قد لا ابالغ، لو قلت بان العراق ارضا وشعبا لم يتعرضا ابدا – على الاقل في التاريخ المعاصر – للاهانة، مثلما تعرضا لها في ظل احزاب السلطة التي اتت بعد سقوط الصنم في ٢٠٠٣.
اخص بالذكر منها الاحزاب الاسلامية.
وتحديدا، حزب الدعوة على وجه الخصوص.فهو الآمر والناهي كما يقال، ما دام يمتلك حصة الاسد في ادارة الدولة.
وبالتالي، فهو المسؤول الاول والاخير عن كل هذه الماسي التي يعيشها العراق حاليا.قناعتي هذه، لم تكن وليدة الصدفة.
كما انها لم تكن نابعة عن حقد او ضغينة مني على شخص او حزب او طرف ما بعينه.
انما هي، وليدة تراكمات قاتلة تحكي معانات عموم العراقيين، وخصوص اهالي محافظات الوسط والجنوب طيلة الثلاثة عشر عاما التي ابتلوا بها بهؤلاء الخنازير.اداريا، فساد من اعلى هرم السلطة نزولا، بيع وشراء للمناصب والذمم، وانعدام لابسط الخدمات جملة وتفصيلا. امنيا، تفجير، تهديد، ارهاب، اختطاف، تسليب، تهجير و … وعلى مدار الساعة.
اخر تلك المعاناة، هي تفجير مدينة الشعلة، حيث دماء الشهداء التي ربما لم تجف بعد الى لحظة كتابة هذه السطور.
نعم، هذا حال العراقيين في ظل عبيد ايتام الولاية الثالثة، ومنافقي لصوص الجادرية، وجهلاء تاج الراس.
كل هذا، والحياة رغم مرارتها وقساوتها تربط الليل بالنهار وبالعكس وهكذا دواليك، ما دامت تحدث داخل البيت العراقي، كما يقال.لكن، ان يستقبل حيدر العبادي نظيره التركي في العراق، وذلك بالتزامن مع تواجد ولو جندي تركي واحد على ارض العراق في بعشيقة.ناهيك عن دور تركيا اللئيم – كما يعلم الجميع – في ابتلاء العراق بالتفجيرات الارهابية التي هي من نصيب الفقراء دون غيرهم.اقول، ان استقبال رئيس دولة يرفرف علمها فوق رؤوس جنودها على تراب بلادي.فهذا والله لهو الخذلان والهوان بعينه.
ولا مجال بعد اليوم للحديث عن العراق وسيادة العراق، ما دام امثال هؤلاء الجبناء يمثلونه.
:::::::::::::::::