تمر الأيام مسرعة وتمر معها ساعات ولحظات صغيرة نراها أحيانًا عادية جدًا، لكنها في الحقيقة هي النواة لملامح تلك الحياة المحملة بالهموم والأفراح. نعيش أيامنا بين العمل وبين ساعات الاستراحة وبين الأمل الذي نعيش معه بعيدًا في عالم الخيال وبين التعب الذي نشعر به عندما نأوي إلى فراش النوم.
نعيش مع الأمنيات المؤجلة واللحظات التي ذهبت من بين أيدينا دون أن نشعر بها أو نهتم بدقائقها وثوانيها.
في زماننا اختلف كل شيء، فنحن نعيش في عصر السرعة وأصبحت أيامنا متشابهة. ننام ونصحو على رنين ذلك الهاتف المحمول الذي أصبح يأخذ جزءًا كبيرًا من أوقاتنا ومن استراحتنا وحتى في أوقات أعمالنا.
أصبحنا نعيش الحياة وكأننا في مشهد تمثيل غير حقيقي وقد حفظناه عن ظهر قلب. القليل منا اليوم يضحك من قلبه لأنه سعيد، والكثير أصبح غارقًا في الهموم والتفكير. هكذا نعيش، لا كما نريد دائمًا، بل كما تسمح لنا تلك الظروف التي تبدو قاسية أحيانًا.
ما زلنا نتأمل وننتظر الفرص التي ربما لن تأتي لأن مرحلة العمر قد وصلت إلى محطاتها الأخيرة. ومع هذا، نشعر أحيانًا بلحظات دافئة ربما مع استكان من الشاي أو فنجان قهوة مع صديق عزيز، نطلق ابتسامات عابرة في لحظات الهدوء وعند نهاية كل نهار طويل…….
أيتها الحياة، نعيش بين ضغوطك وهمومك، لكننا رغم كل شيء نحاول أن نصنع لأنفسنا شيئًا من الجمال نتمسك به، وأن نخلق شيئًا من داخل الفوضى له معنى آخر. وتعيش في داخلنا دومًا نافذة كبيرة مفتوحة تنظر إلى المستقبل، تنظر إلى الأمل.
ربما لم نحقق الرفاهية مع الوقت وربما تعبنا ونحن نبحث دائمًا عن شيء لم نجده حتى الآن، ولكننا ما زلنا نواصل المسيرة وما زالت الحياة تضيء الدرب أمامنا لأننا نؤمن حتى في لحظاتنا التي نعيشها بصمت أن القادم أفضل وأن القادم قد يكون هو الأجمل.
تحياتي لكم.