تعديه حدود الصرف غير المعقول على حملته الانتخابية للدورة الثانية لرئاسة الجمهورية والتي فشل فيها ، ووجهت له تهمة الفساد ، والممعن في التهمة من وجهة نظر عراقية لا يجد شبهة فساد لان الرجل لم يختلس المال العام ، وإنما لحصوله على أموال من الغير للترويج لحملته الانتخابية وهذا ( الحصول) هو المثير للتساؤل القانوني ، ما مقابل هذا التمويل ، وقيل انه عرض رشوة على أحد القضاة ،، والمهم بالنسبة لنا ان رئيس الجمهورية الفرنسية تم الحكم عليه بالسجن وهو أول رئيس فرنسي يصدر عليه حكم قضائي ،، لم تشفع له الرئاسة أمام القانون ، فالقانون هو القانون في كل دول العالم لا يعرف الأشخاص ومناصبهم ، القانون يعرف فقط الجرائم ويتحرك في ضوئها ، فهل تعلم الرؤساء العراقيين ،، لا لماذا الرؤساء هل تعلم سياسيوا الصدفة ،،وهفوة التاريخ من هذا الدرس الفرنسي البليغ،،
ان مشكلتنا ليست في القضاء ،، وأن وجد بيننا قاض مرتش،، ولكن مشكلتنا ان من يلج درب السياسة في العراق يتصور انه ملك الدنيا ، انه ملك القانون ، وانه فوق الجميع ، والسبب هو الجهل بكنه القانون والتعمد في تجاهله ، ويمكن الحكم بدون تردد ان اغلب سياسيونا مصابون بداء العمى القانوني ، فهذا يصرح بأنه استلم رشوة وذاك يهدد وثالث يشتم ورابع يزور وخامس يختلس ، وهكذا هم لا يعلمون ان تحريك الدعاوى ضدهم أسهل من شربة ماء ، ولكن لا حياة لمن تنادي ، وعلى القضاء العراقي ان يجر كل سياسي من ياقة قميصه ويرمي في غياهب السجون انتقاما لكل الجوعى والمظلومين ، ولك أيها القاضي العراقي في القاضي الفرنسي أسوة حسنة ، وفي القضاء الكوري الجنوبي أسوة احسن عندما رمى الرئيسة في غياهب السجون لمدة 20 عاما غير قابلة للرحمة وحسن السلوك ، ورحم الله قضاة العراق الأقدمين….