عندما كبرت وبلغت سن الزواج تقدم لابي أحدهم طالبا يدي وكان ذلك الخاطب(سيد) اي يمت بنسبه الى الامام علي بن ابي طالب عليه السلام لكن ابي لم يوافق على تلك الخطبة لان ذلك الرجل كان ارمل وله ولدان وبنت واحدة وبأعمار صغيرة مختلفة فولده الاكبر (محمد ) يبلغ من العمر ثمان سنوات وبنته الوحيدة (زهراء) تبلغ من العمر اربع سنوات و ابنه الصغير(حسين ) لم يتعد عامه الاول وهو ولد توأم اخيه الاخر (حسن) الذي توفي بعد ثلاثة اشهر من مولده ولحقته امه بعد شهرين.
ليس لأنه ارمل وله اولاد كان سبب الرفض بل اضافة الى هذا فأن حالته المادية ضعيفة لا تمكنه من ان يوفر لامرأته المستقبلية رغد العيش وهناءة الحياة كما هي الحال في بيت الوالد فهو فقير لا يملك شيئا من حطام الدنيا فكيف يمكنه ان يوفر لزوجته التي تعودت العيش الرغيد اسباب السعادة اضافة الى انه رفض ان تتحمل ابنته عبئ تربية الاولاد ورعايتهم.
حمل الرد الى السيد (عبد الله)وكان مضمونه ان الفقيه رفض الخطبة….
هل انتهى الامر عند ذلك الحد….؟
كلا ……………….ذلك ما
سنعرفه لاحقا………….
000000000000000000000000
بعد يوم واحد من الرد وفي ساعة متأخرة من الليل
ايقظ الفقيه زوجته العلوية وهو في حالة من الخوف والاسف والحزن وفاجئها بقول
(ارسلي غدا من يخبر السيد (عبد الله)بموافقتي على الخطوبة واضاف :
انا من يتكفل بنفقات الزواج………………..!!!!!
قال هذه الكلمات متقطعة بين تلفظه عبارات لا اله الا الله…استغفر الله ربي واتوب اليه… سامحني يا سيدي ومولاي يا رسول الله……………………….!!!!
راحت العلوية تفرك عينيها بيديها فقد ظنت نفسها تعيش حلما ثم ما لبثت ان امسكت بيد الفقيه وهتفت متسائلة:
ماذا بك…؟ ماذا تقول…؟
اعاد عليها العبارة ذاتها
(ارسلي غدا من يخبر السيد (عبد الله)بموافقتي على الخطوبة واضاف :
انا من يتكفل بنفقات الزواج………………..!!!!!
فغرت العلوية فاها ولم تتمالك نفسها من ان اعادت السؤال مرة اخرى
فرد عليها بلهجة غاضبة
قلت لك ارسلي غدا الى السيد (عبد الله) بأني موافق على هذا الزواج وانني لا اطالبه بأي شيء من النفقات فأنا اتكفل نفقات الزواج من الالف الى الياء………………….!!!!!
ثم توجه بوجهه الى القبلة وراح يتحدث الى شخص كأنه ماثل امامه …استغفر الله ربي واتوب اليه …أستميحك العذر يا سيدي ومولاي يا رسول الله صلى الله عليه وآل بيته الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين.
امسكت العلوية بيد الفقيه قائلة:
ماذا هناك…؟ما لذي دعاك الى هذا…؟
تعجبت من هذا التغيير المفاجئ لهذا الموقف وهو الذي عرفته طوال السنوات عنيد شديد .
قال:
لن اتحدث الآن بهذا.
نهض من فوره الى الماء فتوضأ وصلى ركعتين وجلس يقرأ القرآن بصوته العذب الرخيم حتى حان وقت الاذان لصلاة الفجر فلبس مدرعته وعمامته ومضى خارجا ,وحين سألته الى اين اجابها الى حرم الامام الحسين عليه السلام.
لم يمهلها لتسأل اسئلة اخرى أو ان تستفسر عما ألم به .
نهضت هي الأخرى وتوضأت وأدت صلاة الفجر وما بقي من الوقت امضته في قراءة آيات من الذكر الحكيم.
……………………
كانت تتطلع الى الباب …
هكذا امضت وقتا طويلا وهي تأمل ان يطرقها في اي لحظة وان يدخل فقد كانت الليلة الماضية مثيرة للتساؤل وفي احيان اخرى مثيرة للقلق.
لقد عرفت زوجها لأكثر من عشرين عاما لكنها لم تر منه تصرفا غريبا سوى ما رأته ليلة امس فهو في الاغلب صلب شديد يتعامل مع الامور بما يناسبها من شدة ولين وهو وان كان قوي الارادة وعنيد خاصة فيما يتعلق بشؤون العائلة ,لذا فأن تصرفه وكلماته التي سمعتها منه الليلة الماضية تؤشر الى امر ما قد حدث هي لم تزل تجهله ولا تعرف كنهه ,ثم سرعان ما خطر لها خاطر زادها توترا وقلق وحرك مؤشر الخوف على ابنتها اذ تساءلت في نفسها ما الذي دعا والدها الى الرجوع عن رأيه الذي اعلنه مسبقا وكيف يمكنها ان تعلل رجوع زوجها عن ذلك الرفض واعلان قبول الخطبة بل وتحمل نفقات الزواج.
كان ذلك امر عظيم بالنسبة لها فهو قد يؤثر على منزلة الاب والابنة والام ويمكن ان يقال في قابل الايام ان هناك سرا في التراجع عن الرفض الى القبول .
……………….