23 ديسمبر، 2024 4:01 ص

هكذا كان موقف الامام الصادق من دعاوى الانحراف

هكذا كان موقف الامام الصادق من دعاوى الانحراف

لا يخفى على الجميع ما مر به الامام الصادق عليه السلام من ظلم وتغييب وافتراء رغم اعتزاله الحكم الفاقد لمقوماته واتجاهه نحو بناء الانسان المسلم وتطوير العلوم ونشرها في بقاع العالم وهذا ما لا يرضي الولاة المتسلطين فكان عليه السلام تحت مرمى سهام نفاق ودجل الخلفاء العباسيين بعد ان استنفذوا جميع السبل لجذبه الى جانبهم ليكون المؤمِن الشرعي لحكمهم وهذا ما لا يرتضيه سليل الدوحة النبوية الهاشمية لنفسه وشيعته كما ان هناك المنافقين والمغالين ممن يدعون الانتساب الى هذا الخط الشريف الذين شككوا بقدرة واحقية الامام فصاروا يتخبطون في قراراتهم رغبة في رضا السلطان فقدموا رضاه على رضا الله سبحانه وتعالى , وبعد اتساع مدرسة الامام الصادق عليه السلام وتنوع علومها وكثرة طلابها كان من اولويات بني العباس القضاء على هذه الصرح العلمي الكبير حيث ارتاده الاف الطلبة فكلهم يخرج ويقول حدثني جعفر الصادق بالاضافة الى البيوتات العلمية الكوفية التي عرفت بانتسابها الى الامام الصادق عليه السلام واشتهرت بالفقه والحديث كبيت آل أعين وبيت آل حيان التغلبي وبيت بني عطية وبيت بني دراج وغيرهم من البيوتات التي عرفت بالتشيع واشتهرت بالفقه والحديث فبدأ الموساد التيميى العباسي بزرع الجواسيس داخل هذه المؤسسة وشراء الكثير من الطلبة المؤثرين في المجتمع فصاروا يتأولون على الامام عليه السلام فسجلت الكثير من الاحاديث المدسوسة والمزورة وبرز المغالون كالخطابية والمغيرية والسبئية وأئمة الضلالة مما ادى الى انقسام الامة اضافة الى ان السواد الاعظم كان مع بني العباس كونها حكومة هاشمية شعارها يالثارات الحسين ! قادتها كانوا معارضين للنظام السابق الاموي مضطهدين مشردين فاختلط الامر لدى عامة الناس فمنهم من اعتقد بامامة وولاية العباسيين ومنهم من اعرض عن الامام الصادق عليه السلام وانكر امامته واسندها لغيره من العلويين ومنهم من فضل الوقوف على التل والقلة القليلة النادرة التي لا تتعدى اصابع اليد هم انصار الامام سلام الله عليه وحادثة التنور مع الخراساني دليل على مااقول , ابتعد الناس عن امامهم تماما وفضلوا حياة الذل والهوان وتحولوا الى عبيد لبني العباس فما الركون الى الظالمين الا مزيدا من الضياع والتيه والضلال فاغتنم العباسيون الفرصة وجندوا الجواسيس ودعموا الائمة المضلين فبزغت دعاوى الالحاد والزندقة والمغالاة كل هذه الحركات للنيل من الامام ونهجه القويم كانت مدعومة من خلفاء بني العباس وائمة التيمية وعاظ السلاطين فلم يقف الامام الصادق مكتوف الايدي امام هذه الحركات ولم يعرض عنها رغم سذاجة افكارها وبيان انحرافها بل تصدى لها وناظر دعاتها وبين للناس بطلان ما يدعون وهذا هو ديدن الائمة والمصلحون يدافعون عن العلم والمعتقد ويدفعون كل شبه وان كانت تافهة من اجل القاء الحجة على المدعي وتحصين الاتباع علميا وابعادهم عن دائرة الشك فقد كان الامام شديد الخوف من هكذا دعوات كما يذكر احد المهتمين بهذا الشأن من العلماء المحققين فيقول مم يخاف الإمام (سلام الله عليه)؟ وماذا صدر من الخطابية والمغيرية والسبئية وأئمة الضلالة حتى يخاف الإمام ويكون في رعب شديد؟”.إنه الرعب والقلق من الوحدانية الالهية والربوبية. إنه الخوف من أن يكون الإمام مقصرا.إنه الخوف من الغلو ودعوى الالوهية. إنه الخوف من جعله شريك لله سبحانه. إنه الخوف من إزالة الائمة عن مقام العبودية.
إنه الخوف الذي يجعل شعر الرأس والجلد يقوم.إنه الخوف من أن يصم سمع الإمام أو يعمى بصره . فإن الإمام طعن في الصغرى بالإعلان عن عبوديته لله تعالى وكذلك نفي الالوهية والربوبية عن رسول الله صلى الله عليه وآله باعلان الاخوة بينه وبين علي عليه السلام وبما أن عليا عبد لله فمحمد عبد لله حيث قال عليه السلام كان علي عليه السلام والله عبدا لله صالحا، أخو رسول الله فإن الإمام عندما يكرر عبوديته لله تعالى يريد أن يطعن ويبطل أن الصلاة رجل وأن الصيام رجل وأن العبادة رجل فمن يعرف الرجل فلا حاجة للصلاة والصيام وكل العبادات وكذلك المحرمات والمنكرات هي رجل ومن يعرف الرجل يرتكب كل المحرمات والمنكرات، مؤكدا على أن أفسق الناس وأفسد الناس هو من يتخذ طريق الغلو . فإن الإمام (عليه السلام) أبطل جميع هذه الدعوات وبين أن لا كرامة إلا بطاعة الله تعالى ورسوله، ورسوله لا ينال الكرامة إلا بطاعة الله. وما نشهده اليوم من دعوات منحرفة وتفنن الدعاة وبدعم مباشر من الحكام والسلاطين المنحرفين وبتشريع من ائمة منحرفين نخرت جسد الامة وجدد الهم والخوف على الامام سلام الله عليه وليس بدعوى التيمية الدواعش ودولتهم الخرافية الزائلة ببعيدة وكذلك دعاوى المهدوية التي تدعوا الى انتفاء وبطلان التقليد الذي هو دين الانسان ودعاوى الالحاد والعلمانية الانحلالية ونلاحظ الانتشار الواسع لهذه الدعاوى بسبب غياب المرشد الحقيقي وعدم تصديه لهكذا افكار كما كان يفعل الامام الصادق عليه السلام او لتغييبه وتهميش دوره كما ان مغريات الدنيا والتحلل الاسري وكثرة الحروب هي ايضا ساهمت في تكاثر هذه الافكار التي تستهدف بالاساس القضية المهدوية الحقيقية .والغريب في الامر ان من يتبنى هكذا افكار حر طليق يتمتع بكافة الحقوق فلهم مكاتب وهيئات ومؤسسات وكأنما لسان الحال يقول (القاضي راضي) واما من تصدى لهكذا دعاوى لايجد من يصغي الى حديثه الا القليل رغم ان حججه دامغة كإمامه الصادق عليه السلام ولا غرابة في الامر فان التاريخ يعيد نفسه لكن اود ان اقول ان احياء دين الامام الصادق ومذهبه واخلاقه ومدرسته الفكرية , هذا كله متعلق بسلوكيات واخلاق المجتمع ومدى قربه من الحق فلا خلاص من الفتن والطائفية والفقر ولا فرج الا بالاتباع الحقيقي للمعصوم والابتعاد عن تلك الدعاوى التي نشطت بالاونة الاخيرة التي تدعو الى بطلان التقليد وغيرها من الدعاوى .
فما هو السبيل يامسلمون ياشيعة ياسنة هل سنقف صامتين حتى يرتقي الرجال والزعماء الى درجة الاله وتعود عبادة الاصنام من جديد ؟ هل سنجرد العقل ونتبع الشهوات؟ وهل السكوت والاعراض والاكتفاء بمجرد العروض الفيسبوكية الفارغة من المحتوى العلمي افضل من المواجهة الفكرية والتصدي للافكار المنحرفة وانتشال المجتمع مماهو فيه؟ ايها المسلم ان كان لايعنيك انحراف الناس فحصن نفسك واجهد عقلك بالقراءة والمثابرة وتبني الافكار المعتدلة فانها امن وامان وخلاص فيجب على الجميع الدراسة والمتابعة في هذا المجال لخلاص الامة من هذه الافات الضارة وقبل ذلك كله نطالب جميع العلماء والمهتمين بالعلوم الاسلامية وخصوصا علوم اهل البيت ان يخرجوا مافي جعبهم للدفاع عن مذهب جعفر الصادق فقد ظهرت الفتن والبدع فعلى العالم ان يظهر علمه والا فلا اعتقد انه يستحق ان يسمى عالما ونحن نتصدى لأعظم هجمة فكرية من جميع النواحي.

http://www5.0zz0.com/2017/07/20/12/773193702.jpg